الإسلاموفوبيا.. المخاوف الجديدة من الإسلام في فرنسا

12-11-2010

الإسلاموفوبيا.. المخاوف الجديدة من الإسلام في فرنسا

رأى مترجما كتاب فرنسي مهم في مجاله الى اللغة العربية أن الإسلام يعاني كثيرا من صور نمطية تكونت خاصة لدى الغربيين وحتى لدى بعض المسلمين.غلاف كتاب الإسلاموفوبيا للباحث الفرنسي فنسان جيسير

وقدم المترجمان في "تقديم" للكتاب وجهات نظر وشروحا مهمة تبرر البدء بعرض وجهات نظرهما تمهيدا للانتقال الى بعض مضمون الكتاب.

وقالا "يعاني الإسلام كثيرا من صور نمطية سيئة لدى الآخرين بل ولدى بعض أبنائه. ومع تعدد الاحداث المأسوية التي يكون المسلمون طرفا فيها يزداد سوء الفهم والتفسير."

وأضافا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 أي التفجيرات التي وقعت في الولايات المتحدة ليست "المنطلق الأول فالإسلام يمثل -ذهنيا- خطرا على الكثيرين منذ قرون. ولا يمكن تجاهل آراء كثير من المستشرقين والفلاسفة الغربيين الذين لم ينظروا الى الإسلام نظرة إنصاف الا أنّ ذلك لا ينفي أن الكثيرين من أبناء الإسلام قد ساهموا بقدر كبير في هذا التصور الخاطىء.

"فمشاركتهم حاليا للأسف الشديد ضعيفة جدا في الحراك العلمي والاجتماعي والفكري على مستوى العالم مما يجعل المخاوف من الإسلام مسيطرة في كثير من المجتمعات الغربية التي لم تستقبل الإسلام بطريقة صحيحة وواضحة سواء أكان ذلك بخطأ منها أم بخطأ من أبناء المسلمين."

أما كتاب الباحث الفرنسي" فنسان جيسير" فقد حمل عنوانابالعربيةهو"الإسلاموفوبيا.. المخاوف الجديدة من الإسلام في فرنسا". وقام بترجمة الكتاب الى العربية الدكتور محمد صالح ناجي الغامدي والدكتور قسم السيد آدم بله. ومن المؤسف أن على القارىء أن يكتفي بهذا القدر من المعلومات عن المترجمين لأن دار النشر التي قامت بنشر هذا العمل المهم لم تعرفنا بهما كما أنها لم تعرفنا مباشرة بالكاتب الفرنسي نفسه.
ورد الكتاب في 192 صفحة متوسطة القطع وصدر عن "كتاب العربية" في مدينة الرياض السعودية.

وقال المترجمان إن الكتاب الذي يقدمانه الى القارىء العربي "يحاول أن يقدم تحليلا دقيقا لما يسمى بالمخاوف الجديدة من الإسلام "La Nouvelle Islamophobie ". ويقوم هذا التحليل على متابعة وقراءات عديدة لخطاب كثير من المثقفين البارزين إعلاميا على الساحة الفرنسية من أطياف ثقافية وفكرية عرقية مختلفة الذين يؤدون دورا كبيرا في توجيه الرأي العام."

ولخصا محتويات فصول الكتاب الاربعة على الصورة التالية: "المخاوف الاعلامية من الاسلام: الصحافيون والمثقفون المعنيون" و"خبراء الخوف الجدد" و"المعاداة الجديدة للسامية.. اهي من فعل المسلمين؟" و"مسلمون لديهم مخاوف من الاسلام".

وقالا إن الحياد في الترجمة دفعهما الى "أن نقدم النص الأصلي على وضعه وتسمية الأشياء باسمائها على الرغم مما في بعض هذه الآراء او المسميات من تعبيرات صادمة غير مقبولة ولكن هذا هو واقعها وفق منظورهم وأي تخفيف للعبارة او تعديل للمسميات فضلا عن خيانة امانة الترجمة تؤدي الى عدم نقل صورة الاسلام من خلال رؤيتهم لها بصورة دقيقة والمهم ان نلقي الضوء على مخاوفهم وافكارهم حتى نعرف كيف ينظر الينا الاخرون وكيف يفكرون."

