مسألة الاختلاط في المدارس والجامعات السورية

10-03-2008

مسألة الاختلاط في المدارس والجامعات السورية

بمجرد اقترابي منهم ينسحب شابان من المجموعة فوراً، ليتواريا خلف الأشجار يراقبان ما يحدث من بعد.

أربعة شبان يتشاركون مقعداً في حديقة كلية الحقوق الأقدم في جامعة دمشق. أستأذنهم في مقاطعة جلستهم، وأخبرهم بأنني في حاجة الى بضع دقائق استطلع رأيهم في موضوع الاختلاط في الجامعات بين الشبان والفتيات. وقبل أن أكمل الكلمة الأولى واجهتني أبلغ إجابة إذ انسحب شابان من الجلسة لكوني في «منطقة محظورة».

يشكل هذان الشابان مع أمثالهم نسبة لا تقل عن ثلث طلاب جامعة دمشق. يرفضون مبدأ الاختلاط بين الشباب والفتيات في الجامعات والمدارس. وعلى رغم أن النسبة الأكبر تؤيد الاختلاط في الجامعات حيث بلغت 72 في المئة، في المقابل تبقى الأصوات الأخرى تعبر بوضوح عن موقفها الرافض للاختلاط لأنه «يسبب الكثير من المشاكل» أو لأن «مجتمعنا لا يناسبه الاختلاط بين الذكور والإناث». وثمة مبرر آخر لدى أصحاب هذا الرأي بأن «التحصيل العلمي يكون أفضل بغياب الاختلاط».

وعلى النقيض من ذلك يذهب الرافضون للفرز إلى أن وجود شباب وفتيات في قاعات الدراسة «دافع للمنافسة» و «يسمح بالتعرف الى الجنس الآخر في شكل أفضل» وأنه «لبناء مجتمع صحي يجب أن نكون سوية» و «لأننا سواسية لا فرق بين الذكور والإناث».

وترى غنوة الظاهر (22 سنة) الطالبة في كلية الآداب، أن «الإنسان في المرحلة الجامعية ينبغي أن يكون مدركاً لمسؤوليته في التعامل مع الطرف الآخر بالطريقة التي يراها مناسبة له. فالاختلاط فرصة للتلاقي بين نصفي المجتمع، وليس بالضرورة سبباً للمشاكل». وتعتقد زميلتها روز أن «الجامعة هي مؤسسة أكاديمية ولكن أيضاً اجتماعية وتحتاج الى أن يتشارك أفرادها مع بعضهم البعض لتقديم الدعم المتبادل».

ويضع بعضهم «حدوداً» للاختلاط ليكون طبيعياً وغير مبالغ فيه بحيث يبقى مرتبطاً بالحاجة إليه وبإطار «المساعدة في الدراسة»، كما يقول مازن أبو جيب الطالب في كلية الاقتصاد.

وبالانتقال من وسط الجامعات إلى المدارس الثانوية ففي دمشق 98 مدرسة ثانوية بين رسمية وخاصة منها 12 مدرسة مختلطة فقط. ويبلغ إجمالي عدد الطلاب في مرحلة التعليم الثانوي العام في هذه المدينة 38166 طالباً منهم 2603 فقط في المدارس المختلطة وفق أحدث إحصاء لمديرية التربية في دمشق.

وتحدد المدرسة بأنها مختلطة بين الذكور والإناث أو عكس ذلك من خلال قرار تصدره لجنة متخصصة بحسب ما توضح رئيسة دائرة الإحصاء في مديرية تربية دمشق هدى شيخ الشباب. وتضيف: «يتخذ قرار من هذا النوع بحسب حاجة المنطقة السكنية، ثمة مناطق لا يكفي عدد الطلاب فيها لافتتاح ثانويتين واحدة للذكور وأخرى للإناث لذا تفتتح في هذه الحال مدرسة واحدة مختلطة». وتنفي شيخ الشباب أن يكون التعصب عاملاً يتحكم بقرار تحديد نوع المدرسة مشيرة إلى وجود كثير من المدارس المختلطة في الريف، ومؤكدة على أن حاجة المنطقة هي الأساس.

وفي إطار الحديث عن الاختلاط بين الذكور والإناث في المدارس الثانوية، تبرز تجربة مدارس المتفوقين المختلطة المتواجدة في دمشق وبقية المحافظات السورية والتي يرى القائمون عليها أن «إيجابياتها أكثر من سلبياتها». ويقول مدير ثانوية الباسل للمتفوقين نعمة مسوّح: «تنقلت بين مدارس عدة منها المختلطة وغير المختلطة، ووجدت أن النوع الأول أكثر هدوءاً والتحصيل العلمي فيه أفضل، نتيجة المنافسة بين الذكور والإناث». ويضيف: «الاختلاط يخلق نوعاً من الأخوة بين الفتيات والشباب مما يقلص الهوّة بين الجنسين».

وتؤيد رهف جباوي تلميذة الأول الثانوي هذا الرأي مشيرة إلى أن مدرستها المختلطة تجعلها مهيأة أكثر لدخول جو الجامعة في المستقبل. وتقول رهف: «تغيرت نفسيتي بانتقالي إلى هذه المدرسة حيث اختلفت النظرة القاصرة إلى تعامل الشاب مع الفتاة، والتي كانت سائدة في مدرسة الإناث التي درست فيها سابقاً».

ويشكو طلاب هذه المدرسة المختلطة مشكلة واجهتهم من قبل بعض أعضاء الكادر التدريسي، ممن ليسوا مقتنعين بفكرة الاختلاط، وجاؤوا من طريق التعيين وليس الاختيار.

