ليفني ترفض المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو

16-02-2009

ليفني ترفض المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو

حسمت رئيسة حزب كديما الاسرائيلي تسيبي ليفني امس، وجهتها السياسية، مفضلة الجلوس في مقاعد المعارضة على ان تنضم الى حكومة لا تكون رئيستها، لتمضي اسرائيل بذلك نحو حكومة يمينية برئاسة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، الذي حاول حزبه تأكيد قدرته على تشكيل «حكومة مستقرة» من دون كديما وبدعم من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تملك الغالبية في الكنيست الجديد.
وفي مذكرة كان من المفترض ان تكون سرية التقطتها عدسات التلفزيون، كتبت ليفني ان كديما لن ينضم الى اي حكومة ائتلافية يرأسها نتنياهو. وحددت المذكرة التي سلمتها ليفني الى رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت خلال الجلسة الحكومية الاسبوعية، خطوط المعركة في المساومات السياسية التي يمكن ان تستمر أسابيع، بعد انتخابات الكنيست غير الحاسمة الثلاثاء الماضي.
وفي بداية الجلسة، سألت ليفني اولمرت اذا كان يريد ان يقول شيئا حيال احتمال التوصل الى اتفاق مع نتنياهو، فرد بالقول انه يرغب في رؤية حكومة موسعة. وعندها قالت له ليفني «ايهود، قدم لي خدمة»، فرد «لماذا لا»، قبل ان يكتشف الاثنان ان الميكروفونات مفتوحة، ليطلب بعدها اولمرت من ليفني ان تكتب له ملاحظاتها على ورقة. فكتبت «ليست لدي النية لأن أكون في حكومة يرأسها بيبي (نتنياهو) ولا تلمح الى ذلك».
وسمح لكاميرات التلفزيون بان تصور بداية اجتماع الحكومة الاسرائيلية والتقطت كتابة ليفني للمذكرة. وأمكنت قراءة نصها بوضوح عندما عرضت المذكرة في نشرات الأخبار التلفزيونية.
وفي وقت لاحق، قالت ليفني في اجتماع لنواب كديما، ان حزبها يستحق ان يقود اسرائيل، لكنها تركت الاحتمال مفتوحا امام بقائه في المعارضة. واوضحت «الأمر لا يحتاج الى عبقري في الحساب ليعرف ان 28 مقعدا (لكديما) اكثر من 27 (لليكود).. سنواصل خدمة الجمهور سواء عن طريق تشكيل الحكومة برئاستنا وفقا لاختيار الشعب، او اذا احتاج الأمر، فسنبقى في المعارضة».
وشددت ليفني على «اننا لا نخاف من الجلوس في صفوف المعارضة، لكني لن أكون ورقة تين» لحكومة يمين برئاسة نتنياهو. وتابعت «لقد قلنا للجمهور إنه إما تسيبي أو بيبي (أي نتنياهو).. ولم تكن هناك بطاقة (في مراكز الاقتراع) اسمها كتلة.. وفي النهاية نحن الذين حصلنا على ثقة الجمهور»، مضيفة «لقد كنت الرقم 2 في السابق، وفي هذا الموقع لم أتمكن من تفعيل إجراءات».
وهاجمت ليفني زعيم حزب الليكود قائلة ان «ثمة من يواصل التعهد لجهات متطرفة من أجل فرض نظرية لا تعكس رغبة الناخب». وأضافت «هناك من يورط نفسه كل يوم بحكومة شلل، والتي لن نكون فيها وهذا سيئ للدولة، ولن أدعم ذلك، والقضية ليست عدد الوزراء الذي يقترحونه علينا».
بدورها، قالت الرئيسة السابقة للكنيست داليا ايتسيك، انه فيما يفضل كديما «حكومة وحدة، فانه ليس ضد الجلوس في مقاعد المعارضة»، وهو ما أيده الوزيران روني بار اون وافي ديختر، الذي قال ان «التناوب (في السلطة) هو الحد الأدنى لمطالب كديما». وأضافت ايتسيك «اذا لم يطلب من كديما تشكيل حكومة وحدة، فاني انصح بان نذهب الى المعارضة، اذ ان الحكومة المقبلة ستكون يمينية ومن لون واحد»، رغم انها أبدت ثقتها بأن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز سيكلف ليفني بتشكيل الحكومة.
في مقابل ذلك، حاول الليكود إظهار قدرته على تشكيل «حكومة مستقرة» برئاسة نتنياهو من دون كديما. ورأى النائب جدعون سار الذي احتل المرتبة الثانية على لائحة الليكود، ان «نتنياهو يستطيع تشكيل حكومة مستقرة من دون كديما لكن العكس ليس ممكنا»، رغم ان حكومة تعتمد على الأحزاب المتطرفة «ليست الحل الأول». كما قال عضو الكنيست عن الليكود جلعاد اردان «سنكون سعداء بتشكيل حكومة تعتمد على 65 عضو كنيست (يمينيا) من دونهم (كديما)».
وفيما دعا حزب الليكود في بيان ليفني الى «التطلع للمصلحة القومية»، قال عضو الكنيست سيلفان شالوم ان «الكتلة التي حازت اكبر عدد من الأصوات يجب ان تشكل الحكومة» (اليمين)، فيما شدد زعيم حزب شاس المتشدد ايلي يشاي، الذي التقى القيادي في كديما شاؤول موفاز، على ان حكومة برئاسة نتنياهو يمكنها الاستمرار «الا اذا برهن كديما على حس بالمسؤولية» وشارك في الحكومة. وقد قال مقربون من نتنياهو انه ينوي لقاء ليفني بعد ان يكلفه بيريز تشكيل الحكومة.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، يعتزمان مطالبة إسرائيل بالالتزام بتعهداتها وتجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أميركيين، قولهم انه في ضوء تزايد احتمال تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، فإن كلينتون وميتشل سيركزان خلال زيارتيهما القريبتين إلى المنطقة، على مطالبة إسرائيل بالامتناع عن فرض وقائع جديدة على الأرض.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...