اليمن: عبدالله صالح يعرض إصلاحات دستورية والمعارضة ترفض

10-03-2011

اليمن: عبدالله صالح يعرض إصلاحات دستورية والمعارضة ترفض

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الخميس خططا لتغيير دستور البلاد والانتقال من النظام الجمهوري إلى "النظام البرلماني"، لكن المعارضة سارعت على الفور إلى رفض المبادرة ووصفتها بأنها قد "تجاوزها الواقع".
ففي خطاب متلفز نُقل على الهواء مباشرة، قال عبد الله صالح إنه سيجري تنظيم استفتاء عام في البلاد خلال العام الجاري على عدة إجراءات، من بينها قانون انتخابات جديد.سارعت المعارضة على الفور إلى رفض المبادرة ووصفتها بأنها قد "تجاوزها الواقع".
وقد قطع التلفزيون اليمني الحكومي برامجه المعتادة لينقل كلمة الرئيس، والتي استمع إليها أيضا حشد كبير من أنصاره الذين كانوا قد تجمهروا في العاصمة صنعاء.

وقال عبد الله صالح في خطابه: "إن الإصلاحات تعني حكومة مُنتخبَة من قبل البرلمان وأن تكون بيدها السلطات التنفيذية للبلاد".
كما أعلن أيضا عن مجموعة إجراءات أخرى لتسريع لا مركزية السلطات في البلاد.

وتعهَّد بحماية المتظاهرين، قائلا: "لقد أمرنا قوات الأمن بمواصلة تأمين الحماية لكافة المتظاهرين، سواء أكانوا مناصرين لشرعيتنا، أم من المعارضة".
وجاءت تعهدات الرئيس اليمني بعد أسابيع من اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام حكمه الذي بدأ قبل نحو 32 عاما.

وقد أسفرت المواجهات حتى الآن عن وقوع حوالي 30 قتيلا ومئات الجرحى. وكان آخر ضحاياها شخصان قُتلا الأربعاء.

لكن المعارضة رفضت العرض الذي تقدم به عبد الله صالح باعتباره "متأخرا"، واعتبرته تكرارا لأحاديثه السابقة، وتمسكت بمطلب واحد، وهو رحيل النظام.

وقال محمد الصبري، القيادي في "تجمع أحزاب اللقاء المشترك" الذي يطالب برحيل عبدالله صالح: "إن مبادرة الرئيس تجاوزها الواقع".

في غضون ذلك، أعلنت المعارضة عن عزمها تنظيم مظاهرات حاشدة يوم الجمعة.
وكان عبد الله صالح قد قال في وقت سابق إنه لن يترشح لفترة رئاسية أخرى عندما تنتهي ولايته الحالية عام 2013، لكنه أكَّد في وقت لاحق أنه سوف يحمي "شرعيته".

اضطرابات اليمنيُشار إلى أن اليمن هي واحدة من عدة بلدان عربية شهدت وتشهد انتفاضات شعبية واضطرابات ضد أنظمة الحكم فيها، وكانت فاتحتها انتفاضتان شعبيتان في كل تونس ومصر أطاحتا برئيسي البلدين في السابع عشر من يناير/كانون الثاني والحادي عشر من فبراير/ شباط الماضيين، على التوالي.

وقد شارك الآلاف من اليمنيين في المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدن البلاد المختلفة، بما فيها العاصمة صنعاء، حيث طالب المتظاهرون بوضع حد لمظاهر الفساد ومعالجة البطالة، وطالبوا بتنحي الرئيس عبد الله صالح عن الحكم.

وقد واجهت شرطة مكافحة الشغب وأنصار الرئيس عبد الله صالح المتظاهرين بالعنف، إذ حملوا الأسلحة والسكاكين وأنواع أخرى من وسائل القمع ضدهم.

وقد فتحت قوات الأمن النار على المشاركين في مظاهرة حاشدة خارج جامعة صنعاء يوم الثلاثاء الماضي، إذ لقي شخص حتفه وأُصيب أكثر من 80 شخصا آخر بجروح خلال المواجهات.
يُذكر أن الجمهورية اليمنية الحالية كانت قد قامت عام 1990 بعد عودة توحيد شطري البلاد: "اليمن الشمالي" و"اليمن الجنوبي".

وكان عبد الله صالح قد ترأس منذ عام 1978 الشطر الشمالي من البلاد، أو ما كان يُعرف قبل الوحدة بـ "الجمهورية العربية اليمنية"، وذلك بعد أن وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري.

وقد شهدت اليمن أول انتخابات رئاسية عام 1999.

وتواجه البلاد حاليا تحديات عدة، منها حركة انفصالية في الجنوب، وخطر القاعدة المنتشرة في أماكن مختلفة من البلاد، وصراعا نشب على فترات متقطعة مع الحوثيين في الشمال، بالإضافة إلى موجة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...