إيدز إجتماعي

13-11-2010

إيدز إجتماعي

كم سعرك يا سيدي؟ ترى هل تبقّى أشخاصٌ في هذا البلد ليس لديهم سعر؟
أجلس وسط الفضائح وأراقب العالم، أضحك حيناً وأتألم أحياناً.. العالمُ سوق كبير ودمشق دكان، كل شيءٍ فيه قابل للبيع، ومن لا يفاوض على شرفه يتم سحقه.. لقد انتهى زمن الشرفاء يا سيدي..

يولد المرء شريفاً ثم يصرف من رصيده كل يوم حتى يصل إلى سن الأربعين، ووقتها لا يتبقى له من الشرف سوى الحديث عنه، لكي يحقق بعضاً من توازنه النفسي والروحي كلما رأى وجهه في المرآة ..
كل إنسان فوق الأربعين وغد: كذلك يقول المثل، والذين يحافظون على شرفهم بعد الأربعين هم الأنبياء فقط، لذلك يعمل الشيوخ على قتلهم طيلة الوقت والتاريخ.. وإذن، هل أنت نبي أم مشروع وغد؟
ترى كم هي نسبة الشرف التي يجب أن تتوفر للفرد وأسرته لكي يكون الوطن آمناً على نفسه من أبنائه؟ وهل يتدفق الشرف من أرض الشعب أم من سماء الدولة؟
كل أبوين، حتى الأرذال منهم، يربيان أولادهما في الصغر على قيم الشرف، حتى لا يتنكروا لهم في الكِبَر.. لكن الأبناء لا يستمعون للأقوال والمواعظ بقدر ما يقتدون بسلوك أبويهم في الحياة: كذلك يصبح الجدي تيساً والجرو نمراً وابن المسؤول مستثمراً وابن البطل الخاسر شريفاً..
والشرف هو خط الدفاع الأول الذي يحمي الأمم من السقوط، وبالتالي فإن نقص الشرف المكتسب هو بمثابة إيدز الأمم الذي تجب معالجته بدءاً بأخلاق الشرطي وانتهاءً بالجندي.. ولولا تبنيها لقوانين الشرف في وصاياها إذن لكانت انهارت رسالات الأديان منذ زمن طويل، غير أن (الألواح المحفوظة) هو ما أعطاها قوة وجودها الأرضي على الرغم من ارتباطها بالمجهول السماوي!؟

هامش: الضمير بيت الشرف، والشجاعة وعاء الصدق، والمحبة سُفرة الكرم، والإباء منبع الكبرياء، وكلها أشياء معنوية لا يمكن البرهنة على وجودها مادياً، كالله تعالى، فإما أن تؤمن وتصدق وترتقي في إنسانيتك، وإما أن تذهب مع الذئاب لتتعلم العواء في وجه القمر.. فماذا أنت فاعل أيها المصاب بنقص الشرف المكتسب؟

حاشية: ككل الرجال أثارنا الحضورالساخن للفنانة هيفا (كضيفة شرف) في مهرجان دمشق السينمائي، غير أن أي منا لم يهتم بإلصاق صفة شرف بكلمة ضيفة التي جاءت كإضافة زائدة لن تضيف شيئاً إلى جمال هيفا بقدر ما تعني نيّة زجرية مبيّتة للجم أفكار الرجال الجامحة.. وبعض النساء أيضاً.. هل سمعتم أحداً يقول: هذه قطعة حلوى شريفة؟ كان الأجدر أن يقولوا: وقد حضرت الفنانة هيفا كضيفة لذيذة على مائدة المهرجان..

