هوليود الصهيونية تشوه المسيحية والإسلام

06-12-2011

هوليود الصهيونية تشوه المسيحية والإسلام

ما أثار حفيظتي في كتابة هذه المادة الخبر الذي بثته قناة «الجديد» عن نية هوليوود إنتاج فيلم عن السيدة العذراء والخبر إلى هنا عادي،.

لكن غير العادي والمقزز هو إسناد بطولة الفيلم للأميركية الكندية باميلا أندرسن الممثلة والمنتجة المعروفة وهي في الأصل عارضة أزياء وواحدة من اللواتي تربعن طويلاً على صفحات مجلة بلاي بوي الإباحية الأمريكية وهذا استهتار واضح بالقيم والمقدسات الروحية المسيحية التي طالما دأبت هوليوود التي يدير إنتاج أفلامها اليهود المتربعون على عرش الإعلام والسينما في أمريكا وفي أكثر أوروبا على بث روح الحقد والكراهية والسخرية مما هو مقدس لدى الديانتين السماويتين وما يثير الاشمئزاز أكثر ليس بطلة الفيلم بتاريخها الإباحي فحسب وإنما موضوع الفيلم الذي هو كوميدي وكأن منتج الفيلم وأعتقد أنه يجب أن يكون يهودياً «علماً أن لا مسيحية في الغرب كله» يريد أن يجعل من السيدة العذراء السورية، لمن لا يريد أن يعرف ذلك، عنواناً للسخرية والتندر والابتذال بإسناد دور البطولة إلى غانية عالمية، لكن أهذا هو الفيلم الأول الغربي الذي يقتحم مقدساتنا العربية فلنتابع. ‏

البدايات: ‏
بداية لا بد من القول: إن للكلمة فعل الرصاص وللإعلام بكل أشكاله فعل كاسحات الألغام التي تغير كل شيء وتزيفه أو تزيده نصاعة حسب الفكرة أو المعلومة التي يريد بثها أو نفثها، وقد أدرك هذه القوة للإعلام الصهاينة السياسيين في مؤتمرهم الأول 1879 وذلك من خلال السينما للعمل على إقامة «إسرائيل» وبث الفكر المؤيد لذلك من خلال السينما على الأخص لأن وسائل الإعلام الأخرى في ذلك الحين كانت بدائية ولذلك أخرج جورج ميليه فيلم «قضية دريفوس» عام 1899 وفيه روّج لفكرة اضطهاد اليهود في أوروبا ما سيبرر لهم في المستقبل العودة إلى «وطنهم» وما فكرة الهولوكوست إلا تأكيد عملي حضت عليه الزعامات اليهودية لإنشاء الوطن أو تحقيق الحلم الإلهي، أما فيلم «الماعز تبحث عن حشائش» المنتج عام 1955 فيتحدث عن عائلة من اليهود تهاجر إلى فلسطين فلا تجد هناك إلا الأرمن يستغلون الخيرات ومن ثم فإن الفلسطينيين غير موجودين ولهذا فهذه أرض بلا شعب ويستحقها شعب بلا أرض بعين اليهود. ‏

أفلام حاقدة ‏
بعد عام 1948 نشطت «الدولة» اليهودية في إبراز الجانب المظلم للعربي فشوهته وقدمت صورة كاريكاتيرية للسخرية والضحك بل اللؤم والحقد ففي فيلم «الأحد الأسود» تخطط شخصية نسائية عربية لقتل الآلاف دون أي هدف وبدم بارد ما يعزز الصفة الإجرامية للعربي الحاقدة على الحضارة الغربية وذلك للنيل منه فيما بعد وانتهاك كرامته وشرفه في الأمم المتحدة أولاً وفي الجامعة العربية التي تحولت إلى أداة من أدوات إسرائيل تسخرها للنيل من كل من ما زال يقف لها بالمرصاد وما قراراتها الأخيرة للنيل من الشعب السوري المقاوم إلا دليل على ذلك أما بعد هزيمة حزيران فظهرت مجموعة من الأفلام ترسخ لفكرة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وهي بمعظمها أمريكية بمال يهودي كفيلم «السوبرمان الإسرائيلي والأمريكي» الذي يبيد قوة الشر والتوحش المتمثلة بالمقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين، وكذلك فقد أنتجت إسرائيل فيلماً عن المقاومة يبدو فيه الفلسطينيون يدفعون أبناءهم أمامهم لتلقي رصاص جنود إسرائيل «الشرفاء» بدلاً منهم، أما ما بعد الانتصار التاريخي العربي والسوري المصري بالأخص في حرب تشرين فقد اتجه اليهودي السياسي إلى الأفلام الإباحية لتدمير البنية الأخلاقية بشكل منهجي لا سيما لدى الشباب الفلسطيني والعربي بل حتى داخل أمريكا نفسها وهذا ما شاهدته بنفسي في ظاهرة الانحلال الأخلاقي من خلال الأفلام والمجلات الموجودة في كل متجر والتي يروّج أكثرها اليهودي السياسي الذي ينتج تلك الأفلام ويسوّقها بأثمان بخسة تدل على الهدف من إشاعتها وهذا ما حذر منه أحد الرؤساء الأميركيين قبل قرن من الزمن عندما دعا لطرد اليهود من أمريكا لأنهم إن بقوا كما هم يعملون عليه فسيدمرون أمريكا من الداخل وهذا ما يحدث الآن من انحطاط أخلاقي لا سيما لدى الشباب سيؤدي حتماً إلى تهاوي أمريكا وهذا ما يعمل عليه اليهودي السياسي إضافة إلى هذا النوع من الأفلام فقد ظهرت أفلام تمجّد فكرة اليهودي البطل الذي ينقذ العالم مثل فيلم «يوم الاستقلال» الذي أخرجه رولاند امبريت وكذا فيلم «قائمة شندلر» الذي يستجدي تعاطف العالم مع اليهودي المسكين وقد استطاع المال اليهودي والفكر الصهيوني مجتمعين أن يسيطرا على هوليوود نفسها سيدة صناعة السينما في العالم، الأمر الذي حدا بعملاق مثل مارلون براندو أن يصرح في برنامج «لاري كينغ شو» إن اليهود يحكمون هوليوود إضافة إلى السينما فاليهود يمتلكون الكثير من المحطات مثل CBS.TV للاري بيتش و ABC ليتد هيربرت و NBC لليوناردو جروسمان و MTV لأمبراطور الإعلام روبيرت مردوخ وفوكس TV لباري ديلر وغير ذلك كثير. ‏

