الجيش يتقدّم في القنيطرة

14-10-2015

الجيش يتقدّم في القنيطرة

تخطف التطورات المتسارعة في الشمال السوري الأضواء عما يجري في الجنوب بين تقدّم للجيش في مواقع عدة واستنفار للمجموعات المسلحة، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي التدخل دعماً للمسلحين.
وبعد أن أحرز المسلحون تقدماً في الأيام الأخيرة، استعاد الجيش السيطرة على كل من تل أحمر وتل القبع، أو ما يُعرف بتلة الـ «يو أن»، الذي كانت تتمركز فيه وحدات الأمم المتحدة قبل أن يدخلها الجيش بعد انسحاب عناصر القبعات الزرق قبل عامين.
وكعادتها مع كل تقدّم للجيش السوري، عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مواقع القوات السورية في القنيطرة بحجة سقوط صواريخ على الجولان المحتل، من دون وقوع أضرار أو إصابات. وحمل الجيش الإسرائيلي، في بيان، «الجيش السوري مسؤولية هذا الخرق الواضح للسيادة الإسرائيلية»، برغم تأكيده أن سقوط القذائف جاء نتيجة الاقتتال الداخلي الجاري في سوريا.
وأقرّت المجموعات المسلحة بخسارة تل أحمر وتل القبع، اللذين شكلا بوابة لفك الحصار عن بيت جن وتعزيز مواقعهم في جباتا الخشب، وزيادة الحصار على حرفا وحضر في محاولة لاستنزافهم من جهة والتقدم نحو الغوطة الغربية من جهة أخرى.
وأشار مصدر ميداني،  إلى أن المستفيد الأكبر هو أهالي بلدتي عين النورية وخان أرنبة اللتين يطل عليهما التل الأحمر، فيما تنتظر مزارع الأمل قرب حرفا معارك يستعدّ لها الجيش لاستعادتها من المسلحين.
وهناك مسألة أخرى تبدو لافتة، وهي إعادة هيكلة المجموعات المسلحة وتشكيل «الجبهة الجنوبية»، بطريقة أبعدت عدداً من المجموعات والأسماء، في خطوة يقول معارضون إنها تأتي في إطار الاستعدادات لتسلم أسلحة متطورة. وأعادت غرف الدعم في عمان هيكلة «جيش اليرموك» حيث عيّنت أبو كنان الشريف قائداً وأبعدت مسؤوله السابق بشار الزعبي، الذي أصبح قائداً للمكتب السياسي في الخارج بعد مغادرته البلاد إلى بلغاريا.
وبدا لافتاً أيضاً غياب أي اسم لـ»جيش الإسلام» عن الخريطة العسكرية للمعارك، وهو ما يعتبره ناشط معارض بمثابة الصورة الحقيقية، ذلك أن دور الفصيل، المدعوم سعودياً، في الجنوب لا يعدو كونه إعلامياً أكثر منه عسكرياً أو ميدانياً، على الأقل مقارنة بفصائل مثل «فلوجة حوران» و«جيش اليرموك» وحتى «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، وجميعها مجموعات تبدو ضمن التركيبة الجديدة المسؤولة عن فتح عمليات عسكرية في القنيطرة بالدرجة الأولى، وهو ما يفسّر تسارع المعارك وبطريقة تعيد حالة المواجهات التصاعدية التي شهدتها المنطقة في ربيع العام 2014، حين تقدّم المسلحون بسرعة في التلول الحمر والمدينة القديمة والشريط الفاصل مع الجولان وصولاً إلى مدينة نوى وتل الحارة في ريف درعا الغربي.
غير أن مصدراً عسكرياً في القنيطرة يعتبر أن الجيش يستفيد من الثغرات، مثل استعادة القوات السورية بسرعة للتل الأحمر فجر أمس، مستغلاً انكشاف المنطقة وعدم تحصينها من قبل الفصائل التي لم تتمركز بها طويلاً، يُضاف إلى ذلك تمدّده السريع في تل القبع المشرف على خان أرنبة بطريقة مماثلة.
ولكن هل لكل هذا علاقة بأسلحة جديدة في طريقها للفصائل؟
 المشهد السابق كان قبل سنة سبباً أساسياً في إيصال صواريخ «تاو» مضادة للدبابات إلى الجنوب، عبر «ألوية العمري» وأخرى تتبع لـ «جبهة ثوار سوريا»، وإن بدرجة أقل من تلك التي كانت تصل إلى الشمال. واليوم يعول المسلحون على صواريخ جديدة مضادة للدروع وأخرى صينية مضادة للطيران، مع معلومات أن «غرفة ألموك» قررت، بغض نظر أميركي، تسليم هذه الصواريخ مادامت لا تحمل توقيع الصناعة الأميركية، وكنوع من التجربة، مقابل شن هجمات متواصلة على الجيش السوري وتنظيم «داعش»، كنوع من تبييض الصفحة ومحاولة إرسال مزيد من الأسلحة والدعم.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...