ما هي أبرز الدلائل على فشل مؤتمر أنا بوليس للسلام

17-10-2007

ما هي أبرز الدلائل على فشل مؤتمر أنا بوليس للسلام

الجمل: بدأت تتزايد الإشارات المتضاربة في أمريكا وإسرائيل حول مصير انعقاد مؤتمر السلام الدولي الخاص بملف الصراع العربي – الإسرائيلي، والذي دعت إليه إدارة بوش، وحددت مبدئياً –كما أشارت التسريبات الإسرائيلية من قبل- يوم 26 تشرين الثاني القادم موعداً لانعقاده بمدينة أنابوليس بولاية ميرلاند الأمريكية.
* أبرز الإشارات المتضاربة:
بدأت تظهر اليوم بشكل متواتر التصريحات التي يحمل مضمونها المزيد من الإشارات المتضاربة حول مصير انعقاد المؤتمر، ويمكن استعراض أبرز هذه الإشارات على النحو الآتي بحسب المصادر:
* صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: نشرت تقريراً يقول بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قابلت نظيرها المصري أبو الغيط في القاهرة، وقد وعد الوزير المصري وزيرة الخارجية الأمريكية بأن مصر تؤيد وتدعم مؤتمر قمة أنابوليس الأمريكية.
* صحيفة هاآرتس الإسرائيلية: نشرت تقريراً وتحليلاً وتصريحات حول مؤتمر أنابوليس للسلام:
* التقرير: وحمل عنوان "رايس: تحديد موعد القمة يعتمد على إحراز التقدم الفلسطيني - الإسرائيلي"، حيث أشار التقرير إلى أنه من المرجح  أن يتم تأجيل اجتماع قمة أنابوليس إلى حين اكتمال إعداد الوثيقة المشتركة حول مستقبل اتفاق السلام، والتي يقوم الفريقان التفاوضيان الإسرائيلي والفلسطيني بالحوار حول كيفية إعدادها.
* التحليل: وحمل عنوان "إعلان أنابوليس كان خطأً" وما هو جدير بالاهتمام والملاحظة أن هذا التحليل تم إعداده بواسطة الصحيفة نفسها، ويقول التحليل بأنه من الوهلة الأولى، كانت قواعد اللعبة واضحة، بحيث كانت وزيرة الخارجية الأمريكية تريد إرغام الأطراف من أجل تسريع وتعجيل اجتماعهم وتطوير وترقية إدراكهم، ولكن -رايس- قد انتهى بها الأمر إلى أن تكون ضحية تكتيكاتها المتعلقة باستخدام الذراع القوية...
يقول التحليل أيضاً: بإمكاننا البدء من النهاية: لقد كان خطأً، ولم يكن ضرورياً قرار عقد مؤتمر قمة سلام إسرائيلي – فلسطيني في أنابوليس، أو حتى "لقاء" كما يتشدد الأمريكيون في تسمية الموضوع، كذلك يشير التحليل إلى أن الخلاف حول موضوع "الجدول الزمني" سوف يكون هو السبب الرئيسي المباشر لإفشال الإعلان المشترك الإسرائيلي – الفلسطيني..
هذا، ويخلص التحليل إلى أن الكثير من المراقبين والمختصين في شئون الشرق الأوسط، أصبحوا يرون بأفضلية تعليق وتأجيل انعقاد قمة أنابوليس.
* تصريحات: وهي التصريحات الصحفية التي أدلت بها رايس في جولتها الأخيرة، والتي أبرزت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية إدراكها -لأول مرة- للمخاطر التي باتت تهدد انعقاد مؤتمر قمة أنابوليس..
* صحيفة نيويورك بوست: نشرت مقالاً أعده اليهودي الأمريكي، وأحد زعماء جماعة المحافظين الجدد، جون بودوريتز، حمل عنوان "الغثيان الاشمئزازي الأبدي".
تناول بودوريتز مباشرةً موضوع قمة أنابوليس بطريقة غير متفائلة قائلاً: "ومرة أخرى هنا أيضاً، على مشارف مؤتمر سلام شرق أوسط آخر وهذه المرة في أنابوليس.."
"ونحن مرة أخرى أيضاً، مع الساسة الإسرائيليين وهم يسربون التنازلات في الأراضي، والساسة الفلسطينيين وهم يشددون بالصوت العالي بأنهم سوف لن يغيروا مواقفهم..."
يستعرض بودوريتز ما حصل في مدريد 1991م، كامب ديفيد، طابا، خطة شولتز، وخطة روجرز، وينتقد أمريكا بالخط العريض وصريح العبارة عندما يقول: "تحاول أمريكا التوسط بين إسرائيل والعرب بينما لا يوجد هناك أي سبب للاعتقاد بأن معظم العرب لهم أي مصلحة حقيقية في صنع السلام مع إسرائيل.."
