مقتل كاهن وثلاثة شمامسة في العراق

06-06-2007

مقتل كاهن وثلاثة شمامسة في العراق

 بلغنا خبر مقتل الأب رغيد كني، راعي كنيسة روح القدس في الموصل (شمال العراق) مع 3 شمامسة آخرين كانوا معه، أثناء خروجهم من الكنيسة أمس بعد قداس عصر الأحد، من قبل مسلحين مجهولين. وبقيت جثثهم مرمية أمام الكنيسة حتى هبوط الليل دون أن يجرؤ أحد، ولا حتى رجال الشرطة، على الاقتراب من الجثث خوفاً من ملاقاة نفس المصير، لتربص القاتلين بالموقع ولزرع المكان بالألغام. والأب رغيد من مواليد الموصل 1972 حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية في جامعة الموصل عام 1993، وحاصل على ماجستير في اللاهوت: اختصاص اللاهوت المسكوني (لاهوت الكنيسة المسكونية).لا أعلم كيف ومن أين أبدأ، فمن الصعب تلخيص عِشرة 8 سنوات في سطور قليلة، أنا والأب رغيد عزيز كني، وصلنا روما في الأسبوع ذاته في أيلول/سبتمبر 1997، وبقينا سوية حتى احتفل هو شخصيا بزفافي في اليوم السابق لعودته للعراق. كنا نتحادث أو نلتقي يوميا تقريبا، وكان بالنسبة لي أخا ومرشداً في كل هذه السنوات. عرفت فيه رجلا صاحب نكتة، مستعد للتهريج أو للرقص فقط لإضحاك من أمامه، ومع هذا، ففي لحظات الصعاب، كان يظهر روحية عميقة. ليس هذا هو رأيي الشخصي بل رأي كل من عرفه، كان يمكنه كسب ود وصداقة أي شخص بعد معرفته بوقت قصير، ولهذا فقد امتلك أصدقاء كثيرين في كل أنحاء العالم التي كان يتردد عليها، وبشكل خاص ايطاليا وايرلندا والسويد. كان يعشق حياته الكهنوتية التي كانت حلمه منذ طفولته ويعيشها بملئها، والتي لأجلها ترك شهادته وعمله، فهو مهندس مدني قبل أن يكون كاهنا. عاش حياته القصيرة (35 عاما) وهو يحب الجميع، دون أي تمييز لدين أو لون أو عرق، وكانت رسالته هي محبة الجميع، وقد قتل لهذا السبب فقط، وبأيدي أشخاص حاقدين لا دين لهم ولا مذهب ولا ضمير. منذ أن سمعت الخبر الفاجع عصر الأمس، يتردد في ذهني شيئان فقط، الأول أنه كان يردد دائما بأن حياته ستكون قصيرة، وانه سيموت شابا، حتى إنني في كل مرة كان يقولها، كنت أوبخه في الحال، والثاني هي آخر مكالمة لي معه منذ حوالي شهر، والتي كان يبكي فيها تقريبا ويقول بأن الحال أصبحت لا تحتمل، وأنه أصبح يتمنى الموت، وبخته ثانية قائلا "إن كنت أنت الذي عمله بعث الرجاء في الناس تقول هذا، فما عسى الناس أن تقول!". اختتم بحادثة لا أعلم إن كانت ستثير لديكم الضحك أم البكاء، في زيارته الأخيرة إلى روما في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خرجنا إحدى الأمسيات في جولة بالسيارة لزيارة القلاع الرومانية، وعند وصولنا إلى (نيمي) وبينما كنا نتمتع بمشاهدة المنظر الرائع من بانوراما المدينة، التفت هو إلى الساحة الموجودة التي كنا فيها ولاحظ أن اسمها "ساحة ضحايا الإرهاب"، فوقف هو تحتها ضاحكا وأشار إلى اسم اللوحة وقال، صورني لو سمحت، فهؤلاء هم نحن. أطالب بهذا كل من لديه سلطة، كنسية أم مدنية، التدخل لوقف هذه الأعمال والتحرك بجدية لإنقاذ من بقي من المسيحيين في العراق، الذين يذهبون كل يوم ضحايا هذه العمليات الإرهابية.

المصدر: آكي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...