رمضان على الفضائية السورية مـن «بوابـة» الأرشـيف

18-09-2008

رمضان على الفضائية السورية مـن «بوابـة» الأرشـيف

المتابِع للدورة البرامجية الرمضانية في التلفزيون السوري على مدار سنوات عديدة، يلاحظ حالة من تكرار الأفكار، واستنساخها عاماً بعد عام، والمثير أنَّ ما مِن أحد في التلفزيون السوري أبدى رغبته في الاستفادة من أخطاء الأعوام السابقة، فظلَّ شهر رمضان يفاجِئ العاملين في التلفزيون بقدومه، حيث يسارعون لإعداد برامجهم على عجل، أو فبركة برامج، كما حصل هذا العام مع البرنامج المنوَّع »يسعد مساكم« الذي يُعرض على الفضائية السورية عقب فترة الإفطار. والبرنامج يعتمد في معظمه على مواد أرشيفية، بدا واضحاً أنَّ معدِّيها لا يعنيهم كثيراً عقل المشاهد ورغباته، وإلا ما معنى أن تخصَّص فقرة باسم أخطاء وعثرات، وتعرض مشاهد أخطاء فنانين في مسلسل »أيام شامية« الذي عُرض في تسعينيات القرن الماضي، وما معنى أن تعاد فقرات الكاميرا الخفية، وأن نلملم لقاءات عابرة مع نجوم الدراما السورية ونعرضها بوصفها صوِّرت خصيصاً للبرنامج. وما معنى أن نخصِّص فقرة للكاريكاتير، تُعرض فيها الرسوم منجزة، على طريقة الصحافة المكتوبة.
التكاسل الإعدادي في التلفزيون السوري أو حتى استسهاله، لا يبدو أنه قدر الجميع في التلفزيون السوري، ولكنه اللغة الأعلى صوتاً في أروقته.
باختصار، يركن العاملون في التلفزيون السوري على نصيب الأسد الذي تناله قنوات التلفزيون الثلاث من مسلسلات الدراما السورية، وقد بلغت هذا العام ٢٣ مسلسلاً موزَّعــة على القنوات الثلاث (١١ مسلــسلا على الفضائية السورية، ٨ مسلسلات على القناة الأرضية، ٤ على القناة الثانية).
وفي هذا العدد الكبير من المسلسلات المدرجة للعرض، يجد القائمون على التلفزة السورية، في كل عام، ما يعفيهم من العمل على إعداد برامج خاصة بالشهر الفضيل، لدرجة أنَّ الذاكرة في السنوات الأخيرة لم تستطع أن تحفظ برنامجاً رمضانياً واحداً قدَّمه التلفزيون السوري، على الرغم من عراقة هذه المؤسَّسة التي قارب عمرها نصف القرن.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...