كيري: «حلفاءنا ليسوا بعيدين عن الخسارة» و واشنطن تستعجل «جنيف 2»

01-11-2013

كيري: «حلفاءنا ليسوا بعيدين عن الخسارة» و واشنطن تستعجل «جنيف 2»

التعجيل أميركيا بالذهاب إلى جنيف للحد من الخسارات. هكذا صارح وزير الخارجية الأميركي جون كيري زملاءه في الاجتماع اللندني لـ«أصدقاء سوريا» الـ11 الأسبوع الماضي.
وبحسب معارض سوري لم يظهر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اعتراضا علنيا على انعقاد المؤتمر، على العكس مما يعمل عليه رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان منذ أشهر لتنظيم جبهة واسعة من الجماعات «الجهادية» لمقاومة المفاوضات في جنيف مع النظام، والرهان على الحسم العسكري.
ولم يبد الوزير القطري خالد العطية أي اعتراض، واكتفى الفيصل بهز رأسه، عندما خاطب كيري الاجتماع، وقال «لا نريد أن يوحي احد من الحاضرين هنا للمعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف». وأعلن كيري انه بات من الصعب السيطرة على الصراع السوري وان نظرية احتوائه قد أخفقت، وان «حلفاءنا ليسوا بعيدين عن الخسارة».
وزاد السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد في تأكيد أن لا حل سوى جنيف، موضحا انه من المسموح انتقاد المؤتمر، لكن من غير المسموح مقاطعته في وقت يبدو قريبا من التحقق أكثر من أي وقت مضى. فبعد الاقتصار على يوم الخامس من تشرين الثاني الحالي، موعدا له بدلا من يومين متتاليين سيجتمع الثلاثي الروسي - الأميركي - الأممي صباحا ويتحول بعد الظهر إلى اجتماع يضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وهو ما يرجح النية بتعزيز الإعلان عن تثبيت المؤتمر في موعده، وتقويته بإطار دولي على مستوى مجلس الأمن بالإضافة إلى إرضاء الفرنسيين بإشراكهم في التحضيرات بعد استبعادهم كليا في المراحل الأولى.
ولطمأنة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، كما قال ديبلوماسي فرنسي، قدم بيان «الاجتماع اللندني» تفسيرا قاسيا لجنيف واحد، يقصي الرئيس بشار الأسد من أي دور في المرحلة الانتقالية ويتنافى مع تصريحات فورد أمام الكونغرس الأميركي أمس، بتقديمه الاتفاق الروسي - الأميركي على أي اتفاق مع «الأصدقاء» أو بياناتهم، عندما قال «إننا اتفقنا مع روسيا على وضع مسألة تنحي الأسد على طاولة المفاوضات».
وقدم الوزير الأميركي في الاجتماع اللندني عرضا تشجيعيا لـ«الائتلاف» يمكنه من تحقيق انجاز سياسي وإنساني لتمرير التصويت بنعم الأسبوع المقبل على الذهاب إلى جنيف، ويقيه سيل الانتقادات المنتظرة التي سترى في التفاوض مع النظام تنازلا مجانيا وخيانة. وقال كيري للحاضرين إن الروس عرضوا المساعدة على إقناع النظام بفتح ممرات إنسانية نحو بعض المناطق المحاصرة. ونصح بعدم طلب ممرات إنسانية في الشمال لأن الحدود مفتوحة مع تركيا، وأن جميع القوى ستستفيد منها من دون استثناء، خصوصا الأكراد. ودعا إلى التركيز على ملف المعضمية ودرعا وفتح ممرات آمنة إليهما.
وعقد كبار الموظفين في «خارجيات» الـ 11 صديقا لسوريا الاثنين الماضي اجتماعا متلفزا عن بعد، لمتابعة اجتماع لندن. وابلغ الأميركيون حلفاءهم انهم اتفقوا مع «الائتلاف» على تثبيت التاسع من الشهر الحالي كموعد نهائي غير قابل للتأجيل لبت الموقف من جنيف. وتحدث الأميركيون إلى المسؤولين في دول الخليج التي تمول المعارضة للضغط عليها وحسم القضية، ونصحوها بان التأخير ليس لمصلحتها، وانهم في «الائتلاف» غير قادرين على اتخاذ قرار نهائي. لكن عليهم ان يدفعوا بهم نحو التصويت بنعم، وعندها يمكن في المقابل مقايضة التصويت الإيجابي، بتطوير العرض الروسي بفتح ممرات آمنة نحو بعض المناطق المحاصرة، وتطبيق جزء من خطة المبعوث السابق كوفي انان.
ويذهب كيري الأحد المقبل، إلى الرياض في محاولة أخيرة لإقناع السعوديين بوقف الحرب على العملية السياسية في سوريا، وقبل يومين من انعقاد الاجتماع الثلاثي الروسي - الأميركي - الأممي في جنيف لتحديد موعد وأجندة للمؤتمر وتثبيته في 23 و24 من الشهر الحالي.
