لماذا يخسر القطاع الصناعي في سوريا؟

10-01-2007

لماذا يخسر القطاع الصناعي في سوريا؟

حسب المعطيات والتقارير الرسمية فإن سورية من أهم الخاسرين في المجال الصناعي بين دول المنطقة فقد كانت تمتلك مركزاً متوازناً ومنافساً في مطلع التسعينيات.

إلا أنها تراجعت منذ ذلك الحين حيث خسرت موقعها في الصادرات المصنعة خاصة في قطاعات ذات القيمة المضافة العالية والتكنولوجيا المعقدة واستمرارها بالتخصص في الصناعات ذات القيمة المضافة المنخفضة يهدد بانخفاض أرباحها حتى لو حافظت على حصتها في السوق. كما لم يكن الأداء جيداً في الصناعات التصديرية لأنها لم تتمكن من الارتقاء في حلقات سلسلة القيمة ففي السنوات الماضية عانت من تراجع مستوى التكنولوجيا في الانتاج والصادرات بحيث تحولت الى مورد للسلع ذات القيمة المضافة المنخفضة وليست كل قطاعات الصناعة التحويلية متكافئة في مزايا النمو، فعلى المدى الطويل تميل الأنشطة كثيفة التكنولوجيا (متوسطة وعالية) الى النمو بصورة متسارعة في التجارة والانتاج وتوفير فرص أكبر للتعليم ونمو مستدام في الانتاجية ومزايا أخرى تعم وتتوزع على كافة القطاعات الاقتصادية كما أنها تميل الى تحقيق درجات أعلى في القيمة المضافة أما هيكلية الصادرات السورية فإنها أقل تعقيداً في المحتوى التكنولوجي حيث انخفضت حصة المنتجات متوسطة وعالية التكنولوجيا من اجمالي الصادرات المصنعة من 28% عام 1999 الى 1% فقط عام 2002 وانعكس ذلك بشكل سلبي خصوصاً على قطاعي العطور ومساحيق التجميل اللذين انخفضت صادراتهما بقيمة 500 مليون دولار خلال 10 سنوات وتعرضت الصناعات الصيدلانية لنفس الضربة فتراجعت صادراتها من 35 مليون دولار عام 2000 الى 3 ملايين دولار عام 2002 وبالمحصلة تخسر سورية حصصها في الاسواق العالمية في كافة قطاعات الصناعات التحويلية. ‏

وحسب ما أظهرته تقارير رسمية صادرة عن وزارة الصناعة فإن أداء الصادرات السورية في الاسواق الاوروبية والعربية مخيب للآمال. فرغم قرب أسواق الاتحاد انخفضت الصادرات المصنعة بمعدل 6،2% سنوياً ولم يكن الأداء في الوطن العربي أفضل إذ نمت بمعدل 1.6% سنوياً. ونمت المستوردات المصنعة من الاتحاد الاوروبي بسرعة حيث ازدادت من 80% من اجمالي المستوردات السورية الى 82% خلال السنتين الأخيرتين. وهناك اشارات واضحة على تزايد اعتماد سورية على الاتحاد الاوروبي في مستورداتها من السلع النهائية. كذلك ازدادت المستوردات من الدول العربية خلال السنوات الاخيرة بشكل هائل أكثر من 80% من المستوردات السورية منتجات مصنعة 92% من الدول غير الاعضاء في السوق العربية المشتركة. ‏

ورغم الغنى بالموارد فإن سورية مستوردة صافية للمنتجات المصنعة بما في ذلك الاسمنت والجص ومواد البناء ومخلفات المعادن، كما يتم استيراد منتجات تكرير النفط. ‏

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...