صفقة أمريكية – روسية تحرم إيران من اليورانيوم الروسي المخصب

11-02-2008

صفقة أمريكية – روسية تحرم إيران من اليورانيوم الروسي المخصب

الجمل: تقول التسريبات الواردة اليوم بأن الخبير الروسي سيرجي كيريينكو قد غادر موسكو في رحلة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن استغرقت يوماً واحداً ثم عاد بعد ذلك إلى موسكو!!
* من هو سيرجي كريينكو؟ ولماذا زار واشنطن؟
المحلل بهادرا كومار، السفير الهندي السابق في أوزبكستان وتركيا، كتب تحليلاً في إحدى صحف هونغ كونغ أشار فيه إلى النقاط التالية:
• سيرجي كيريينكو هو مدير مؤسسة «روساتوم» وهي الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة النووية، ويعتبر كيريينكو حالياً صاحب أرفع "منصب نووي" في روسيا.
• غرض الزيارة كان الاتفاق وعقد صفقة نووية روسية – أمريكية تتعلق بالملف النووي الإيراني.
• السرعة التي أُنجزت بها الزيارة كانت بسبب نجاح موسكو في الحصول على موافقة واشنطن على مطلب ظلت موسكو تسعى إليه طويلاً، وما أن وافقت واشنطن حتى هرعت موسكو على عجل لإتمام الصفقة قبل أن تغير واشنطن رأيها.
* ما هي الصفقة؟
التقى رجل روسيا النووي الأول سيرجي كيريينكو على عجل في واشنطن وزير التجارة الأمريكي كارلوس غوتيريز ووقعا اتفاقية تجارية تسمح لروسيا بيع صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة. كما تسمح الاتفاقية لموسكو بالقيام مباشرة ببيع صادرات اليورانيوم المخصب إلى المنشآت النووية الأمريكية، دون حاجة إلى موافقة الحكومة الأمريكية المسبقة. علماً بأن مثل هذا الإجراء كان في الماضي من غير الممكن القيام به بسبب القواعد التي ظلت تفرضها هيئة تخصيب اليورانيوم الأمريكية والتي كانت تستبعد روسيا كمصدر لوارداتها من اليورانيوم المخصب. أما حجم الصفقة فقد يكون بين 5 إلى 6 مليار دولار ستحصل عليها روسيا، وبحلول العام 2014م، أي بعد 6 سنوات تقريباً، فإن واحداً من بين كل خمسة مفاعلات نووية أمريكية سيكون تشغيله معتمداً على اليورانيوم المخصب الروسي. بكلمات أخرى، فإن 20% من المفاعلات الأمريكية سوف لن تعمل إذا لم تصلها إمدادات اليورانيوم المخصب الروسي.
* الأبعاد غير المعلنة في الصفقة:
تقول المعلومات والتقديرات الإحصائية بأن التوقيع على هذه الصفقة معناه أن 60% من إجمالي اليورانيوم المخصب الروسي سيذهب إلى أمريكا، وهذا يعني أيضاً:
• أن روسيا سوف لن تستطيع استهلاك ما يتجاوز الـ40% من إجمالي إنتاجها من اليورانيوم المخصب.
• ليس هناك ضمان من أن لا تقوم الولايات المتحدة باستغلال الـ60% من اليورانيوم الروسي المخصب في إنتاج المزيد من القدرات النووية.
وبعملية حسابية بسيطة نرى أن:
• القدرات النووية الأمريكية سوف تتلقى إمداداتها العادية من اليورانيوم المخصب إضافة إلى 60% من القدرات الروسية.
• ستكون قدرة روسيا على استخدام اليورانيوم المخصب ضمن حدود 40% للخمس أو الست سنوات القادمة على الأقل. إلى حين رفع وتطوير الروس لقدرات وتكنولوجيا تعدين وتخصيب اليورانيوم.
وما هو هام يتمثل في أن تنفيذ هذه الصفقة معناه أن إيران لن تستطيع الحصول بسهولة على حاجاتها من اليورانيوم المخصب الروسي، ولا على حاجياتها من نفايات تخصيب اليورانيوم التي يتم استخدامها في صنع الأسلحة النووية أو في توليد الطاقة الكهربائية. بكلمات أخرى، إن حصول الولايات المتحدة على 60% من اليورانيوم المخصب الروسي ليس معناه أن روسيا فقد 60% من إنتاجها الكلي من اليورانيوم المخصب فقط، وإنما يعني أيضاً حرمان إيران من الحصول على كميات من الوقود النووي. أيضاً، إن الـ40% التي تبقى من اليورانيوم المخصب سوف تغطي بالكاد احتياجات روسيا من اليورانيوم والوقود النووي لمقابلة احتياجاتها المتعلقة بالحصول على الطاقة وبناء قدراتها النووية. فهل تكون أمريكا قد نجحت بالفعل في قطع الطريق على تطور البرنامج النووي الإيراني أم أن الحسابات الإيرانية سوف تتغير بما يؤدي لتأخير حصول إيران على القدرات النووية؟ وفي هذا الخصوص نشير إلى أن الخبراء الإسرائيليين كانوا يقدرون حتى وقت قريب أن إيران سوف تحصل على القدرات النووية بحلول العام 2009م، ولكن مؤخراً وقبل يومين ظهر تقرير استخباري إسرائيلي يقول بأن إيران ستحصل على القدرات النووية بعد 3 أعوام على الأقل، فهل تغيرت التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية بسبب صفقة موسكو – واشنطن النووية الجديدة؟ وهل المماطلة الروسية الأخيرة حول تسليم طهران الوقود النووي هي مماطلة تكمن الصفقة الروسية – الأمريكية الجديدة وراءها؟

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...