2009: عام الانتخابات التي قد تغير العالم

15-02-2009

2009: عام الانتخابات التي قد تغير العالم

دشنت انتخابات المحافظات العراقية التي جرت نهاية يناير/ كانون الثاني 2009 سلسلة من الانتخابات التي ستجرى خلال العام الحالي، والتي قد تجلب التغيير، للأفضل أو للأسوأ. حيث من المقرر أن تقام الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في العاشر من فبراير شباط الجاري، كما ستشهد إيران انتخابات رئاسية في يونيو/ حزيران وكذلك في لبنان كما تشهد افغانستان والهند وألمانيا وجنوب أفريقيا انتخابات مهمة خلال هذا العام. هنا خطوط عامة لتلك المحطات الانتخابية:

 

العراق: انتخابات المحافظات في 31 يناير/ كانون الثاني والانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الأول

مرت انتخابات المحافظات العراقية التي اجريت في يناير/ كانون الثاني بسلام مقارنة بانتخابات 2005. وقد أدلى عدد كبير من السنة العراقيين بأصواتهم في هذه الانتخابات للمرة الاولى بعد أن قاطعوا الانتخابات السابقة، ما يرفع فرص العراق في البقاء كدولة موحدة. في هذه الانتخابات حصل فيها عدد من القوى السياسية على مكاسب على حساب الأحزاب الدينية التي هيمنت في الفترة الماضية على الساحة السياسية والتي يوجه العراقيون اللوم لها على جر العراق الى حافة الحرب الأهلية خلال عامي 2006 و 2007.

وينتظر أن تحدد منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق موعدا لانتخابات المحافظات الثلاث التي تضمها، ولاعتبارات خاصة بها، تعتزم هذه المحافظات إقامة انتخابات برلمانية خاصة بها في مايو أيار. ولم تشهد محافظة كركوك، الغنية بالنفط، إقامة انتخابات في يناير نتيجة للخلاف حول النظام الانتخابي في هذه المحافظة، التي تتسم بتركيبتها الأثنية المتنوعة، والتي يطالب الأكراد بضمها تحت إدارتهم.

ومع تمكن العراقيين من تجنب النزاع بشأن نتائج انتخابات المحافظات، فان من شأن هذه الانتخابات أن تعجل انسحاب القوات الأميركية.

ويعتبر الكثير من المراقبين نتائج انتخابات يناير مؤشرا على نتائج الانتخابات البرلمانية التي ستقام في ديسمبر كانون الأول.وقد يحمل ذلك اخبارا جيدة لرئيس الوزراء نوري المالكي، والذي كان تحالفة هو الرابح الأكبر في انتخابات المحافظات.


إسرائيل: انتخابات برلمانية في 10 فبراير/ شباط

في أعقاب الصراع في غزة، سيتمكن الناخبون الإسرائيليون من قول كلمتهم حول مستقبل العلاقة الاسرائيلية الفلسطينية. فقد أعلن كل من حزب الوسط كاديما، وحزب الليكود اليميني، موقف كل منهما حول المباحثات مع الفلسطينيين و التي ترعاها الولايات المتحدة. وفي حين تتعهد زعيمة حزب كاديما تسيفي ليفني بدفع المباحثات إلى الأمام، يقول زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو إنه سيركز على دعم الاقتصاد الفلسطيني، فيما يعارض أي اتفاق لتقسيم القدس.

وتشير استطلاعات الرأي الى أن الانتخابات ستعطي حزب الليكود الحق في تشكيل حكومة إئتلافية بالتحالف مع حزب إسرائيل بيتنا القومي المتشدد، والذي يتوقع أن يصبح ثالث أقوى الأحزاب الإسرائيلية. وقد عرف قائد هذا الحزب، أفيجدور ليبرمان، بمطالبتة بعمل عسكري صارم ضد حماس، كما يرغب بتهجير المواطنين العرب من البلاد.

ويقول المراسلون إن البلاد تتجه ناحية اليمين. حيث يتمتع حزب العمل الذي يقوده وزير الدفاع إيهود باراك، بشعبية متزايدة كنتيجة للعملية العسكرية في غزة، ألا أن هذا الشعبية المتزايدة لم تكن كافية لبلوغ شعبية كل من اللكيود وكاديما.


إيران: انتخابات رئاسية في 12 يونيو/ حزيران

قد يصبح الرئيس الإيراني الحالي محمود أحمدي نجاد، أول رئيس يتولى هذا المنصب لفترة واحدة دون ان يتم إعادة انتخابة لفترة ثانية تستمر لأربع سنوات، منذ قيام الثورة الإسلامية.

