لا أحد لديه ترف التفرغ للدراسة.. على الجميع أن يعمل

21-10-2019

لا أحد لديه ترف التفرغ للدراسة.. على الجميع أن يعمل

مع بدء مرحلة الدراسة الجامعية، يقف الشاب على أعتاب تجربة فريدة، فيها تحدٍ لإثبات الذات، وسعي لتحقيق حلم، امتلكه هو أو وضعه له الآخرون.


من المفترض أن يكون النجاح الدراسي هو الطريق الأوحد لذلك، لكن معظم الطلبة لا يستطيعون التفرغ للدراسة وحدها، فالشاب الذي يحتاج النجاح، يحتاج كذلك إلى ملابس أنيقة، ولابتوب وموبايل حديثين، ومبالغ مالية كفيلة بجعله عضواً كامل العضوية في شلة شبابية عصرية..


ولأن معظم هؤلاء ينتمون إلى الشريحة التي كان اسمها الطبقة الوسطى وصارت اليوم بلا اسم ولا ملامح، ولأن ظروف الحرب قد أفرغت الجيوب وضيقت سبل العيش.. فقد صار التفرغ للدراسة أمراً متعذراً، وصار العمل ظاهرة واسعة بين الطلبة الجامعيين.


ومن جهة أخرى، فالمرحلة الجامعية هي تلك المرحلة العمرية التي يميل فيها المرء إلى بناء فرديته وإلغاء تبعيته للأسرة، ويكون العمل، بين أشياء مختلفة، فرصة مناسبة لذلك.


يعمل عمر الخالد (20 عاماً وطالب في كلية الآداب) في شركة خاصة لبيع الألبسة، وهو يجد أن العمل ممتع للغاية، وقد اكتسب من خلاله مهارات بعيدة عن اختصاصه، و”عبر العمل تعلمت الاعتماد على الذات.. أهلي لا يستطيعون تحمل نفقاتي ولا يقبلون بأن أعمل عند أحد.. أعمل منذ سنة، وحتى الآن لم أخبر أهلي بذلك، ودائما أخبرهم بأن الـ 30 ألف ليرة التي يرسلونها لي تكفيني”.


دانا اليوسف (25 عاماً) فتاة من مدينة اللاذقية، وهي طالبة دبلوم تأهيل تربوي، تتحدث عن ظروفها الصعبة التي أجبرتها على العمل: “كنت على وشك الرسوب لولا الترفع الإداري، أهلي لا يستطيعون تحمل مصاريفي، فنحن فقراء، أو كما يقال: حالتنا على قدها”.


وأشار عبد الله (24عاماً وطالب في كلية علم الاجتماع) إلى أن “العمل ينمي العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، ويعلم الشخص الاعتماد على نفسه، وفي الظروف الراهنة لا تستطيع أي أسرة تحمل تكاليف الدراسة، ورغم أنه يؤثر بشكل كبير على التحصيل العلمي والأكاديمي، إلا أننا مرغمون على العمل إلى جانب الدراسة”.


أما نور، الطالبة في كلية الحقوق والتي تعمل في مطعم، فتركز على الوجه الأخر للعمل: “من المفترض أن يكون الطالب مسؤولاً عن التحصيل الدراسي أولاً وأخيراً، عليه أن يدرس ويعد الواجبات والبحوث وينجح في كل المواد، ويحصل معدلاً جيداً.. ولكن كيف له أن يحقق كل ذلك وهو يعطي جزءاً كبيراً من وقته إلى عمل بعيد عن موضوع دراسته.. عمل لا يحتاج مهارة خاصة ولا ينمي مهارة خاصة؟!”.


وكذلك فاطمة (طالبة في قسم الجغرافيا) التي تقول إن “للعمل سلبيات كبيرة في حياة الطالب وتحديداً في فترة الامتحانات، وخاصة إذا كان العمل لساعات متأخرة في الليل، إذ لا يستطيع الطالب التوفيق بين وقت العمل والدراسة وهذا يؤثر في تحصيله العام”.


يقول الدكتور أحمد الرفاعي: “صحيح أن العمل يعزز الشعور بالمسؤولية التي تلقى على عاتق أي طالب في هذه الظروف، إلا أن الأمر نسبي، إذ لا يستطيع كل الشباب التأقلم مع الضغوطات والالتزامات والأولويات، بل يختلف ذلك باختلاف شخصية الفرد، والبيئة التي تربى بها، والظروف المعيشية والاجتماعية والحياتية والعملية التي أختبرها سابقاً، حيث من الممكن أن لا يكون الشخص مستعداً نفسياً أو حتى جسدياً للإقدام على خطوة العمل والدراسة سوياً، فيهمل جانباً على حساب الآخر، فلا يتفرغ تماماً لدراسته، مما يؤثر في علاماته وتحصيله الجامعي”.

 


الأيام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...