أنطوني كورديسمان يكتب حول أمن النفط العالمي

10-03-2007

أنطوني كورديسمان يكتب حول أمن النفط العالمي

الجمل:    نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تقريراً حمل عنوان: (أمن النفط العالمي: المخاطر بحسب الإقليم والمصدر..). وقد اعد التقرير الخبير العالمي أنطوني كورديسمان، الحائز على كرسي أورلي بوركه في العلوم والدراسات الاستراتيجية.
تناول التقرير الوضع النفطي العالمي الكلي، والإشكالية التي ابتنى عليها التقرير كانت تتمثل في أيهما الأنسب لأمن الطاقة النفطية.. حروب السيطرة والهيمنة، أم قوى السوق.

المعطيات الرئيسية:
• الاحتياطيات النفطية الثابت وجودها (نهاية عام 2005م):
- الشرق الأوسط: 2،738 م.برميل 61% من الإجمالي العالمي.
- أوروبا وأوراسيا: 7،138 م.برميل 12% من الإجمالي العالمي.
- أمريكا الجنوبية والوسطى: 103 م.برميل 10% من الإجمالي العالمي.
- افريقيا: 113 م.برميل 5% من الإجمالي العالمي.
- أمريكا الشمالية 60 م.برميل 9% من الإجمالي العالمي.
- آسيا والباسفيك: 8،39 م.برميل 3% من الإجمالي العالمي.
• الإنتاج النفطي (نهاية عام 2005م):
- الشرق الأوسط:25،119 مليون برميل 30% من الإجمالي العالمي.
- أوروبا وأوراسيا: 17،534 مليون برميل 22% من الإجمالي العالمي.
- أمريكا الجنوبية والوسطى: 6،964 مليون برميل 9% من الإجمالي العالمي.
- افريقيا: 9،266 مليون برميل 12% من الإجمالي العالمي.
- أمريكا الشمالية 13،636 مليون برميل 17% من الإجمالي العالمي.
- آسيا والباسفيك:  8001 مليون برميل 01% من الإجمالي العالمي.
• حالة الشكوك واللايقين الجيوبولتيكي:
يقول الخبير كورديسمان بأن التوازنات المصالح النفطية في العالم أصبحت أكثر اضطراباً، وذلك بسبب خمسة عوامل، هي:
- عدم استقرار البلدان المصدرة للنفط.
- التخريب والإرهاب، والحروب اللامتماثلة.
- انتشار أسلحة الدمار الشامل.
- عمليات المقاطعة والحظر وفرض العقوبات.
- الصراعات والنزاعات الداخلية.
• حالة الشكوك واللايقين في الاقتصاد الكلي العالمي:
ويرى كورديسمان أن حالة الشكوك واللايقين الجيوبوليتكي تقابلها من الناحية الأخرى حالة الشكوك واللايقين في استقرار الاقتصاد الكلي العالمي التي تتمثل في ستة عناصر، هي:
- مدى وفرة واستدامة مصادر النفط في البلدان المصدرة لفترة طويلة.
- مدى مرونة الطلب على النفط الطويلة الأجل، هل سوف تستمر بحيث يكون هناك طلب مستمر على النفط أم قد لا تستمر بفعل تزايد اللجوء لاستخدام البدائل التي يمكن أن تحل محل النفط.
- مدى مرونة العرض النفطي الطويلة الأجل، هل يستمر العرض بحيث يغطي الطلب على النفط في الأسواق العالمية، أم سوف يحدث خلل في مرونة العرض بفعل انخفاض مخزونات النفط، أو بفعل الندرة المصطنعة التي يمكن أن تحدث إذا استطاعت دولة كبرى بعينها –كأمريكا مثلاً- السيطرة على منابع النفط، وحرمان الآخرين منه.
- مدى فعالية قدرة طاقة وسعة عمليات تكرير النفط، هل تستطيع الاستمرار في تزويد السوق العالمي بالمنتجات، أم قد لا تستطيع ذلك على المدى الطويل.
- مدى استمرارية سلامة وعافية الاقتصاد العالمي، وعدم تعرضه للأزمات الاقتصادية التي قد تؤدي إلى اختلال توازنات العرض والطلب في السوق النفطي العالمي.
- مدى احتمالات إمكانية صعود قوى اقتصادية جديدة في العالم، فبالإضافة إلى انفراد أمريكا بأكبر اقتصاد عالمي، هناك احتمالات بصعود قوى اقتصادية جديدة، مثل: الصين، روسيا، الهند، ألمانيا.. وتأثيرها على المنافسة في الأسواق النفطية العالمية.
يستعرض كورديسمان، مفنداً المشكلة النفطية وفقاً لعدة اعتبارات أبرزها: ان كل أزمة هي أزمة بالمعنى الصحيح المجرد للكلمة، وذلك لأن خبرة التاريخ تؤكد في كثير من الأحيان أن المشاكل والأزمات قصيرة الأجل، يمكن أن تقود إلى منافع ومكاسب طويلة الأجل.. فالحرب العالمية الثانية التي نتجت بفعل أزمة قصيرة الأجل.. قادت إلى مكاسب ومنافع طويلة الأجل تمثلت في سعي الأوروبيين نحو الوحدة والتعاون الأمن المشترك والنمو الاقتصادي.
كذلك يرى كورديسمان بعدم وجود ما يعرف في العلم الاستراتيجي بـ(اللعبة الصفرية المحصلة: أي اللعبة التي تتعادل فيها مكاسب الرابح مع خسائر الخاسر) بين البلدان المصدرة للنفط، والبلدان المستهلكة للنفط، واستدل على ذلك بوجود ظاهرة بالتبعية المتبادلة البينية، بين المصدرين والمستهلكين، وذلك على أساس اعتبارات أن تصدير واستيراد النفط يدخل ضمن عملية أخرى، هي التجارة الدولية، التي تمثل الركن الأساسي في الاقتصاد الدولي. ويرى الباحث بأن استقرار الاقتصاد الدولي يمكن أن يحدث فقط في حالة الاعتماد على عمل قوى السوق في تحقيق توازنات المصالح بدلاً الصراع والحروب والاقتتال.