ويخلص بودوريتز في نهاية مقاله إلى مهاجمة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس متهماً إياها بالفشل، وواصفاً توجهاتها إزاء عملية السلام في الشرق الأوسط بأنها هي نفس التوجهات التي ظلت دائماً تجلب الكارثة والفشل للسياسة الخارجية الأمريكية ولوزراء الخارجية الأمريكيين..
* ماذا وراء الكواليس:
ظلت إدارة بوش تعمل بجدية خلال الفترة الماضية من أجل إكمال سيناريو مؤتمر السلام، ولكن على ما يبدو فقد كانت هناك مؤامرة داخل المؤامرة، فمؤتمر قمة السلام كان بالأساس معداً من جهة لإقصاء بعض الأطراف العربية المعنية بالصراع والمتمسكة بحقوقها المشروعة مثل سوريا، إضافة إلى تجاهل القوى السياسية التي تنخرط في عمليات الدفاع عن النفس ضد الاعتداءات الإسرائيلية.. ومن جهة أخرى، الانفراد بالأطراف غير المعنية بالصراع والتي أصبحت عملياً خارج المعركة مثل مصر والأردن، إضافة إلى حكومة السنيورة، واستخدامهم في الضغط على السلطة الفلسطينية والأطراف العربية الأخرى، من أجل إعطاء إسرائيل وأمريكا المزيد من المبررات في المضي قدماً في عملية استهداف سوريا وحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي..
ولكن كما يقال، فإن السحر كثيراً ما ينقلب على الساحر وذلك لأن المؤامرة داخل المؤامرة قد أدت إلى تطورات الوقائع والأحداث ودفعهما لتوليد مؤامرة جديدة، بحيث أصحبت عائلة المؤامرة تتكون من الجد: "مؤتمر اجتماع القمة"، الابن: "مؤامرة الإفشال"، والحفيد –المولود المفاجئ- أو فلنسمها: المؤامرة "س".
* المؤامرة "س": محاولة في فك الشفرة الكودية:
من المعلوم أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تخوض خلافاً كبيراً في مواجهة ديك تشيني وجون بولتون، حول المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية التي قدمتها إسرائيل لأمريكا.. ومن المعلوم أن كوندوليزا رايس وإلى جانبها وزير الدفاع روبرت غيتز يقفان إلى جانب الخيار الدبلوماسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني والملف النووي الكوري الشمالي..
فهل يا ترى سوف تعمل جماعة المحافظين الجدد هذه المرة باتجاه توظيف مؤامرة إفشال مؤتمر قمة سلام أنابوليس من أجل "نحر" كوندوليزا رايس واستبدالها بأحد الصقور الذين ينتمون إلى معسكر شن الحرب.. خاصة وأن الفترة المتبقية أمام ولاية إدارة بوش أصبحت مليئة بالأجندة العالقة، والتي هي أجندة أصبحت لا تحتمل النقاش والحوار بسبب ضيق العامل الزمني..
وإذا لم يكن ذلك كذلك، فهل يا ترى أن كوندوليزا رايس قد قررت أن "تنتحر" عندما راهنت على إمكانية نجاح قمة أنابوليس..
وعموماً، لقد أصبحت أيام "كوندي" معدودة في الإدارة الأمريكية، وقد برزت أولى الإشارات في مقال دينيس روس، خبير اللوبي الإسرائيلي ومبعوث السلام الأمريكي السابق، الذي حمل عنوان "مفاتيح كوندي"، وجاءت اليوم صحيفة هاآرتس لتحمل انتقادات الإسرائيليين للوزيرة "كوندي"..
وأصبح السيناريو أكثر وضوحاً في مقال جون بودوريتز، اليهودي الأمريكي، وخبير جماعة المحافظين الجدد البارز.
وعلى ما يبدو فإن التخلص من كوندوليزا رايس، على طريقة "جزاء سمنار" سوف يتيح لجماعة المحافظين الجدد والإسرائيليين الانفراد في ترتيب الأمور في الإدارة الأمريكية بشكل يجد فيه ديك تشيني نفسه طليق اليد في الإمساك بـ "الريموت كونترول" لإدارة لعبة جورج دبليو بوش...


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...