ويبدأ الكتاب بعنوان هو"المخاوف من الإسلام على الطريقة الفرنسية" فيحمل استشهادا بتقرير صدر عام 2001 للجنة الاستشارية الوطنية العليا لحقوق الانسان التابعة لرئيس الحكومة جاء فيه ان الاحداث التي كانت جارية يومها "تؤثر ايضا على طبيعة الاهداف المختارة.

"واذا كان المغاربة وابناء الضواحي المنحدرون من اصول عربية مهاجرة هم المستهدفون حتى الان اكثر من غيرهم الا ان اعمال العنف هذه توسعت لتشمل الجاليات العربية الاسلامية."

وجاء ايضا انه "اذا كانت فرنسا لا تتمايز بصورة خاصة عن باقي الدول الاوروبية في حدة هذه "الموجة الجديدة" من المخاوف من الاسلام الا ان الجدال المتعلق بوضع الاسلام في المجتمع والظهور الواضح للمسلمين في الفضاء العام يكتسيان في ما يبدو حلة عاطفية اكثر وضوحا مما نجده عند جيرانها...

"وبصورة عامة اذا كانت الهجمات ضد الاشخاص والممتلكات الاسلامية في البلدان الاوروبية الاخرى تعود في اغلبها لاسباب تقليدية كالعنصرية ضد المهاجرين ورفض الاجانب فإن المخاوف من الاسلام "على الطريقة الفرنسية" تختلف.

ففي الوقت "الذي اوشك فيه الاسلام ان يصبح حقيقة وطنية فرنسية - فرنسية نجد تشكل رفض واضح للدين كما لو ان العنصرية بوصفها شيئا بدهيا اصبحت تبحث عن "غنيمة" جديدة لعدائها..."

وتحت عنوان "الانتقال الى الفعل..." ورد انه لو كان النقاش حول مكان الاسلام والمسلمين في "الجمهورية لما فكرنا -ربما- في تسطير هذا الكتاب فمنذ عدة سنوات نستطيع ملاحظة اشكال من "الانتقال الى الفعل" لا يستهدف فقط رموز المهاجرين "بيوت المساعدة... منظمات مساعدة الاجانب... وغيرها" وانما الدلالات الظاهرة لعملية استقرار الواقع الاسلامي الفرنسي ايضا: صالات الصلاة والمساجد ومحلات بيع السلع الحلال."

وفي مجال الحديث عن "المخاوف من الاسلام في الاوساط الاعلامية: الصحفيون والمثقفون المعنيون" والبحث عن مدى مسؤولية الاعلام في نشر هذه المخاوف جرى الاستشهاد بقول صدر سنة 1999 لفلورنس اوبيناس وميجول بن صايغ وهو "تتحدث الصحافة عما يتكلم عنه العامة والعامة تتكلم عما تتحدث عنه الصحافة."

وتناول الكتاب مسائل عديدة منها موقف لقسم من المسلمين تميز "بالاعتدال". وخلص في مجال اخير الى القول "واليوم لم يعد الخطاب الذي يقيم معارضة مستمرة بين "الاسلام المعتدل" و"الاسلام المتشدد" فاعلا.

انه يدور في فراغ لانه لم يعد يتيح فهم التطور المثير للقلق للشبكات الارهابية على الساحة العالمية. فظاهرة العنف هذه يجب ان تمثل تحديا حقيقيا للمعرفة التي يجب ان تحثنا على تجاوز الاحكام المسبقة والتصورات النمطية عن الاسلام والمسلمين وتأخذنا بعيدا عن التسطيح البسيط.

جورج جحا

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...