ضربتان متتاليتان من «ويكيليكس» و«فايسبوك» هزّتا الفعلي والافتراضي معاً في 2011

26-12-2011

ضربتان متتاليتان من «ويكيليكس» و«فايسبوك» هزّتا الفعلي والافتراضي معاً في 2011

بدت عوالم العلم وصناعاته مهتزّة في 2011، على غرار حال الدول في مواجهة أزمة الاقتصاد. ففي 2011، عصفت بأحوال الدول (أميركا والاتحاد الأوروبي مثالاً) وعملاتها (خصوصاً اليورو)، متغيّرات شملت شركات التصنيف الائتماني وأســـعار الذهب والنفـــط والغذاء وتقلبات البورصة وانهيار البنوك وترنح الصناديق السيادية وهبوط سندات الخزينة العامة وتضخّم الديون السيادية وغيرها. وعلى غرار ذلك، اهتزت العـوالم الـمـتصلة بالـعلـوم، كأنها تمهّد لتغـيير كبير. وذَكّر رحيل المُبدع ستيف جوبز، بواقع استيلاء «التطبيقات» على عوالم المعلوماتية والاتصالات، ما أدخل العوالم الرقمية في منعطف بدا غير متوقَّع.

ولوّحت تجربة في الفيزياء النووية بإمكان انهيار خطأ نظرية آلبرت إينشتاين، لأن التجربة أفادت بأن النيوترونات (وهي مكوّنات ذرّية فائقة الصغر)، تسير أسرع من الضوء على عكس مقولة إينشتاين بأن لا شيء يتحرك أسرع من الضوء كونياً. واهتزّ الاقتصاد والعِلم معاً في اجتياح «تسونامي» لمفاعلات فوكوشيما اليابانية، ما أحدث خسائر بقرابة 309 بلايين دولار، كما أدى إلى تراجع الحماسة للطاقة الذرية، لأن دولة صناعية كبرى (وفائقة التقدّم علمياً) بدت من دون حول حيال هذه الضربة المزدوجة. وثارت شكوك الجمهور عالمياً (ربما للمرة المئة؟)، عندما أعلنت شركة «سوني» أن مجموعة من الـ «هاكرز» استطاعت اختراق موقع «بلاي ستايشن»، واستولت على معلومات شخصية حسّاسة لقرابة 77 مليون شخص! كيف يمكن الاستمرار في الحماسة لوضع المعلومات على الإنترنت، على نحو ما تدعو إليه مبادرة «غوغل» المُسمّاة «حوسبة السحاب» إذا كانت شركات كبرى لا تستطيع الحفاظ على معلومات ملايين الناس؟ تكررت هذه الشكوك مع ضربات لشركات أخرى، واختراقات لمواقع رسمية وحكومية في دول كبرى.

لكن شيئاً لم يهزّ العالم الفعلي انطلاقاً من العوالم الافتراضية، أكثر من ضربتين تتالتا بهول شديد: تسريبات «ويكيليكس» وثورات الإنترنت، خصوصاً «الربيع العربي» الذي أدت فيه الشبكات الاجتماعية مثل «فايسبوك»، دوراً هائلاً. كيف يمكن الاستمرار في الوثوق بوضع معلومات الأفراد على «سحاب» الإنترنت، إذا فشلت دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة في حماية وثائقها السرّية؟

حار العلماء في سبب إصابات معوية انتشرت في بعض دول الاإتحاد الأوروبي، بسبب نوع ضارٍّ من بكتيريا «إي كولاي»، قتل قرابة 50 شخصاً، معظمهم في ألمانيا. تبادلت دول أوروبا التُّهم، وأشارت الأصابع الى الخيار (ثم أنواع اخرى من الخضر) قبل أن يتضح أن الحبوب هي المسؤولة. لم يقلّ تخبّط الاتحاد الأوروبي حيال بكتيريا «إي كولاي» عن تخبّطه تجاه إيجاد كيان موثوق للاستقرار النقدي. هل يخرج من الأزمة الثانية، كما فعل مع الأولى؟ وتأرجحت أسهم الشركة الصانعة لخليوي «بلاك بيري»، كريشة في الريح، ثم فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها. وسرعان ما تماسكت قليلاً. وكذلك تماسكت الفيزياء النووية قليلاً بعد تجربة أظهرت دلائل ربما تدلّ على وجود جُسيم «بوزون هيغز»، بعد أن اهتزت في شباط (فبراير) بأثر من تجربة بيّنت غياب الدليل عن وجود الجسيم عينه  لو ثبتت نتائج التجربة الشباطية، لوقع علم الفيزياء المعاصر في أزمة هائلة. لكن الأزمة في العِلم، لم تنجلِ بعد. وينتظر العلماء بتوتر تجارب مقرّرة لعام 2012، للحسم في أمر جسيم «هيغز» وسرعة الضوء و... نظريتي النسبية العامة والخاصة لإينشتاين.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...