الصراع بين هيلاري وأوباما على انتخابات الرئاسة الأمريكية 2008

20-03-2007

الصراع بين هيلاري وأوباما على انتخابات الرئاسة الأمريكية 2008

الجمل:   بالتزامن مع تداعيات انتخابات الكونغرس الأمريكي الأخيرة التي أسفرت عن فوز الديمقراطيين وهزيمة الجمهوريين، وما ترتب عليها من صراع محتدم يوماً بعد يوم داخل الإدارة الأمريكية بدأت تتصاعد تباشير حملة انتخابية جديدة قادمة، أكثر زخماً وقوة، هي: انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة في عام 2008م.
الصراع الانتخابي من أجل الرئاسة الأمريكية في مراحله الأولى، وهي مرحلة الحصول على الدعم والتأييد الحزبي، وقد أصبح الصراع داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، منحصراً بين طرفين، هما:
- السناتورة: هيلاري دياني رودهام كلنتون.
- السناتور: باراك حسين أوباما.

المرشحان من المنظور الوصفي المقارن:
• السنارتورة هيلاري كلنتون (زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون)، من مواليد عام 1947م، ويبلغ عمرها حالياً حوالي 60 عاماً، أما السيناتور باراك حسين أوباما، فهو من مواليد عام 1961م، ويبلغ عمره حالياً حوالي 46 عاماً.
• على أساس اعتبارات:
- الأصل الاثني: هيلاري كلنتون أمريكية بيضاء من أصل أوروبي غربي، أما باراك أوباما، فهو من أصل افريقي، حيث كان والده الكيني حسين (مسلم شيعي كيني) طالباً بأمريكا في مطلع الستينيات، وبعد تخرجه من الجامعة، عاد إلى كينيا تاركاً زوجته الأمريكية وابنه يواصلان العيش في الولايات المتحدة، بسبب رغبة الزوجة وتمسكها بالبقاء في أمريكا.
- الانتماء الديني: تنتمي هيلاري كلنتون إلى التيار المسيحي الميثودي أي المنهجي، أما باراك أوباما، فبرغم أن والده مسلم شيعي، فينتمي إلى التيار المسيحي الذي تمثله كنيسة المسيح  المتحدة.
- الخبرة السياسية: التحقت هيلاري كلنتون بالحزب الديمقراطي منذ فترة طويلة، وكانت سيدة أمريكا الأولى خلال فترة تولي زوجها بيل كلنتون الرئاسة في الأمريكية لولايتين من عام 1993 وحتى عام 2001م. كذلك فقد تم انتخاب هيلاري كلنتون لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2000م عن الحزب الديمقراطي- ولاية نيويورك. وتم إعادة انتخابها مرة أخرى لمجلس الشيوخ الأمريكي في تشرين الثاني عام 2006م، وتتقلد حالياً عضوية لجنة الخدمات العسكرية، ولجنة البيئة والأعمال العامة، ولجنة الصحة والتعليم والعمل، واللجنة الخاصة بالمسنين وكبار السن.
أما باراك حسين أوباما، فقد انضم في عمر مبكر إلى عضوية الحزب الديمقراطي، وتم إعادة انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي، وتقول المعلومات بأنه خامس عضو من أصل أفريقي يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وقد تم إعادة انتخابه لمجلس الشيوخ في عام 2002.
- المواقف السياسية السابقة: من أبرز مواقف هيلاري كلينتون معارضتها لسياسة الرئيس بوش، وعلى وجه الخصوص مطالبتها بتشكيل لجنة تقصي حقائق رئاسية للنظر في أمر الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. ويقال بأن أداءها في الكونغرس ومجلس الشيوخ كان متأثراً بقدر كبير بالأداء السياسي لزوجها بيل كلنتون، وبالذات في الاعتبارات المتعلقة بعدم اللجوء إلى التدخل العسكري والتشديد على مبدأ العقوبات، والضغط على الميزانية عن طريق خفض الضرائب وتقليل النفقات، والاهتمام ببرامج الضمان الاجتماعي، والمضي قدماً  في عملية العولمة وحماية البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن هيلاري كلنتون ظلت من أشد المنتقدين لحرب العراق، ولكنها من الجهة الأخرى أكثر تأييداً لإسرائيل، وقد تم استضافتها في مؤتمر الإيباك السياسي السنوي الأخير، حيث ألقت كلمة أمام المؤتمرين.
أما باراك حسين أوباما، فخبرته السياسية قليلة نوعاً ما، لكنه ظل يتميز بالنشاط والحركة الشديدة، داخل صفوف الحزب الديمقراطي ومجلس الشيوخ الأمريكي، ومجلس ولاية الينوي، وتتمثل أبرز مواقفه السياسية في الحملة الكبيرة التي قادها ضد حرب العراق، ففي عام 2002 صوّت أوباما ضد قرارات مجلس الشيوخ والكونغرس المتعلقة بالعراق، ورفض قرار غزو العراق في عام 2003م، ويقود الآن حملة كبيرة داخل مجلس الشيوخ، وصفوف الحزب الديمقراطي للمطالبة بالانسحاب من العراق.. وبرغم كل ذلك، فهو من المؤيدين لإسرائيل، وخلال الشهر الماضي قام أوباما بزيارة إسرائيل، وفي الأسبوع الماضي ألقى خطاباً في مؤتمر الإيباك السنوي الذي تم عقده في العاصمة الأمريكية واشنطن.