إذ سيواجه أحمدي نجاد منافسة قوية من علي لاراجاني، الناطق باسم البرلمان.

يجيد لاريجاني، صاحب التوجهات المحافظة، التحدث بلغة الدبلوماسية الدولية، كما قد يكون مستعدا للدخول في حوار مع القيادة الأميركية الجديدة. وقد شغل لاريجاني، حتى نهاية العام 2007، منصب المفاوض الإيراني في مباحثات الملف النووي.

وقد تعرض الرئيس السابق، الإصلاحي محمد خاتمي لضغوط من مناصريه للترشح مجددا لهذا المنصب. وفي حين قام العديد من الإصلاحيين بمقاطعة انتخابات العام 2005 التي جاءت بأحمدي نجاد إلى السلطة، يتوقع أن يشارك هؤلاء الإصلاحيون في الانتخابات المقبلة. وكان خاتمي قد سعى لإدخال تغييرات خلال فترتي رئاسته الماضيين، إلا ان مساعيه واجهت عقبات من قبل المؤسسة المحافظة.

ويتوقع ان يلعب الملف الاقتصادي دورا رئيسيا مع تراجع اسعار النفط، وارتفاع التضخم الى فوق 25 في المائة، وزيادة عدد العاطلين عن العمل.

وتشمل قائمة المنافسين المحتملين لأحمدي نجاد اسم خليفته في منصب عمدة طهران، محمد باقر قالباف، صاحب التوجه المحافظ، الى جانب الإصلاحي مهدي كروبي، الذي وعد خلال الانتخابات السابقة بمنح كل إيراني، في وصوله للسلطة، مبلغ 50 دولار أميركي.


لبنان: انتخابات نيابية في 7 يونيو/ حزيران

يتوجه الناخبون اللبنانيون في 7 يونيو حزيران المقبل للتصويت في الانتخابات النيابية التي يرى المراقبون بأنها ستكون منعطفا لتحديد مسار الحكم بعد ازمة سياسية استمرت لعام ونصف بين فريقي 8 مارس/ آذار المدعوم من حزب الله و14 مارس/ آذار المدعوم من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري.

فبعد توصل الفرقاء السياسيين الى اتفاقية الدوحة التي أنهت حالة التوتر في الشارع اللبناني، وبعد انتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان، يتوقع ان تحدد الانتخابات تركيبة الحكومة المقبلة. فاما أن تنبثق عن الصناديق اكثرية نيابية تؤدي الى تشكيل حكومة متجانسة تحكم بينما يبقى الفريق الآخر في المعارضة، او يستمر أسلوب عمل حكومة الوحدة الوطنية التي قد تحتفظ فيها الأقلية بما بات يعرف في لبنان بالثلث المعطل.


أفغانستان: انتخابات رئاسية في صيف 2009

كان من المقرر ان تقام هذه الانتخابات في شهر مايو أيار، قبل أن يتم تأخير موعدها الى شهر اغسطس آب نتيجة للوضع الامني المتدهور خصوصا في مناطق النزاع في جنوب وشرق البلاد بين قوات حركة طالبان من جهة، والقوات الدولية والحكومة الأفغانية من جهة أخرى.

ويتمثل التساؤل الرئيسي في حال تنفيذ الانتخابات في اغسطس آب، في مدى مشاركة الباشتون، كبرى المجموعات الاثنية في البلاد، في الانتخابات. وإذا رغبت الحكومة الإفغانية من النجاح، فيجب عليها إشراك والحصول على ثقة شعبها.

وعلى الرغم من تراجع شعبيته في داخل وخارج أفغانستان، أعلن الرئيس الأفغاني حامد كارزاي نيته الترشح لفترة رئاسية ثانية. كما يتوقع أن تشارك في السباق الانتخابي شخصيات سياسية قوية تشمل وزراء سابقين مثل علي جلالي، أشرف غاني، والدكتور عبدالله عبدالله، الى جانب الحاكم المحلي جول اغا شيرزاي. كما تشير توقعات لاحتمال ترشيح الأفغاني المولد، زلماي خليلزاد، والذي عمل مبعوثا للأمم المتحدة في أفغانستان، نفسه في هذه الانتخابات.


جنوب أفريقيا: انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس/ آذار - أبريل/ نيسان

يتوقع ان تشهد جنوب أفريقيا أكثر الانتخابات إثارة منذ انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد في العام 1994. ففي الانتخابات البرلمانية، يتوقع ان يواجه حزب المؤتمر الوطني الافريقي أول منافسة ديمقراطية من حزب مؤتمر الشعب، والذي تشكل حديثا بعد استبعاد البرلمان الوطني لقائده السابق ثابو امبيكي من منصب الرئاسة.