السخرية من الديانتين ‏
في ظاهرة لافتة تدعو للتأمل والتفكير العميقين ركزت السينما الممولة من اليهود على إنتاج أفلام تسخر بالأخص من العقيدتين الإسلامية والمسيحية ومن ثم من العرب قاطبة وأنتجت الماكينة السينمائية الهوليوودية أكثر من مئة وخمسين فيلماً منذ عام 1986 في هذا المجال وفيلم «قرار إداري» بطولة ستيفن سيجال اليهودي مثال على ذلك فهو يتحدث عن ارهابيين مسلمين يخطفون طائرة ركاب ويهددون ركابها بالقتل، أما فيلم «أكاذيب حقيقية» لحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنجر فيتحدث عن ارهابيين مسلمين يطلقون صاروخاً نووياً على فلوريدا، وفيلم «الحصار» فيظهر المسلمين في صورتهم النمطية لدى الغرب إرهابيين مجرمين لاذمة لهم ولا كرامة، وهم حفنة من القتلة يتحركون في رغبة وحيدة هي القتل والتدمير والإبادة الجماعية، أما اليهودي فهو المنقذ والمخلص والبطل الأسطوري الذي يخلص العالم من شرور العرب وظهر ذلك جلياً في فيلم «أمير مصر» من العالم من شرور العرب وظهر ذلك جلياً في فيلم «أمير مصر» من الكرتون الذي أخرجه اليهودي سيليزج الذي قالت والدته بعد أن شاهدت الفيلم : «إني أنجبت نبياً يهودياً يمسك التوراة بيد والكاميرا باليد الأخرى» وإلى جانب ذلك لم تسلم الرموز المسيحية من استباحتهم والسخرية منهم والهزء من كل ما هو مقدس لديهم وفيلم «الإغراء الأخير للسيد المسيح» مثال فاضح على ذلك واسمه بالانكليزية ‏

«The Last Tempation of Christ» وهو أمريكي تمويل يهودي أخرجه مارتن سكور سيزي سنة 1988 ومقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائي اليوناني الأسقف نيكوس كازانتزاكس الصادرة عام 1953 والفيلم من بطولة وليم دافو وهارفي كيتل وصوّر في المغرب ويصور العلاقة بين السيد المسيح ومريم المجدلية بطريقة أثارت غضب المسيحيين والمسلمين وقدم المخرج للمحاكمة في روما، وكذلك فإن إحدى الجماعات المسيحية المتشددة ألقت المولوتوف في إحدى قاعات العرض أثناء عرض الفيلم ما أدى إلى إصابة ثلاثة عشر شخصاً، وفي إشارة بالغة الدلالة فقد فاز بيتر غابرييل الذي قدم الموسيقا التصويرية للفيلم بجائزة غولدن غلوب. ‏

لقد استطاع الصهاينة بدهائهم ومكرهم واستراتيجيتهم بعيدة المدى أن يستغلوا السينما لبث أفكارهم ومعتقداتهم السياسية والدينية فامتلكوا أكبر الشركات العالمية وصنعوا نجوم هوليوود ونجماتها الكبار وأخص منهم كيرك دوغلاس ومايكل دوغلاس وودي آلن وبول نيومان واليزابيت تايلر وباربرا ستراند وروبيرت ردفورد وداستن هوفمان وستيفن سبيلبيرغ وروبيرت دي نيرو وغيرهم كثير من النجوم المؤثرين في مشاهديهم، لذلك امتلكوا أكبر الشركات السينمائية كتروجولد ماير وكولومبيا ووارنر وبارامونت ويونيفرسال.. عارفين أهمية السيطرة والاستئثار بوسائل الإعلام المختلفة مقتدين كذلك ببروتوكولات بني صهيون حيث جاء البروتوكول الثالث عشر ما يلي: ‏