المرشحان من المنظور التحليلي المقارن:
• هيلاري كلنتون: انخراطها المبكر في الحزب الديمقراطي، وزواجها من الرئيس السابق بيل كلنتون، جعلها أكثر خبرة ودراية بخفايا السياسة الأمريكية، وذلك لأن بيل كلنتون يعتبر من أبز زعماء الحزب الديمقراطي المعاصرين، إضافة لذلك فقد أتاحت فرصة تواجد هيلاري كلنتون في البيت الأبيض الأمريكي لفترة تقارب العشر سنوات، الكثير من الخبرات النظرية والعملية، بحيث يمكن القول بان هيلاري كلنتون تفهم وتدرك تماماً طبيعة وأبعاد وخصائص وتداعيات كل العمليات والتفاعلات المتعلقة بصنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية.
برغم معارضة هيلاري كلنتون للرئيس بوش، وتأييدها ودعمها لإسرائيل، فإنها تعتبر أقل تطرفاً وتشدداً في مواقفها عن الكثير من الديمقراطيين الآخرين الموجودين في الكونغرس الأمريكي.
استطلاعات الرأي الأمريكية حول شخصية هيلاري كلنتون كانت نتائجها كمايلي:
- 54% يقولون بأنها ليبرالية.
- 30% يقولون بأنها معتدلة.
- 9% يقولون بأنها محافظة.
• باراك حسين باراك: نشاطه الدوري داخل الحزب الديمقراطي اكسبه شعبية كبيرة داخل الحزب، وحالياً أصبح أوباما يستمد تأييده الرئيسي من الشباب الديمقراطي، وقد امتدت تأثيرات تلك الشعبية إلى الشارع الأمريكي، الأمر الذي جعل أوباما يحصل على أكثر من 70% من أصوات الناخبين في ولاية ألينوي بما جعله يحقق فوزاً كاسحاً على خصومه في انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي.. كذلك استطاع أوباما تمديد شعبيته في أوساط الشباب الأمريكي بسبب معارضته العلنية الشديدة للحرب على العراق. استطاع أوباما الحصول على تأييد ودعم الكثير من الشركات والمنشآت الاقتصادية الأمريكية بسبب تأييده الشديد لسياسات الاقتصاد الحر وعدم فرض القيود على تدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة.
وعموماً نقول: إن المنافسة المحتدمة بين هلاري كلنتون وباراك حسين أوباما، من أجل الحصول على تأييد الحزب الديمقراطي، هي منافسة تقوم على توازن غريب: فالقائلون بأن فرصة فوز هيلاري كلنتون كبيرة باعتبارها (بيضاء) تقف في مواجهة مرشح (أسود).. يصدمون بمشكلة أنها امرأة، وهو أمر قد لا يجد القبول في الشارع الأمريكي الذي يعتمد العنف الذكوري منهجاً في كل شيء.
أما القائلون بأن فرصة باراك حسين أوباما في الفوز على السيدة هيلاري كلنتون كبيرة، لأنه رجل يتمتع بتأييد الشباب ورجال الدين والكثير من الشركات، يصطدمون بمشكلة أنه (أسود) يقف في مواجهة مرشح أبيض في المجتمع الأمريكي الذي مازال يعتمد العنصرية أساساً لتعاملاته.
أما الرأي اللافت للنظر، والمثير للدهشة، فيقول بان يد اللوبي الإسرائيلي الخفية قد لعبت يماكينة الحزب الديمقراطي الأمريكي بحيث يكون مرشحه للرئاسة الأمريكية رجل أسود أو امرأة بيضاء، وبالتالي تكون فرصة الحزب الجمهوري في الفوز كبيرة لأن مرشحه سوف يكون رجلاً أبيض.. وهو ما ظل يفضله الرأي العام الأمريكي طوال تاريخه السابق، ولا غرابة في أن يكون هذا المرشح الأبيض يهودياً هذه المرة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...