مفتي مصر : من قتلهم كان أولي بالله منهم

15-05-2006

مفتي مصر : من قتلهم كان أولي بالله منهم

نفى مفتي مصر علي جمعة أن يكون قد أصدر فتوى أو تصريحات طالب فيها بقتل "المتشددين"، وعدم الحوار معهم نهائيا، مؤكدا أن ما حدث هو أنه أثناء مناقشة الورقة التي قدمها حول الفكر المتطرف والتي عقدت في جامعة الأزهر تحت عنوان "الإسلام بين الوسطية والتشدد"، قسم المتشددين إلي ثلاثة أقسام أعنفهم الذي يستخدم السلاح ضد الناس للقتل وإراقة الدماء وأثناء ذلك سئل عن كيفية التعامل مع هؤلاء الذين لوثوا أيديهم بدماء الابرياء؟.

 فكانت إجابته بأن التعامل معهم لا يكون إلا بما أرشدنا إليه رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، حيث قال "طوبى لمن قتلهم وقتلوه" وكذلك قوله "من قتلهم كان أولي بالله منهم.." وقول البني (صلي الله عليه وسلم) عن الكعبة "ما أشد حرمتك على الله.. ولدم أمرئ مسلم أشد عند الله حرمة منك" كذلك قوله "الخوارج كلاب النار فذمهم في الدنيا والأخرة.." وأيضا قوله "من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها فليس مني ولست منه".

وأضاف المفتي في حديثه لصحيفة "الأسبوع" المصرية قائلا: "حينها سأل أحدهم أثناء النقاش عن موقف سيدنا علي من الخوارج وأنه قال فيهم (إخوة لنا بغوا علينا..) وتساءل: كيف نقتل هؤلاء؟! فأجبت بصورة واضحة "إن سيدنا علي قاتل الخوارج وقتلهم عندما خرجوا بالسلاح وأن الحوار لا يمكن أن يتم مع من حمل السلاح".

 

ويشير جمعة قائلا: "ما ذكرته كان بخصوص حالة معينة وهي عندما يطارد رجل الأمن أحد المتشددين أو المتطرفين الذي يحمل في يده سلاحا أو قنبلة.. فكيف يتصرف معه هل يجوز له أن يقتله؟.. هل يقف ليتحاور معه أم يدافع عن نفسه؟.. ما الذي يفعله هل يتركه ليقتله.. وهل في هذه الحالة فرصة للحوار. ووجه سؤاله ليٌ قائلا: "إن كان أخوك في موقف رجل الأمن الذي يطارد هذا الإرهابي المسلح وان تركه سيقتله.. فهل يكون هناك فرصة للحوار معه أم أنه سيكون مضطرا لقتله دفاعا عن النفس وهو أمر مشروع في كل الأديان؟".

ولدى سؤال المفتي فيما إذا كان رجل الأمن قتل هذا الإرهابي أثناء مطاردته حتى وإن كان لديه الفرصة للقبض عليه حيا دون أن يؤذيه؟، فأجاب قائلا: "بالطبع في هذه الحالة سيكون رجل الأمن آثما قانونا وشرعا.. كذلك فإن منطق المصلحة الذي يعرفه رجال الأمن جيدا يؤكد أنه لا يجب قتل الإرهابي في هذه الحالة حتي يتمكن من الحصول علي المزيد من المعلومات والتفاصيل.

ويضيف: "أن الظروف التي تحدثنا فيها كانت تتصل بما حدث في سيناء وعمليات دهب والجورة وقتل الضابط الشهيد عبدالخالق أثناء مطاردة الإرهابيين المسلحين وكيفية التعامل معهم في هذه الحالة".

وفيما إذا كانت أسباب هذه الأحداث ترجع أيضا إلي التعامل الأمني فيما سبق مع أبناء سيناء وما يعيشونه من تراجع التنمية وما يعانونه من إهمال، أوضح جمعة: كل هذه الأسباب موجودة ويمكن أن تتناقش فيها ولكن ما تحدثنا بشأنه كان للاجابة عن سؤال واضح وصريح عن كيفية التعامل مع الإرهابيين وفي أيديهم السلاح والقنابل.. وأي مصري عاقل كان سيقول ما قلته، ولكن ما حدث هو تحريف لكلامي وهو ما يعد مساندة للارهاب المدمر والقاتل وأن ما حدث هو أن البعض أراد أن ينقل هذا الكلام المحرف لطائفة أخرى من المتشددين، وقد كنت واضحا في ورقتي التي أكدت فيها أن المتشددين لا يجب أن نضعهم جميعا في دائرة واحدة وأنهم ثلاثة أنواع آخرها وأعنفها هؤلاء الأوباش الذين أراقوا دماء الأبرياء وليس لديهم استعداد للحوار أو المناقشة.

وتساءل د. علي جمعة: "كيف أدعو لعدم الحوار مع المتشددين فكريا وقد اشتركت طوال خمسة عشر عاما في مناقشتهم ومراجعتهم فكريا حتى رجع الكثير منهم عن أفكاره المتطرفة، مؤكدا أن هذا الخلط ليس في مصلحة الوطن والدين، وخاصة في هذا التوقيت وهذه الأحداث التي تحيط بالوطن وأن هذه الأمور لا تحتمل أن يتفلسف فيها البعض أو يحرف فيها الكلام".

 

 

المصدر: العربية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...