في الذكرى الرابعة للحرب: بوش يبحث عن صبر الأمريكيين

20-03-2007

في الذكرى الرابعة للحرب: بوش يبحث عن صبر الأمريكيين

في الذكرى الرابعة للغزو الاميركي للعراق، ناشد الرئيس جورج بوش الشعب الاميركي التحلي بالصبر، واعترف في كلمة مقتضبة القاها في البيت الابيض، بأنه بعد أربع سنوات من بدء الحرب "لا يزال القتال صعبا، لكن الانتصار ممكن"، وطالب الكونغرس بالمصادقة على الموازنة الخاصة التي طلبها لتمويل العمليات العسكرية من دون تعديلات، وعدم ربط المصادقة عليها بجدول زمني لسحب القوات في خريف 2008.
وحذر من ان الانسحاب السريع الذي يطالب به بعض اعضاء الكونغرس من الحزب الديموقراطي، ونسبة متزايدة من الاميركيين، سيؤدي الى "نتائج مدمرة".
وكان بوش قبل كلمته القصيرة قد اجرى اتصالا بالفيديو عبر الاقمار الاصطناعية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بعدما عقد اجتماعا مع مساعديه الكبار وخصوصاً وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي، شارك فيه ايضا بالفيديو من بغداد قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيترايوس والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد.
واتسمت نشاطات الادارة الاميركية في هذه الذكرى بالتواضع، ولم تكن كلمة بوش على جدول اعماله. واعطيت مهمة مناقشة الحرب مع وسائل الاعلام لرايس التي تحدثت الى شبكات التلفزيون الرئيسية الثلاث في برامجها الصباحية.
وقال بوش ان المالكي، والجنرال بيتريوس شددا على ان الخطة الامنية الجديدة في بغداد، التي تطبق حاليا بعد بدء وصول التعزيزات العسكرية الاميركية، التي من المتوقع ان تبلغ اكثر من 30 الف جندي، "لا تزال في مراحلها الاولية، والنجاح سيتطلب اشهراً وليس اياماً او اسابيع". واضاف: "ومع ذلك المسؤولون على الارض يرون بعض المؤشرات الواعدة"، في اشارة الى نشر قوات عراقية جديدة في العاصمة، وغياب القيود السابقة التي كانت السلطات العراقية تضعها للقوات الاميركية مثل عدم دخول مدينة الصدر وغيرها.
وجاء كلام الرئيس الاميركي على خلفية استطلاعات للرأي أظهرت ان الغالبية الساحقة من الاميركيين ترى ان قرار غزو العراق كان خطأ فادحا، وبعد استطلاعات دولية اظهرت ان امال العراقيين في غد افضل بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين قد تبخرت وحلت محلها مشاعر الخوف والاحباط والغضب بسبب تفاقم العنف وغياب الاستقرار.
وأوضح بوش ان المهمة الملحة الان هي مساعدة العراقيين في السيطرة على عاصمتهم، وقال ان عمليات تدريب القوات العراقية مستمرة كي تتحمل في النهاية المسؤولية الكاملة عن حماية امن العراقيين. وذلك ان القوات العسكرية المشتركة الاميركية والعراقية تقوم بعمليات نشيطة وصدامية ضد المتطرفين السنّة والشيعة وعناصر تنظيم "القاعدة"، وانها نجحت في تدمير مراكز لتفخيخ السيارات ومخازن للاسلحة. لكنه شدد على ان العمليات لا تزال في بداياتها، وأقل من نصف الجنود الجدد قد وصلوا الى بغداد. وكرر ان "الاستراتيجية الجديدة ستحتاج الى مزيد من الوقت قبل ان تظهر نتائجها. وستكون هناك ايام جيدة، وسوف تكون هناك ايام سيئة امامنا مع تقدم الخطة الاستراتيجية".
وبعدما تطرق الى الاجراءات والقرارات السياسية التي اتخذتها حكومة المالكي مثل اقرار قانون لتوزيع عائدات النفط وتخصيص عشرة مليارات دولار لاعادة بناء بغداد، قال ان على العراقيين ان يحققوا الاهداف المحددة التي وضعوها لانفسهم سياسيا واقتصاديا.
ولدى دعوته الكونغرس الى المصادقة على المخصصات المالية التي طلبها لتمويل الحرب، من دون قيود او شروط، نبّه الى ان انسحاب القوات الاميركية من بغداد قبل احلال الاستقرار والامن فيها، سيؤدي الى "انتشار العنف في جميع انحاء البلاد، ومع مرور الوقت سيلف هذا العنف المنطقة بكاملها، وسيبرز الارهابيون من هذه الفوضى بملجأ في العراق لاستبدال الملجأ الذي كانوا فيه في افغانستان، والذي استخدموه للتخطيط لهجمات 11 ايلول... ومن اجل أمن الشعب الاميركي، لا نستطيع ان نسمح بحصول ذلك".
واعترف بان "النجاح في العراق لن يكون سهلا، ويقول الجنرال بيتريوس ان المناخ في العراق هو الاكثر تحديا الذي واجهه خلال اكثر من 32 سنة من الخدمة العسكرية". وبعدما أكد ان الانتصار ممكن، ربط ذلك بالتحلي بالشجاعة والصبر.

وواصلت رايس في مقابلاتها التلفزيونية تبرير قرار غزو العراق وتبرير الحرب واسقاط صدام حسين ونظامه لانه كان "رجلا خطيرا في اكثر مناطق العالم خطورة"، وان اعترفت بارتكاب بعض الاخطاء ومنها عدم ارسال عدد كاف من الجنود لاحلال الاستقرار بعد سقوط بغداد، ورأت ان استراتيجية الجنرال بيترايوس الراهنة "توفر المجال لاعطاء العراقيين فرصة جديدة لتحقيق الوفاق السياسي". كذلك اعترفت بان الوضع على الارض في العراق كان اصعب مما توقعته عندما بدأت الحرب، وبشكوك الرأي العام الاميركي في الحرب ونتائجها، وتحدثت عن التضحيات البشرية الا انها لفتت الى انه "لا يمكن تحقيق أي شيء ذي قيمة من دون تضحيات، لكنني اعتقد ان هذه التضحيات ستؤدي الى شرق أوسط أفضل، والى أمن أوسع لاميركا، وهي تواصل حربها على الارهاب".

هشام ملحم

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...