وفي اطار التمهيد لجنيف كان لا بد من وصل ما انقطع بين الروس و«الائتلاف». وبطلب روسي ينعقد لقاء ليومين، في 13 و14 من الشهر الحالي، يضم ممثلين من «الائتلاف» و«هيئة التنسيق»، و«الهيئة الكردية العليا»، وبعض الشخصيات السورية المستقلة، لتسهيل التواصل بين اطراف المعارضة. وبحسب مصادر سورية معارضة فقد وافق رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا على حضور الاجتماع.
وقد تحدث خلال لقاء موسكو مفاجأة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في لقاء متلفز إن موسكو تعتزم رعاية لقاء غير رسمي وغير ملزم بين السلطات السورية وممثلي المعارضة بحضور ممثلين عن فريق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والجانب الأميركي عشية «جنيف 2».
وفي اجتماع لندن قال كيري للحاضرين إن الروس رفضوا ذهاب وفد تقني من «الائتلاف» إلى اجتماع موسكو، ترأسه سهير الأتاسي المسؤولة عن وحدة الدعم والتنسيق، للبحث في قضايا الإغاثة. وابلغ الروس الأميركيين انهم لن يقبلوا بأقل من وفد سياسي من الصف الأول للمشاركة في اجتماع موسكو وإلا فلا.
وتتقدم الشراكة الروسية - الأميركية في تقرير العملية السياسية في سوريا ومستقبلها، والتعويض عن عجز النظام والمعارضة في التوصل إلى مخرج سياسي، بل صياغة إطار للحل يخرج عن خريطة الطريق التي رسمها جنيف وتلبي أولويات الطرفين قبل أي شيء آخر. إذ قال فورد، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ان المعارضة والنظام غير قادرين على الحسم عسكريا في المستقبل المنظور، ولذلك تعمل الولايات المتحدة مع روسيا والأمم المتحدة لتحقيق حل سياسي للأزمة. ووجد السفير الأميركي أن العثور على بديل معقول للأسد صعب جدا. وأضاف أن كل من يدعمون النظام ربما لا يريدون الأسد لكن ربما يريدون بديلا معقولا تطرحه المعارضة وهو أمر صعب، وقال انه علينا أن نقدم تطمينات للروس بشأن البديل.
وقال فورد، خلال مشاحنة مع السيناتور بوب كوركر، ان «المشكلة بحد ذاتها مأساوية، ونحن نريد مساعدتهم، لكن في النهاية على السوريين إصلاح المشكلة، وفي النهاية فان عليهم الجلوس حول الطاولة. كلما بدأ هذا الأمر بوقت أبكر سيكون أفضل، ولكن في الوقت الحالي فاننا سنواصل مساعدة المعارضة». واعتبر فورد انه منذ تخلت ادارة اوباما عن «خيار اللجوء الى القوة العسكرية» ضد النظام السوري، اصيبت المعارضة «بخيبة امل كبيرة». وقال «شعرت بالقلق لدى اناس تحدثت اليهم هناك». واضاف «اضطررت الى ان اشرح لهم ما هي اسباب الادارة الاميركية وشددت على ان هدفنا الاول هو ايجاد حل سياسي» عبر مؤتمر «جنيف 2».
الى ذلك، التقى المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي يعقد مؤتمرا صحافيا الساعة الثامنة من صباح اليوم قبل مغادرة دمشق الى بيروت، 15 شخصية من معارضة الداخل. وقال السفير الصيني في دمشق تشانغ شيونان، بعد اجتماعه مع الإبراهيمي، إن بكين تدعم بقوة عقد «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها، مضيفا ان «الحل العسكري لا يمكن أن يفضي لأي مخرج لهذه الأزمة».
وقالت الأمينة العامة لحزب «سوريا الجديدة» سناء الناصر انها طلبت من الإبراهيمي أن «يكون الرئيس (الأسد) من المشاركين في المرحلة المقبلة، وما بعد جنيف 2 باعتباره مواطنا عربيا سوريا يحق له ممارسة حقه الديموقراطي كأي مواطن آخر، ولا نقبل بان يستبعد بأي شكل».
وقال محمود مرعي من «تجمع القوى الديموقراطية المدنية» إن «الحكومة صرحت بأنها ستحضر جنيف 2، لكن حتى الآن لم يدع احد (من المعارضة الموجودة في الداخل) الى المؤتمر». وأضاف ان «المعارضة غير موحدة، ونحن نؤيد وجود وفد موحد للمعارضة، ولكن ليس تحت رئاسة الائتلاف».

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...