عصيان مدني في جنوب اليمن وصالح مستعد للحوار مع «القاعدة»

11-01-2010

عصيان مدني في جنوب اليمن وصالح مستعد للحوار مع «القاعدة»

أصيب أمس في اليمن، اربعة عسكريين بينهم ثلاثة ضباط، في مدينة الضالع الجنوبية خلال عصيان مدني، دعا اليه «الحراك الجنوبي» في محافظات الجنوب، فيما تزامن اعلان وزارة الداخلية اليمنية «تطهير» مدينة صعدة القديمة من الحوثيين مع تأكيدهم تعرضهم لعشرات الغارات السعودية ومحاصرتهم للجيش اليمني في أحد المواقع الشمالية. أما الرئيس علي عبد الله صالح، فكرر استعداده للحوار مع «الحراك الجنوبي» والحوثيين، لكنه بدا حريصا على توجيه الدعوة الى تنظيم «القاعدة».
واستجابت بعض المحافظات في جنوب اليمن أمس لدعوة «الحراك الجنوبي» إلى العصيان المدني، فيما لم تستجب مدينة عدن كبرى مدن الجنوب للدعوة. وبدت شوارع بعض المحافظات شبه خالية من المارة، فيما أغلقت المحلات التجارية والمدارس أبوابها، وتوقفت معظم وسائل المواصلات عن العمل.
وقال رئيس «مجلس الثورة السلمي الجنوبي» عبده المعطري ان «هذا العصيان يؤكد تبنينا اساليب حضارية بشأن القضية الجنوبية ورفضنا العنف والارهاب»، معتبرا ان التحرك «رد عملي على من اراد الصاق القاعدة بالحراك الجنوبي». وكان «مجلس الثورة السلمي» احد مكونات الحراك الجنوبي، اكد ان الاضراب «يأتي ضمن الخطوات التصعيدية ردا على اعتداءات السلطة المتكررة التي كان آخرها قمع الاعتصام أمام صحيفة «الايام» واعتقال رئيس تحريرها ونجله وعدد من المعتصمين المتضامنين مع الصحيفة».
وقال مصدر أمني يمني ان «العقيد في الجيش عبده المرغمي أصيب، ومن قوات الأمن الرائد احمد الراعي، وإصابته خطيرة، والرقيب عبده اللحجي، وجندي من الأمن لم يعرف اسمه»، واشار إلى أن الإصابات وقعت خلال تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش، وأنصار «الحراك الجنوبي» بالقرب من موقع معسكر للجيش في محيط مدينة الضالع.
وكان مصدر يمني مطلع قال ان طائرة حربية خرقت حاجز الصوت فوق المتظاهرين في الحوطة والحبيلين ما تسبب في تفريق المتظاهرين، لكن مصدرا مسؤولا كذّب ما تردد بشأن قيام الجيش بقصف المدنيين بالدبابات والمدفعية بمدينة الضالع، فيما دعا الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض الى فك ارتباط الجنوب مع الشمال ورحب بمساعدة دول الخليج لتحقيق الانفصال عن الشمال، ودعا تحديدا دول قطر إضافة إلى إيران لمساعدة الجنوب في استعادة «دولته» التي قال «انها تقع تحت احتلال القوات الشمالية».
من جهته، قال صالح «دعونا قبل ايام الى حوار مع كل اطياف العمل السياسي في احزاب المعارضة وفي السلطة، الى حوار دون اللجوء الى العنف...فالحوار هو افضل وسيلة حتى مع تنظيم القاعدة»، واضاف «اذا تركوا (القاعدة) اسلحتهم وتخلوا عن العنف والارهاب وعادوا الى جادة الصواب فنحن مستعدون لنتفاهم معهم». لكنه توعد بمتابعة الحملة على القاعدة، وقال ان عناصر التنظيم «خطر على الامن والسلم الدولي» وهم «بياعو مخدرات لا يقرأون ولا يفقهون ولا علاقة لهم بالاسلام، اساءوا الى الدين الاسلامي».
اما محافظ شبوة في شرق البلاد، علي الأحمدي فقال ان عشرات المصريين والسعوديين أتوا إلى اليمن من افغانستان، ورجح وجودهم في جبل كور بين محافظتي شبوة وابين، مرجحا أن يكون الامام المتشدد انور العولقي «موجودا حتى الآن في محافظة شبوة»، فيما قال قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية، الجنرال ديفيد بتراوس ان بلاده لا تنوي إرسال قوات برية إلى اليمن، غير أنه أعلن أن واشنطن تعتزم رفع الدعم المادي الذي تقدمه للحكومة اليمنية من 70 مليون دولار إلى أكثر من 150 مليون «تضاف إلى مساعدات من السعودية التي قدمت ملياري دولار والإمارات التي قدمت بين 600 و700 مليون دولار».
وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما انه لا ينوي «ارسال جنود أميركيين إلى اليمن أو الصومال»، مؤكدا أنه عازم على «العمل مع شركائنا الدوليين في المناطق الخارجة عن القانون حول العالم للتأكد من حماية الشعب الأميركي».
وفي شمال البلاد، أعلن الحوثيون أنهم تعرضوا لـ 18 غارة جوية للطيران السعودي في عمق الأراضي اليمنية بمحافظة صعدة، وأن القصف الصاروخي والمدفعي تواصل بأكثر من 1710 صواريخ وقذيفة تركزت على مناطق متعددة في ذات المحافظة، وجاء في بيان للحوثيين أن «جيش السلطة حاول الزحف على المنطقة آل عقاب لفك الحصار المطبق على المواقع التي تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل المنطقة، وانكسر الزحف ودمرت خلاله دبابة وسيارة عسكرية مدرعة وقتل الجنود الذين كانوا بداخلهما وتقهقر الزحف من دون أن يحرز أي تقدم».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...