علينا أن نلهي الجماهير بشتى الوسائل, وحينها يفقد الشعب تدريجياً نعمة التفكير المستقل بنفسه, سيهتف الجميع معنا لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة، أما في البروتوكول الثاني فقد جاء: «من خلال الصحافة اكتسبنا نفوذاً ولكن أبقينا أنفسنا في الظل» وجاء في البروتوكول التاسع: «لقد أفسدنا الجيل الحاضر من غير اليهود ولقّناه الأفكار والنظريات الفاسدة» أما بيت القصيد في مادتنا من حيث الإساءة إلى الرموز الدينية فقد وردت في البروتوكول السابع عشر وفيه: «لقد عنينا عناية عظيمة بالحطّ من كرامة رجال الدين ونجحنا في الإضرار برسالتهم التي قد تكون عقبة في طريقنا». ‏

وفي هذا المجال المبتذل واللاأخلاقي وفي الحديث عن التهكم على السلام والشعائر الدينية أنتجت هوليوود الصهيونية مسلسلاً كرتونياً يحمل اسم أب أميركي american.dad يتحدث عن عائلة أمريكية اضطرت للسفر إلى السعودية للعمل فيها تبدو السعودية شديدة التخلف، يرتدي أهلها الملابس الرثة وهم بدائيون متخلفون، وتمتد السخرية إلى الشعائر الإسلامية ورجال الدين وبأنهم مصدر الإرهاب، وفي إحدى الحلقات تهبط طائرة سعودية على متنها جمل، أما السوبر ماركت فيباع فيه أنواع من الأسلحة التي تستخدم للعمليات الإرهابية وفي منزل الطفل السعودي كدست الأسلحة الفتاكة وفي مشهد آخر يقبض على الأسرة الأمريكية لسبب تافه ويحكم عليها بالرجم لإظهار الدين الإسلامي متشدداً ومتطرفاً بل إرهابياً. ‏

مآثر من التلفزيون الإسرائيلي: ‏
في القناة العاشرة وفي برنامجه الفكاهي قال المذيع الصهيوني ليئو شلاين بعد أن عرض صوراً غير أخلاقية بعبارات لا تليق بالمسيح والسيدة العذراء: «إن مريم لم تكن عذراء ومن يزعم ذلك فهو كاذب ومضلل فلا تصدقوا الكنسية ولا بابا الفاتيكان... مريم حملت بطفلها يسوع من أحد زملائها على مقاعد الدراسة عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها وأراد أهلها تزويجها بعد ذلك فلا تصدقوا كل ما قيل عن هذه القصة» وعن السيد المسيح قال ساخراً: يزعم المسيحيون أن المسيح كان يسير على شاطئ بحيرة طبرية وهذا كذب لأن المسيح كان يخجل من نفسه لأنه كان بديناً ويرفض الخروج من البيت وعاش حياته في عملية ريجيم حمية قاسية. ‏

الوزيرة شولاميت ألوني وصفت زوجة النبي يعقوب راحيل با(...) أما الحركة الإسلامية بفلسطين بقيادة الشيخ رائد صلاح فقد أدانت ما وصفته بالجريمة النكراء التي تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها النفوس وقالت: إنها محاولة دنيئة للنيل من شموخ وطهر نبي الله عيسى عليه السلام وأمه مريم الطاهرة العفيفة وأكدت: « حاشى للمسيح من بذاءاتكم... إن الإهانة والإساءة لسيدنا المسيح عليه السلام هي تماماً اعتداء على كل الأنبياء..» ‏

خاتمة ‏
مما لا شك فيه أن كل الأمم تدافع عن كياناتها وأفكارها ومعتقداتها بالطرق التي تراها مناسبة وإني لأعجب بهذا الدفاع اليهودي الصهيوني المستميت عن معتقداته وأفكاره وإيديولوجيته وهجومه الشرس الخالي من الأخلاق لتمرير ما يريد ونشر ما يرغب من خلال الإعلام لاسيما في أمريكا حيث سيطر عليه أو كاد وسخر المليارات من أجل أهدافه الاستراتيجية وهذا حقه ولكن ماذا قدم العرب من مسلمين ومسيحيين لصدّ هذا الهجوم والدفاع عن الوجود والكرامة وهم الذين يملكون ما يملكون من ثروات كانت عيون اللصوص ودباباتهم وطائراتهم جاهزة دوماً للانقضاض عليهم ماذا صنعت جامعتهم إزاء المجازر بدءاً من دير ياسين وليس انتهاء بليبيا؟ إني لأعجب من جامعة همها التفريق ومحاربة من يقاتل في سبيلها وفي سبيل المقدسات والكيان العربي الحر المستقل وأعني به هذا الإعجاز الوطني القومي الإنساني المسمى سورية. ‏

سهيل الذيب

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...