شهيـدان وجـريحـان فـي غـارة إسـرائيليـة

17-03-2011

شهيـدان وجـريحـان فـي غـارة إسـرائيليـة

عمدت إسرائيل إلى تصعيد الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، امس حيث استشهد مقاومان فلسطينيان وأصيب مدنيان في غارة شنتها طائراتها على شرقي مدينة غزة، فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده للتوجه إلى قطاع غزة فورا لتحقيق الوحدة بين الفلسطينيين، الدخان يتصاعد من المجمع الأمني في غزة بعد إغارة الطيران الإسرائيلي عليه أمس وذلك بعد يوم واحد من تحركات شعبية واسعة تدعو إلى إنهاء الانقسام المستمر منذ أربع سنوات، في خطوة قابلتها حركة حماس بالترحيب، مؤكدة بدء الترتيبات لهذه الزيارة.
وقال المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبو سلمية أن فلسطينيين استشهدا وأصيب اثنان آخران، في غارة شنتها طائرات الاحتلال على موقع أبو جراد التابع لقوات الأمن الوطني التابعة لحماس في حي الزيتون في غزة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، «استشهاد مجاهدين من كتائب القسام جراء قصف صهيوني استهدف موقع أبو جراد»، موضحة أن الشهيدين هما عدنان اشتيوي (27 عاما) من حي الزيتون، وغسان أبو عمرو (23 عاما) من حي الشجاعية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت «مركزا ناشطا للإرهاب».
وقال عباس، في كلمة ألقاها خلال اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله، «إنني على استعداد للذهاب إلى غزة غدا من اجل إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مستقلة للتحضير فورا للانتخابات التشريعية والرئاسية»، موضحاً «لا اذهب من اجل أن نتحاور بل من اجل أن نتفق على حكومة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال ستة أشهر أو في اقرب وقت ممكن».
وأضاف «تأكيدا مني على الإصرار والحرص الصادق لإنهاء الانقسام، وفتح صفحة جديدة في العلاقات، واحتراما وتقديرا لجماهير شعبنا الذي خرج في كل مكان بعفوية، أتقدم لأبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، ولحركة لحماس تحديدا، بمبادرة جديدة لم أتشاور فيها مع احد»، معرباً عن استعداده لتأجيل تشكيل الحكومة الجديدة التي يجب أن تكون جاهزة خلال الأسبوع المقبل «إذا وصلنا غداً أو بعد غد إلى اتفاق».
وأكد عباس عدم رغبته في ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلا إن «الوحدة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار. إنني أريد تسليم الأمانة وأنا مطمئن البال. فقد ذكرت مرارا في الماضي، واكرر اليوم، أنني لن أرشح نفسي للانتخابات».
ودعا عباس «الأخ إسماعيل هنية»، رئيس الحكومة الفلسطينية المقال، إلى «إجراء الترتيبات مع الفصائل وفعاليات شعبنا في القطاع. وأدعوه إلى الخروج معهم لاستقبالي عند معبر بيت حانون خلال يومين، ثلاثة، أربعة لكي نطوي صفحة هذا الانقسام». كما حث حركة حماس على «عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية لإنهاء الانقسام، والوقوف موحدين في مواجهة أخطار تلحق أضرارا بالغة في قضيتنا».
وكان هنية دعا، أمس الأول، عباس، إلى زيارة غزة لبدء حوار شامل بشأن الوحدة، علماً بأن الرئيس الفلسطيني لم يقم بأي زيارة للقطاع منذ أن سيطرت عليه حماس في العام 2007.
ورحبت الحكومة الفلسطينية المقالة بـ»استجابة أبو مازن (عباس) لمبادرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية»، مشيرة إلى أنها «تدرس حاليا الترتيبات اللازمة لتحقيق هذه الاستجابة».
كذلك، رحب المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري بمبادرة عباس، معتبراً أنها «خطوة متقدمة» لتحقيق المصالحة. وشدد على أن «حماس لا تضع شروطا لإنهاء الانقسام، ولكنها تعتبر الحوار مدخلا لإنهاء هذا الانقسام، ومن هنا جاءت مبادرة هنية لدعوة الرئيس عباس للقاء في غزة أو أي مكان آخر».
من جهته، قال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب إن «مبادرة عباس فرصة تاريخية لن تتكرر، وهي تستجيب لكل الاستحقاقات التي تجعل جميع الفلسطينيين يستجيبون للمصالحة، وهي مبادرة خالية من كل التدخلات الخارجية»، معتبراً أن «الكرة الآن في ملعب حماس التي عليها الارتقاء إلى مستوى هذه المبادرة العملاقة التي تضع النقاط على الحروف لكل من له انتماء فلسطيني لانجاز وحدة الوطن ووحدة القيادة ووحدة الشعب».
بدوره، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح «نرحب بهذه المبادرة ونعتبرها خطوة متقدمة، ونعتقد أن حل المشكلات الداخلية تجاوز اللقاءات الثنائية لان الحوار المباشر والشامل هو الأساس والضمانة لإنهاء الانقسام»، فيما اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية قيس عبد الكريم أن مبادرة عباس «خطوة جيدة لكنها لا تغني عن اجتماع عاجل للجنة العليا للفصائل التي اتفق عليها في القاهرة، والتي تضم الأمناء العامين للفصائل لإقامة حوار جدي، وصولا إلى إجراء الانتخابات».
أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي فقال «نحيي هذه الخطوة الايجابية ونأمل في أن تؤدي إلى تجاوز الانقسام وإنهائه، وان تخرج بنتائج سريعة، ونأمل تجاوبا ايجابيا من الجميع، لكن على الحملة الشعبية الضاغطة أن تتواصل لإنهاء الانقسام».
في هذا الوقت، اقتحمت عناصر من أجهزة الأمن والشرطة التابعة لحماس جامعة الأزهر في غزة، واشتبكت بالأيدي مع طلاب كانوا يتظاهرون داخل الحرم الجامعي للمطالبة بإنهاء الانقسام.
وتظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس الأول في غزة ورام الله للمطالبة بإنهاء الانقسام. وانتهت التظاهرات في غزة بقمع قوات الأمن التابعة لحكومة حماس للمشاركين فيها، ومن بينهم صحافيون.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...