ويتوقع ان يستفيد الحزب الجديد من حالة عدم الرضى عن أداء حزب المؤتمر الوطني على الصعيد الاقتصادي بعد 14 عاما في السلطة. ويستهدف الحزب الجديد السيطرة على محافظات رئيسية مثل جاوتيج، وكيب الشرقية، وكيب الغربية، كما يستهدف عرقلة حصول حزب المؤتمر على أغلبية الثلثين في البرلمان. وهو المرشح الأكثر حظوظا بالفوز.


إندونيسيا: انتخابات برلمانية في أبريل/ نيسان ورئاسية في يوليو/ تموز

سيتوجه الاندونيسيون لصناديق الاقتراع مرتين خلال العام الحالي، مع إقامة انتخابات برلمانية في أبريل نيسان، وانتخابات رئاسية في يوليو تموز. وتعد الانتخابات الرئاسية هي ثاني تجربة ديمقراطية من نوعها وستمثل حجر الزاوية في تاريخ هذه الديمقراطية الفتية، خصوصا في حال أسفرت عن انتقال سلمي للسلطة.

وقد أبدى الرئيس الحالي سوسيلو يودويونو رغبة في ترشيح نفسه لفترة رئاسية أخرى، وهو ما فعله أيضا الرئيس السابق ميجاواتي سوكارنوبوتري، إلى جانب آخرين يرغبون في قيادة أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.

ويتوقع ان تحوز القضايا الاقتصادية على اهتمام الناخبين، بما فيها قضايا الفرص الوظيفية، والحرب على الفساد، خصوصا الفساد الذي يمارسه القادة السياسيون، والذي يستمر في إقلاق السياسة في أندونيسيا.


الهند: انتخابات برلمانية في أبريل/ نيسان - أيار/ مايو

يتنافس خلال الربيع المقبل 230 حزبا هنديا، بما فيها 6 أحزاب وطنية رئيسية، على الحصول على أصوات الناخبين الهنود الذي يتجاوز عددهم 650 مليون ناخب. ويتوقع ان تسفر الانتخابات عن تشكيل حكومة ائتلافية يقودها إما حزب يسار الوسط، حزب المؤتمر، او حزب يمين الوسط، حزب باهارتا جاناتا.

وفي حين تمكن هذان الحزبان من السيطرة على اكثر من نصف مقاعد البرلمان في انتخابات 2004. ألا أن الأحزاب الاقليمية، وذات الهوية الطائفية في صعود مستمر.

ولم تعط انتخابات الولايات التي أقيمت في ديسمبر كانون الأول الماضي دفعة لحزب باهارتا جاناتا على الرغم من ربطه بين ضعف حزب المؤتمر ووقوع الهجمات المسلحة في مدينة مومباي. فيما حمل تباطؤ الاقتصاد الهندي اخبارا غير سارة لحزب المؤتمر.

ويتمثل السؤال المهم في مدى قدرة الائتلاف الحاكم المقبل على تنفيذ سياسات قوية، وما إذا ستتسبب اختلافات أعضاءه في إعاقة عمله.


ألمانيا: انتخابات برلمانية في 27 سبتمبر/ أيلول

ستدفع الانتخابات البرلمانية الألمانية المقبلة الحزبين اللذين يشكلان الحكومة الحالية للتنافس ضد بعضهما البعض. فسيعمل حزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة الحالية انجيلا ميركل، ضد الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يقوده وزير الخارجية الحالي فرانك والتر ستينميير، ولا يرغب اي من الحزبين في الاستمرار في التحالف الحالي.

ويفضل الحزب المسيحي الديمقراطي في التحالف مع حزب الديمقراطيين الليبراليين الاحرار، فيما يفضل الحزب الاجتماعي الديمقراطي التحالف مع حزب الخضر.

وتتجه الساحة السياسية الألمانية للتعقيد، وسط توقعات بأن تسفر الانتخابات عن تحالف ثلاثي غير مستقر، كأن يتحالف الحزب الاجتماعي الديمقراطي والديمقراطيين الليبراليين الأحرار و الخضر، او يتحالف كل من الحزب المسيحي الديمقراطي مع الديمقراطيين الليبراليين الأحرار و الخضر.

وتسعى كل من ميركل و ستينميير الحصول على تأييد قوى الوسط السياسي، في وقت تتراجع شعبية انجيلا ميركل بسبب الأزمة المالية، فبعيدا عن خطة الانعاش الاقتصادي، فقد واجهت ميركل اتهامات بأنها كانت بطئية في الاستجابة للازمة، كما أن ميركل من ناحيتها قامت بخفض الضرائب ورفعت مستوى الإنفاق.

 

المصدر: BBC
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...