اليمن: غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في عمران

10-07-2014

اليمن: غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في عمران

ما زالت محافظة عمران اليمنية ميداناً للمواجهات بين المقاتلين الحوثيين والقوات الحكومية، ما يعيد إلى الأذهان أجواء الحروب الست التي شهدتها المحافظات الشمالية خلال عهد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وغداة سيطرة الحوثيين، امس الاول، على مدينة عمران، شن الطيران الحربي اليمني سلسلة غارات استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر الشرطة العسكرية، وإدارة الأمن العام، وهي مقرات سيطر عليها أنصار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بعد قتال عنيف ضد المسلحين التابعين لـ"حزب الإصلاح" ("إخوان مسلمون") وقوات اللواء 310 مدرّع، الذي قتل قائده حميد القشيبي، المقرّب من القائد العسكري النافذ علي محسن الأحمر، الذي يتهمه المعارضون بتحالفه مع "الإصلاح" بزعامة آل الأحمر.
وذكرت مصادر محلية أن عمليات القصف الجوي استهدفت معسكر قيادة اللواء ٣١٠ مدرع، واخرى تابعة في مدينة عمران، التي باتت تحت سيطرة الحوثيين.
وبحسب المصادر المحلية فإنّ القصف جاء بعدما تمكن الحوثيون من سحب جميع المعدات العسكرية من المعسكر، واقتيادها الى جهة مجهولة.
في هذا الوقت، أكد المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام مقتل العميد حميد القشيبي.
يذكر أن القشيبي قاد المعارك ضد الحوثيين في عمران خلال الأشهر الماضية.
وتخرج القشيبي من الكلية الحربية في العام 1977، وعمل في سلاح المدفعية، ثم تدرج في مناصب عسكرية عدّة، حيث تولى قيادة أركان حرب اللواء السادس في منطقة القفلة في عمران، ثم قيادة أركان حرب اللواء الأول مدرع، قبل أن يتسلم قيادة هذا اللواء، الذي تحول اسمه إلى اللواء 310 مدرّع.
ويعد القشيبي أحد القادة العسكريين الأكثر ولاءً لعلي محسن الأحمر، ومن بين أبرز القادة العسكريين الذين أيدوا انشقاق الأخير عن نظام علي عبد الله صالح في العام 2011.
وأشار عبد السلام إلى ان معظم جنود اللواء 310 فروا أو استسلموا، مؤكدا استعداد مجموعته لإعادة المنطقة إلى السلطات اليمنية، من دون أن يحدد شروط ذلك.
يذكر ان اللواء 310 هو لواء مدرع يمني تشكل في العام 1973، كأول لواء عسكري في الجيش اليمني بعد "ثورة 26 سبتمبر"، وقد ضم بداية ثلاث كتائب مزوّدة بدبابات "تي 55 روسية" الصنع، قبل ان يجري ضمه إلى الفرقة الأولى مدرّع، التي يقودها علي محسن الأحمر.
وتدور المواجهات في محافظة عمران، وهي منطقة عمليات اللواء 310، منذ مطلع شباط الماضي، بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، واللواء 310 مدرع في الجيش اليمني والقبائل المساندة له من جهة أخرى.
واحتدمت المعارك في الأيام الخمسة الأخيرة في مدينة عمران نفسها ما أسفر عن مقتل العشرات، في حين أفادت مصادر محلية بأن حصيلة الضحايا يمكن أن تتجاوز 400 قتيل.
وعبـر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن يوهانس فان دير كلاو عن بالغ القلق إزاء التصعيد الأخير في عمران، مشيراً إلى أن "اعمال العنف أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى نزوح آلاف الأسر وأضرّ بالكثير من الأسر الأخرى.. في حين أفادت تقارير عن مقتل أكثر من 200 مدني، بينهم نساء وأطفال"، و"أن آلاف الأشخاص أصبحوا محاصرين داخل مناطق النزاع وغير قادرين على الفرار من القتال".
في هذا الوقت، نفى محافظ عمران محمد صالح شملان، في تصريح لوكالة "سبأ" الرسمية، ما تردد عن مفاوضات جرت بينه وبين الحوثيين لتسليمهم المحافظة من دون مواجهات مسلحة، مشيراً إلى أن تفاصيل ما شهدته مدينة عمران قد أوضحتها اللجنة الأمنية العليا واللجنة الرئاسية المكلفة إنهاء التوتر.
وكانت اللجنة الرئاسية حمّلت الحوثيين المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها محافظة عمران.
وأشارت اللجنة الرئاسية إلى انها التقت، امس الأول بممثلين عن الحوثيين، وبعد نقاش مطول، "تم الاتفاق على ان تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310 ، فيما ينسحب الحوثيون من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة في مقابل الخروج الآمن للواء وقيادته، لكنهم لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه وقاموا بمهاجمة معسكر اللواء وارتكبوا اعمالا مروعة زادت من تأجيج التوتر والاقتتال وترويع المدنيين".
في المقابل، اعتبر المكتب الإعلامي للحوثي أن تقرير اللجنة الرئاسية جاء "متجاهلا للواقع وبعيدا عن الحقيقة ومنحازا مع الجلاد ضد الضحية". وأشار إلى ان "ميليشيات الإصلاح التكفيرية رفضت الاتفاق ومارست كافة الاعتداءات وقصفت (عمران) بمختلف الأسلحة، ما ادى الى وقوع العشرات من الشهداء من النساء والأطفال وتدمير البيوت والمزارع، وهو ما تم تجاهله (من قبل الدولة) برغم نداءاتنا المتكررة".
واضاف المكتب الإعلامي "في اللحظات الأخيرة للأحداث في عمران قدمنا مبادرة على أساس وقف الاقتتال وتأمين خروج آمن لمنتسبي قوات اللواء 310 ولكن للأسف وكالعادة فقد أعلن قائد اللواء استمراره في الحرب والقتال رافضا ما أسماه أي مهادنة أو اتفاق، موضحا أنه سيقاتل حتى آخر جندي".
إلى ذلك، تلقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً من مبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الذي اكد "إدانة مجلس الامن لما قامت به جماعة الحوثي من مهاجمة مدينة عمران والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة الى ترويع المواطنين والامنين وعدم الالتزام باتفاقات وقف اطلاق النار والتهدئة".
كما تلقى الرئيس اليمني اتصالا هاتفيا من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ابلغه فيه إدانة الدول الخليجية لـ"عدوان جماعة الحوثي في محافظة عمران وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية الى التهدئة ووقف اطلاق النار وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية"، حسبما نقلت وكالة "سبأ"..
وكان هادي عاد فجر امس الى اليمن بعد محادثات أجراها مع الملك السعودي عبد الله في جدة، الذي اكد له دعم الرياض للدولة اليمنية على كافة المستويات.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...