ويقول فراس سعد الدين وهو أحد طلاب الثانوية: «سبب تزمتهم كثيراً من المشاكل إذ أساؤوا التعامل مع الطلاب الذكور والإناث على السواء بتفسيرهم أبسط الأمور ضمن نطاق العيب والحرام».

ويشاركه الرأي زميله عمار رمضان (17 سنة) الذي يجد أن أكثر ما يعلمه الجو المختلط هو «اللباقة وحسن السلوك الاجتماعي». ويقول: «بوجود الجنس الآخر يكون هناك حساب دائم لتصرفاتك وتفكير برد فعل الآخرين».

وينصح عمار مدير مدرسته بتعميم التجربة ولكن بطريقة مبرمجة ومدروسة من قبل الجهات المتخصصة. ويقول: «مشاكل المراهقة لا تخفى على أحد، فلنضعها أمام أعيننا ونواجهها وذلك أفضل بكثير من أن تتفاقم في الخفاء».

لينا الجودي

المصدر: الحياة

التعليقات

ثمة خطأ فادح يرتكبه الجميع و هو الرومانسية المفرطة و التعميم الأعمى مما يعني وضع مقدمات خاطئة ستؤدي الى نتائج تخالف مسودة المقدمات مما سيوحي بأن المشروع فاشل في النهاية و لهذا قد يكون من المفيد ان نؤكد على النقاط التالية: أولاً ليست المرأة مثل الرجل تماماً كما أن الرجل ليس مثل الرجل الآخر. فالسفلة و الأذكياء و الأغبياء و الضعفاء و الأقوياء موجودون في كلا المجموعتين . في ارمينيا يقوم المجتمع على عمل المرأة و هذه الحقيقة الإقتصادية لا تمنع الفتاة الأرمنية من الذهاب في الغواية النسائية الى ابعد حدودها. في الغابة تصطاد اللبؤة و تطعم الأسد و الصغار و عليه فإنها تقوم بالفعل الإقتصادي الأهم في العائلة بينما يبقى دور الأسد رمزياً على المدى البعيد. و هذا غير مشروط بفلسفة مسبقة لدى السنوريات . هذا الكلام لا يدعو الى تثبيت القيم التي بنيت على اختلاف الجنسين و لكنها تدعو الى وعي عميق لمعنى الجنس و فصله عن التطبيقات الإقتصادية و التشريعية. الرجل المريض سيذهب قطعا الى الطبيبة و لن يذهب الى السمكري. إن القيمة هنا قيمة معزولة عن الجنس. و هذا الوعي الإقتصادي و الإجتماعي لا يجب أن يلتصق بالهوية الجنسية و يبدأ منها او يصب فيها. يجب أن نملك الجرأة المدنية لنخاطب الأشخاص بأسمائهم و ان ندع الجنس يخضع لقانون الطبيعة. على اعتبار الطبيعة حتمية و القانون وضعي. من الأخطاء الشائعة أن نفرض على الذكر شعور الأخوة تجاه الفتاة و العكس بالعكس حتى نبرر دمج الجنسين في المدرسة: الذكر يحق له الإنجذاب الى الأنثى و هي كذلك و على الجميع ان يقبل هذا أو أن لا يقبل به, و لكن أن يتم تمييع هذه العلاقة الطبيعية تحت شعارات وضعية مواربة و مفتعلة فهذه جريمة لا تقل عنفاً عن الفصل في المدارس. أعتقد أن المشكلة الحقيقية عمودية و ليست أفقية و هي مشكلة ملكية أكثر منها مشكلة اخلاقية. الأنوثة و الذكورة قيمة مكتسبة تضاف الى الطبيعة و تحورها و لهذا نلاحظ سمات جنسية تختلف من مجتمع الى آخر فمثلاً الرجال الفرنسيون يتمتعون بطبع يمكن وصفه- تجاوزاً- بالمؤنث في حين الطليان يتمتعون بخشونة شديدة و هذا ما يجعل الفرنسيات المولعات بالمساواة بين الجنسين- و قد تحققت في فرنسا- يرغبن الى الأفارقة و الطليان و العرب!!!! و يبقى الطلب ملحاً على الرجل الإيطالي من كل النساء حتى تحول الى رمز للإثارة. إن مفاهيم المساواة التشريعية- القانون- لا يجب اسقاطها على الجنس بدون الإنتباه و المقارنة. أما من تفضل بمثال مدرسة المتفوقين فقد أسقط من حسابه ما يسمى بشرط التجربة و هو ان تقود المقدمات الى نتائج صحيحة. ففي مدرسة المتفوقين تتمتع الأسر بوضع اقتصادي و معرفي يختلف عن مدرسة مختلطة فقيرة و بالتالي ستكون النتائج مختلفة بحسب البيئةالإقتصادية و الإجتماعية و لهذا لا يصح الإستنتاج.

لا يجوز الاختلاط قولا واحدا وهو محرم شرعا ولايليق بالمجتمع السوري الملتزم أبداً وياريتكم أحسن ماتغطوا آراء الطلاب والطالبات تتكلموا على مشاكل هي المدارس واحصائيات حالت التعدي والاختصاب والزنا وهيك بتكونوا غطيتوا الموضوع من الجانب الأساسي.

يجوز الإختلاط و من الواضح أن القول ليس واحد ببساطة.

الاختلاط في المدارس هو امر جيد وعادي وانا فتاة في 17 من عمري ادرس في مدرسة مختلطة منذ ان دخلت المدرسة وانا واصدقائي الشباب على علاقة ممتازة ضمن حدود الادب ولا نعاني من المشاكل التي يعاني منها طلاب المدارس المنفصلة وهناك معتقد خاطئ بان الاختلاط يسبب فساد الاخلاق وبرأي يجب تعميم هذه التجربة على جميع المدارس وشكرا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...