حرب صواريخ في البقاع اللبناني ومجزرة في عرسال

18-01-2014

حرب صواريخ في البقاع اللبناني ومجزرة في عرسال

عاد البقاع الشمالي إلى واجهة المشهد الامني بعد انهمار الصواريخ أمس على عدد من بلداته، ولا سيما عرسال، التي ادى سقوط عشرة صواريخ عليها إلى مقتل 7 أطفال، 5 منهم أشقاء، وشاب عشريني واكثر من 15 جريحاً.
فقرابة الثانية عشرة ظهراً، وفيما كانت الهرمل تلملم آثار تفجير اول من أمس، تعرض خراج المدينة وقرى القصر والبويضة ورأس بعلبك ومشاريع القاع واللبوة وزبود، إضافة إلى بلدة عرسال، لقصف صاروخي عنيف تسبب في البلدة الاخيرة بمجزرة بعد سقوط 10 صواريخ في حيي الشقف ورأس السرج، أصاب بعضها منزل زاهر الحجيري ما أدى الى مقتل 5 من أطفاله، وطفلين آخرين، وهم محمد ومحمود ويارا وعدلا وسحر زاهر الحجيري وحسنة محمد عز الدين.عناصر الأدلة الجنائية في موقع الانفجار في الهرمل (رامح حمية)

كما قتل عمر عبد المنعم الحجيري واحمد حميد، وسقط اكثر من 15 جريحا، ثلاثة منهم في حالة حرجة، عرف منهم ميساء الأطرش وإسراء غدادة وعبد الله وأحمد وحسين وحمزة الحجيري.
وليلاً، سجّل سقوط 10 صواريخ في عرسال بينها 7 في خربة داوود وثلاثة صواريخ في منطقتي العين واللبوة وصاروخ في مشاريع القاع مصدرها الاراضي السورية.
وفيما شيع الشهداء أمس وسط حال من الحزن والغضب، أكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان «أن مناطق سهل رأس بعلبك، الكواخ والبويضة ــــ الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، تعرضت لسقوط 20 صاروخاً وقذيفة، مصدرها الجانب السوري، وقد أدى بعضها إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين في بلدة عرسال، إضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات». وبرغم الاشارة الواضحة في البيان الى أن مصدر الصواريخ الاراضي السورية، اتهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري حزب الله باطلاق الصواريخ من مواقعه عند اطراف اللبوة، رداً على صواريخ المعارضة السورية التي تطلق على قرى الهرمل واللبوة. وحمّل، في اتصال مع «الأخبار»، الحزب «مسؤولية دم الاطفال الذين سقطوا». ودعا «الدولة اللبنانية الى ان تحمينا، او تدعنا نحمي أنفسنا»، نافيا ان يكون مصدر الصواريخ من داخل الاراضي السورية.
ونفى «حزب الله» في بيان له نفيا قاطعا «الاتهامات الخطيرة» التي وجهها الحجيري. وقالت مصادر في الحزب لـ «الأخبار» ان «هذه الصواريخ كما التي سقطت على اللبوة والهرمل، هي من قبل المجموعات التكفيرية. وربما قصر مداها فسقطت في عرسال، او ان الهدف منها اشعال فتنة مذهبية». وعلمت «الأخبار» أن الجيش وحزب اللعه يعملان جدياً على تحديد مصدر القصف، بمعزل عن غضب الأهالي، لدرس امكان تسلل مجموعات ارهابية الى الاراضي اللبنانية لايقاع الفتنة بين عرسال وجاراتها.
وكان لافتاً، نشر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لـ «داعش» بياناً يعلن تبنّي التنظيم لقصف بلدة عرسال. وجاء في البيان: «(فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ). بعد تمادي جماعات ما يسمى بالجيش الحر في عرسال في تضييق الخناق على الإخوة في الدولة الإسلامية في العراق والشام - ولاية لبنان. قامت ثلة من مجاهدينا بدك معاقل الجيش الحر في بلدة عرسال. وإذ نحذر العناصر العلمانية في بلدة عرسال من مغبة التمادي في أعمالهم تحت طائلة إنزال أشد العقاب نطالبهم بالعودة سريعا إلى رشدهم ودينهم والتمسك بكتاب الله ووحيه».
وقد شهد عدد من المناطق في بيروت وطرابلس وعكار اعتصامات محدودة وقطع طرق تضامناً مع عرسال، كما صدرت ردود فعل استنكرت القصف على البقاع. وحذر رئيس الجمهورية ميشال سليمان «من مغبة التمادي في التورط في تداعيات الازمة السورية، ما بات يمثل ثمنا باهظا يدفعه اللبنانيون من عيشهم المشترك، ومن املاكهم وارزاقهم». ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي القصف الذي استهدف عرسال وقرى وبلدات لبنانية اخرى، ورأى الرئيس سعد الحريري أن «الصواريخ القاتلة والإرهابية، مهما كان مصدرها، ترمي إلى أمر واضح وهو الفتنة وترويع المواطنين الأبرياء». وأعرب عن ثقته «بأن أهالي عرسال الصامدين سيفوتون الفرصة على الفتنة المنبوذة».
ورأى رئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة ان«النظام السوري تعمد اكثر من مرة خرق السيادة اللبنانية والاعتداء على بلدة عرسال وغيرها من البلدات اللبنانية الامنة»، وطالب بتحقيق شفاف وسريع لتحديد اماكن انطلاق القصف على البلدة، ورأى ان «الحل الجدي الوحيد يكون بانتشار الجيش بمساندة قوات الطوارئ الدولية لضبط الحدود وقمع التجاوزات وانسحاب حزب الله من القتال في سوريا».
على صعيد آخر، استمر الطوق الأمني حول مكان التفجير الانتحاري الذي شهدته الهرمل أول من امس لمتابعة التحقيقات وجمع أدلة إضافية، فيما أرجئ تشييع الشهيد حسين عمرو إلى اليوم. وبينما منعت القوى الأمنية المواطنين من الاقتراب من مكان الجريمة، سمحت لأصحاب المحال التجارية والعيادات الطبية المتضررة، والمسؤولين عن مصرفي «سوسيتيه جنرال»، و«اللبناني للتجارة»، بمرافقة مهندسي مؤسسة جهاد البناء بغية مسح الأضرار وتسجيلها.
وأعلنت بلدية الهرمل التضرر الكلي لعشر سيارات، والجزئي لـ22 سيارة أخرى، وأضراراً جسيمة في مصرف وصيدلية له واستديو التصوير، فضلاً عن أضرار جزئية في مدرسة وسائر مكاتب السرايا الحكومية وحوالى 14 محلاً و20 منزلاً و20 شقة.

رامح حمية, أسامة القادري

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...