أشار كورديسمان إلى أن منظور القوى الكبرى العالمية الحالي حول النفط هو منظور مازال متأثراً بأسطورة القرن التاسع عشر) المتعلقة بمبدأ التنافس على الموارد، وقد أدى هذا التأثير إلى جعل القوى العالمية الرئيسية الحالية تتنافس من أجل السيطرة على الموارد النفطية بنفس الطريقة التي تنافست بها القوى الاستعمارية السابقة على الموارد الزراعية والمعدنية في القرن التاسع عشر، وذلك على النحو الذي دفعها آنذاك إلى إعداد الجيوش الضخمة واستخدامها في السيطرة على بلدان العالم الغنية بالموارد.
يلخص كورديسمان نموذج المخاطرة واللايقين، في الأسواق العالمية النفطية، وفقاً لأربعة محاور، تقوم على أربعة جوانب، هي:
• محور الأهمية الاستراتيجية وإسقاطاته:
يتمثل هذا المحور في المقابلة بين جانب المخاطر (أمن المنشآت النفطية، استقرار الحكومات، ندرة النفط، الصفقات النفطية الفاسدة) وجانب طبيعة الموارد النفطية العالمية (الاحتياطي، قابلية تعويض الفاقد، الاستنزاف، الاكتشافات الجديدة، فعالية استخدام التكنولوجيا).
• محور التوقع العقلي:
يتمثل هذا المحور في المقابلة بين القوى الاقتصادية (سلامة الاقتصاد العالمي تدفقات الاستثمار، مرونة الطلب على النفط، توازن العلاقة بين معدل الإنتاج والسعر، الإضرابات ونزاعات العمل).
• محور درجة المخاطرة:
ويتمثل في المقابلة بين القوى الاقتصادية، وجانب المخاطر وذلك على أساس اعتبارات من يؤثر على من.. وما النتيجة؟  هل سوف تتغلب القوى الاقتصادية على المخاطر النفطية، أم أن المخاطر النفطية سوف تكون لها الغلبة على القوى النفطية؟
• محور قابلية توافر الموارد:
ويتمثل في المقابلة بين طبيعة الموارد النفطية المتاحة وسعة طاقة الإنتاج النفطي، والنتيجة المترتبة على هذه المقابلة، هل تستطيع الموارد النفطية المتاحة تغطية طاقة الإنتاج النفطي المطلوبة، بحيث تحدث الندرة إذا كانت الموارد غير قادرة على تغطية المطلب، أو يحدث الركود، إذا فاضت الموارد عن الحاجة المطلوبة.
يخلص كورديسمان إلى تقسيم المواقف إزاء النفط إلى جانبين:
- جانب المتشائمين: ويقولون بأن موارد النفط العالمي لن تستطيع على المدى الطويل الأجل تغطية الطلب، وذلك لأن الطلب يتزايد والمخزون يتناقص.
- جانب المتفائلين: ويقولون بأن موارد النفط العالمي لن تنضب على المدى الطويل، وذلك لأن ما تم اكتشافه من احتياطيات لا يمثل الوجود من النفط العالمي، وماتزال الكثير من البحيرات النفطية موجودة في أعماق الأرض، وبالذات في مناطق البحار والمحيطات، التي لم يتوجه الإنسان إليها بعد لاكتشاف ما هو موجود أسفل قاعها.. ويستدلوا على ذلك بحقيقة أن حركة اكتشاف المخزونات النفطية الجديدة ماتزال مستمرة.
يقف كورديسمان بوضوح إلى جانب المتفائلين، ويقول بالآتي:
• إن مستقبل استخدام واستغلال مخزونات النفط الحالية يمكن السيطرة عليه عن طريق الاعتماد على قوى السوق وتوازن التجارة الدولية.
• إن العالم قادر على التكيف، وهناك الكثير من الاكتشافات التي تجعل استخدامات النفط تقل وتنخفض أكثر فأكثر، كما في حالة توليد الكهرباء بالطاقة النووية بدلاً عن المحروقات النفطية.. كذلك من الممكن أن تتطور صناعة السيارات ووسائل النقل التي تعمل ببدائل النفط ومشتقاته.. وغير ذلك.
وعموماً نقول: أصاب كورديسمان في حديثه المتفائل حول قوى السوق والبدائل، وأيضاً أصاب في قوله بأن تجارة النفط تدخل ضمن التجارة الدولية باعتبارها عملية تصدير واستيراد بالنتيجة، ولكن كورديسمان أغفل جانباً هاماً، وهو أن الاعتماد على التجارة الدولية ممكن في ظل وجود مبادلات تجارية دولية عادلة متوازنة، أما في وجود مبادلات تجارية دولية غير متوازنة فإن العدالة تكون غير متوازنة، لا تستطيع قوى العرض والطلب أن تعمل بعدالة في اقتصاد عالمي تسيطر على بنوده وشروط عمله منظمة التجارة العالمية، البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وتحرك آلياته في الخفاء أيادي وزارة الخزانة الأمريكية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...