نبيل صالح

التعليقات

دعني أطرح المسألة على نحو مختلف قليلا: كم هو الثمن الذي تتحمل دفعه مقابل موقف شريف أو كلمة شريفة؟ ما هو حجم الخسارة المادية التي تقبل أن تتكبدها؟ ما هو عدد الأيام أو الأشهر أو السنوات الذي تقبل أن تدفعه من عمرك وعمر عائلتك مقابل الفعل الشريف؟ سؤال: هل متلازمة نقص الشرف المكتسب مرض معدي؟ وما هي وسائط انتقاله؟

ما في شي ينقال زيادة على هالكلام ...... بس لازم نحكي بالشغلات اللي فقدناها بعد ما فقدنا الشرف ... علما أنو الشرف راح من زمان .... و في شي تاني بدنا نفقدوا بهالكام سنة اللي جايات .... يمكن مفهوم البشرية والتعامل مع الانسان كانسان ... مشكور استاذ نبيل.....

لأهمية الشرف ... هو أهم ما يخطر على بال الشخص المنزعج لينال من الذي أزعجه به . حيث يبدأ بالسباب و الشتيمة لاعناً شرفه و شرف اللي نفضو , لكن مع انعدام الشرف تنتفي الشتائم المتعلقة به ........ مشان هيك انا بشوف لإنعدام الشرف فائدة كبيرة و هي صلاح المجتمع و تخلصه من العبارات النابية المنتشرة فيه !! يا أخي شوف النص المليان P:

لأهمية الشرف ... هو أهم ما يخطر على بال الشخص المنزعج لينال من الذي أزعجه به . حيث يبدأ بالسباب و الشتيمة لاعناً شرفه و شرف اللي نفضو , لكن مع انعدام الشرف تنتفي الشتائم المتعلقة به ........ مشان هيك انا بشوف لإنعدام الشرف فائدة كبيرة و هي صلاح المجتمع و تخلصه من العبارات النابية المنتشرة فيه !! يا أخي شوف النص المليان P:

حتى الصحافة الالكترونية لاتقبل أن تنشر الرأي المضاد ... هناك تعليقات تنشر مرتين وأخرى لايتم نشرها أبداً ... شكل من أشكال عدم الدقة

بالفعل يا أستاذا نبيل متى سيبصبح لدينا الشجاعة لنقول للأعور أعور بعينه وللمخطئ مخطئ ولقليل الشرف والناموس ما يستحقه

متى نقول للأعور أعور !!!؟؟؟؟ يلا روعتنا حتى في لغتنا نقوم بالعنف تجاه الآخر المختلف متى نفهم أن رغبتنا لإنسانية أكثر تبتدئ بأن ننتبه لما نقوله ونتوقف عن الفرز على أسس لا نقول عنها إلا عنصرية . أعور أو أعمى أو صحيح العينان لا يقليلان من جوهر الإنسان بل عمله وهنا فلننتبه لأعمالنا القولية والعملية مع المحبة

بصراحة انا والدي احد المتضررين بسبب اتسامه بصفة الشرف .. رح نحكي قصة واقعية شوي اتمنى الكل يستفيد منها .. انا ابي كان مدير ادارة كبيرة في وزارة النقل احد الايام ورفض توقيع قانون مجحف بحق المواطنين ... الخسائر لم تقدر بثمن .. من وضع تحت تصرف الوزارة وحرمانه من حقوقه الوظيفية الى ان وصلت الامور لحرمانه من الراتب لاكثر من سنتين بدون اي نوع من التحقيق او الاجراءات الروتينية ... تخيلو الوضع انا واخي عملنا لنعيل ما يمكن ان يعال وتاخر ت انا شخصيا بالجامعة التي لم اذهب لها كثيرا (كلية الاقتصاد ) ولا اعرف اوجه اساتذتها بسبب عملي لتامين اجرة منزل الاهل وقوت اليوم لا اكثر .. على الرغم من ذلك لا تعر ف يا اخي الذي لا اراك كم هو رائع الاحساس بانك شريف وقوي ولا احد يمكن ان ( يحط عليك وحده ) كما يقال صعب .. لكن رائع وهي قوة الحق او موقفك من قضية حقيقية ... طبعا القرار اللي رفض الوالد يوقع عليه تمشى تمشى ... بس المهم ان القرارات تزول .. واحساسك بذاتك هو الذي يبقى .. فلا تخذل نفسك يا اخي كمعظم من نراهم يوميا ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...