كيري من القدس: السلام ممكن

09-04-2013

كيري من القدس: السلام ممكن

«السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن»، هذا ما خلص إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، في اليوم الثاني من زيارته إلى إسرائيل والضفة الغربية. سيعتمد رئيس الديبلوماسية الأميركية خلال زياراته المكوكية، والتي من المفترض أن تستمر حوالي شهرين، على «إستراتيجية بعيدة عن الأضواء» بحسب قوله، فهو لا يريد أن تنشر أي تفاصيل عن المحادثات، كما أبلغ المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أنه سيعرض خطة تفصيلية لاستئناف المفاوضات إذا نجحت محاولاته.بيريز وكيري خلال لقائهما في القدس المحتلة أمس (أ ب)
ووضع كيري شرطين لاستئناف عملية السلام، حيث قال أمام موظفي القنصلية الأميركية في القدس المحتلة، «اعتقد انه إذا كان بإمكاننا تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية، وهي حقيقية، وإذا كان بإمكاننا تلبية تطلعات الفلسطينيين إلى دولة، وهي حقيقية، سنستطيع الوصول إلى وضع يكون من الممكن فيه إقامة السلام».
وبعد لقائه كلا من رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض في القنصلية، ثم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قال كيري، للصحافيين، إنه يعمل في إطار «إستراتيجية بعيدة عن الأضواء، وأنوي أن تبقى بعيدة عن الأضواء»، موضحاً أنه «سيكون من غير المسؤول عدم استكشاف إمكانات التقدم بشكل كامل». وتابع «أجري مشاورات حول هذه المبادرات التي من شأنها تجاوز مشاكل الحذر، المبادرات التي ستتيح لنا البدء بالعملية»، مضيفاً «أركز بشكل كبير على هذا الملف والمنطـــقة لأنه من الحيوي بالنســـبة إلى المصالح الأميركيــة والإقليمـــية التـــقدم في عملية السلام».
وأشار كيري إلى أنه «ثمة أوقات تدفع فيها أحداث إقليمية وعالمية في اتجاه يؤشر إلى أن الوقت ينفد»، ولكنه قال أيضاً «أنا مقتنع بأنه يمكن اختراق (هذا الوضع)، لكنني لن أقوم بذلك تحت ضغط قواعد مصطنعة أو استحقاقات من الخارج».
وشارك كيري صباحاً المسؤولين الإسرائيليين في إحياء مراسم ذكرى ضحايا المحرقة، وأنهى يومه على طاولة العشاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومن المفترض أن يلتقي به مجدداً اليوم.
وكان كيري التقى مساء أمس الأول، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة في رام الله، بعدما أنهى زيارته إلى تركيا. وخلال اللقاء طالب عباس وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب مسؤول أميركي، فإن كيري طلب من عباس، خلال لقائهما الذي استمر 20 دقيقة، عدم مناقشة تفاصيل المباحثات أو الإعلان عنها. من جهته، قال مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد للتلفزيون الفلسطيني إنه «لن يكون هناك تصريحات، ولكن بعد شهرين من التواصل بين الجانبين وأطراف أخرى، القيادة ستكون قادرة على الإعلان عن النتائج».
وسيقوم الوزير الأميركي خلال الشهرين المقبلين بجولات مكوكية في المنطقة، وسبق وأبلغ كلاً من نتنياهو وعباس أنه في نهاية هذه الجولات سيعرض خطة مفصلة لاستئناف المفاوضات، وفقاً لصحيفة «هآرتس».
وبحسب ما قال مسؤولون أمس الأول، فإن كيري اقترح تعديلين على مبادرة السلام العربية التي يعتمد عليها بشكل أساسي، حيث أنه يريد أن تنص على إمكانية تعديل حدود العام 1967 عبر اتفاق ثنائي بين الطرفين، وتعزيز الضمانات الأمنية. ولكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال لإذاعة «صوت فلسطين»، إن المبادرة لا يمكن أن تُعدّل، موضحاً أن «كيري طلب منا تغيير بعض الكلمات، ولكننا رفضنا».
وفي سياق مواز، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر سياسي غربي أمس، قوله إن وزيرة العدل الإسرائيلية والمسؤولة عن ملف المفاوضات تسيبي ليفني، اقتنعت في الآونة الأخيرة بأن إصرار إسرائيل على الاعتراف بها كدولة يهودية من شأنه أن يحول دون استئناف المفاوضات، ولم تسقط إمكانية أن تكتفي إسرائيل باعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحل الدولتين.
ووفقاً لـ«معاريف»، فإن ليفني تصرفت من خلف ظهر نتنياهو في تأكيدها على هذا الموقف. وأكد المصدر أن الوزيرة أبدت قناعتها بأن شرط نتنياهو باعتراف الجانب الفلسطيني بالدولة اليهودية سيكون عقبة حقيقية أمام العودة إلى المفاوضات. وأضافت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني لن يقدم هذا الاعتراف، وسيبدو الشرط الإسرائيلي تعجيزياً، وسيظهر عدم جدية إسرائيل في العملية السلمية. وهذا ما دفع ليفني للتأكيد، بحسب المصدر الغربي، على العودة إلى المفاوضات على أساس الاعتراف الفلسطيني بمبدأ الدولتين، من دون وضع شرط مسبق بالاعتراف بيهودية الدولة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...