تل أبيب تحذر «حزب الله»: الرد سيطال المدنيين والأزمة السورية تريح إسرائيل من خطر حرب تقليدية

06-02-2013

تل أبيب تحذر «حزب الله»: الرد سيطال المدنيين والأزمة السورية تريح إسرائيل من خطر حرب تقليدية

في وقت أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، الجنرال عاموس يادلين، أن الحرب الأهلية في سوريا أزالت خطراً يتهدد إسرائيل، يهدد قادة إسرائيليون بالحرب على لبنان إذا رد «حزب الله» على الغارات في سوريا. ولاحظت افتتاحية صحيفة «هآرتس»، يوم أمس، أن الغموض الرسمي إزاء الغارة على سوريا والتأكيد الضمني من جانب وزير الدفاع إيهود باراك يشهدان على أن غاية التزام الصمت هي منع نقاش جاد في إسرائيل حول جدوى التورط في سوريا.
وفي كل حال حذر قائد في الجيش الإسرائيلي «حزب الله» واللبنانيين من مغبة الرد على أي غارات في سوريا. وجاء التحذير في مقابلة نشرت في العدد الجديد من مجلة «ديفنس نيوز» الدفاعية، عن طريق القول بأن الرد الإسرائيلي سيطال جوهرياً المدنيين اللبنانيين في الجنوب إذا نشبت الحرب مع «حزب الله».
وعزا الضابط الإسرائيلي الكبير هذا التحذير لواقع أنه مع تفكك سيطرة النظام السوري استعدت شعبة التخطيط في هيئة الأركان لتوجيه ضربات وقائية، في حالات الضرورة، بغية إحباط أي مسعى لنقل صواريخ متطورة أو أسلحة كيميائية إلى «حزب الله».
وفي تقرير للمجلة من تل أبيب، نقلت «ديفنس نيوز» عن الضابط الكبير قوله إن «هدفنا هو الردع، وليس شن حرب جديدة في الشمال». وبحسب المجلة، فإن الضابط الكبير رفض الإسهاب في الكلام، لكنه شدد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة «سيناريوهات كثيرة»، إذا رد «حزب الله» على «أي أفعال يمكن أن نتخذها من أجل تأكيد حقنا في الدفاع عن النفس».
وأضافت المجلة أنه فضلاً عن نشر بطاريتي «قبة حديدية» في الشمال مؤخراً، شرع الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي بتجسيد خطة جديدة لإنذار وإخلاء السكان المدنيين في الجنوب اللبناني إذا ما نشبت الحرب.
وأشار الضابط الكبير إلى أن الدروس المستخلصة من حرب «عمود السحاب» في غزة أدرجت في الخطة الجديدة لإخلاء المدنيين في جنوب لبنان وخطط أخرى للعمليات في هذه المنطقة. ولكنه حذر من أنه يستحيل نسخ أحد إنجازات العملية في غزة، أي العدد القليل نسبياً من الضحايا في صفوف المدنيين، إلى العملية المحتملة المقبلة في لبنان. وقال «إننا نواجه مشكلة التوقعات، إذ ليس بوسعنا على الدوام إصابة أهداف بدقة جراحية حينما يقع الهدف المستهدف بعيداً عن آلتنا الحربية، والأمر حينها يتطلب وقتاً أطول».
وأوضح الضابط الكبير أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس ملتزم مبدئياً بنظرية العمليات السريعة ـ الساحقة والدقيقة. لكن الأمر في لبنان مختلف ولا يمكن منع وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، نظراً لواقع انتشار «حزب الله» في حوالي 160 بلدة وقرية شيعية في جنوبي الليطاني. وأضاف إن «حزب الله، في لبنان، يعمل بخلاف حماس. وأن قسماً كبيراً من ترسانته ليس مخزناً في مناطق مفتوحة كغزة. فرجال حزب الله يخزنون أسلحتهم، قصداً، في مبان سكنية من أربعة وخمسة طوابق... وحتى لو اجتهدنا قدر الإمكان لتقليص الأخطار على السكان المدنيين غير الضالعين في القتال، فسوف تقع خسائر في الأرواح».
من جهة ثانية، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال عاموس يادلين إن «الحرب الأهلية في سوريا شطبت عن جدول الأعمال التهديد العسكري التقليدي الأخطر الذي يحدق بإسرائيل، فالجيش السوري لم يتبق منه سوى ظل قدرته الأصلية».
وأضاف في مؤتمره الصحافي أمس الأول، الذي عرض فيه التقدير الاستراتيجي للعام 2013 الصادر عن «مركز دراسات الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، الذي يرأسه، أنه «يوجد ميل للمبالغة في شدة الخطر المحدق بإسرائيل من مناطق الجبهة التي نشأت مؤخراً على حدودنا مع سوريا ومصر؛ كما أن السنة المقبلة ليست بالضرورة سنة حسم بالنسبة لإيران، فالكثير يتعلق بقدرة الأسرة الدولية على عرض صفقة على إيران تقنعها بتجميد برنامجها النووي».
وأضاف يادلين، عن سوريا، أن جيشها «يسحق نفسه. قدرته التنفيذية للعمل ضد اسرائيل تهبط مع كل اسبوع يمر»، معتبراً أن «هذا تطور إيجابي في الجانب العسكري، ولكن في الجانب السياسي ايضاً. فالمحور الراديكالي ضد إسرائيل ـ من طهران، الى دمشق، الى بيروت والى غزة ـ آخذ في التحطم».
وقدّر يادلين بأن سوريا في اليوم التالي لسقوط نظام الأسد ستكون منشغلة بإعادة بناء نفسها، ولهذا فإن القوة العسكرية للدولة، بعدما تآكلت في الحرب الأهلية، «ستوجه الى الداخل وليس الى الخارج. يوجد هنا تحسن في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل» ويشكل «الفرصة الأكبر». وفي نظره لن يهم هنا إذا كانت سوريا سنية متطرفة أو دولة مقسمة إلى عدة دول لأنها سوف تنشغل بنفسها.
وفي ضوء ضعف التهديد من جانب الجيش السوري، خصوصاً إذا تبين عدم الحاجة الى حل عسكري لمسألة النووي الايراني، يقدر خبراء «مركز دراسات الأمن القومي» أنه بات مطلوباً إعادة النظر في برامج بناء القوة في الجيش الإسرائيلي وتكييفها مع التغييرات في الشرق الاوسط.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...