وزارة السياحة: جعجعة بلا طحن

09-10-2007

وزارة السياحة: جعجعة بلا طحن

رغم هذا الصخب الاعلامي الذي تحاول وزارة السياحة احداثه محلياً حيال مشاريع الاستثمار السياحي الخاصة لجهة العدد والقيمة الاستثمارية.

الا انها لم تجرؤ مرة واحدة فقط لتقول لنا ما هي نسبة تنفيذ المشاريع الواردة في موازنتها للعام الحالي.! ‏

طبعاً.. هي تدرك ان فتح ملف الحديث عن نسبة تنفيذ موازنة العام 2007 سينال من بهجة «انتصارات» ارقامها التي تضخها يومياً، والمتعلقة بعدد السياح والقادمين وبايرادات السياحة ونسبتها من الناتج المحلي الاجمالي. ‏

وطالما هي لا تمارس الشفافية والموضوعية، فها نحن ننشر ابرز نسب تنفيذ موازنة الوزارة «المخجلة». ‏

فوفق موازنة العام 2007 فان اجمالي الاعتمادات المخصصة لوزارة السياحة الادارة المركزية تبلغ نحو 558 مليون ليرة سورية تشير بيانات الوزارة ان المنفق منها لغاية بداية شهر ايلول الماضي نحو 92.7 مليون ليرة وبالتالي فان نسبة التنفيذ لم تتجاوز 16.6% وعلى الطرف الاخر فان اجمالي اعتمادات موازنة العام الحالي المرصودة لهذه المشاريع السياحية بلغت نحو 342 مليون ليرة لم ينفق منها سوى 49.4 مليون ليرة لذات الفترة اي ان نسبة التنفيذ لم تتجاوز 14.5% وهكذا فان اجمالي الاعتمادات في موازنة الوزارة للعام 2007 هو بحدود 900 مليون ليرة لم ينفق منه سوى 142.2 مليون ليرة اي بنسبة تنفيذ قدرها 15.8% وعليكم ان تتصوروا حجم الجهود التي تبذلها وزارة السياحة من اجل نسبة تنفيذ لا تتجاوز 15% والاهم ان تتوقعوا تصريحات مسؤولي الوزارة وهم يعلنون تلك النسبة.. 
 وللموضوعية والشفافية نقول: ان بيانات وزارة السياحة تتوقع ان ترتفع نسبة الانجاز لمشاريعها لغاية نهاية العام لتصل الى نحو 85.9% عوضا عن 15.8% و 91.1% لمشاريع الادارة المركزية عوضاً عن 16.6% و 77.4% لمشاريع الهيئة العامة لتنفيذ المشاريع السياحية عوضاً عن 14.5% اي انه خلال ثلاثة اشهر او اربعة تقريباً ستحقق الوزارة ما عجزت عن تحقيقه في ثمانية اشهر! ‏

واذا كان افضل وصف لنسب الانجاز في موازنة وزارة السياحة للعام الحالي هو انها «مخجلة» فان الدخول في تفاصيل التنفيذ لمشاريع وبنود الموازنة يجعل هذه الكلمة اقل من الواجب فمثلا في بند الاستبدال والتجديد كانت نسبة التنفيذ لغاية بداية شهر ايلول الماضي صفراً، كذلك الامر في استبدال وتجديد مباني الوزارة شراء الحواسب والاتمتة بدمشق، مغارة بيت الوادي، الدراسات، تدريب الشرطة السياحية. والامر لم يختلف كثيرا في باقي البنود التي شهدت انخفاضا الا انه كان منخفضا.. فمثلا بلغت اعتمادات المشاريع المباشر بها 204 ملايين ليرة لم ينفق منها سوى 5.9 ملايين ليرة فقط واعتمادات المشاريع الجديدة كانت 351 مليون ليرة لم ينفق منها سوى 86.7 مليون ليرة وانفقت فقط على مشاريع بند واحد هو الترويج السياحي والجميع يعلم ماهية الانفاق في التروج السياحي والمعارض الخارجية والايفادات التي تشكل طموح مسؤولي وزارة السياحة ومع ذلك يبقى الانفاق في بند الترويج قليلا مقارنة بالاعتمادات المرصودة البالغة 286 مليون ليرة، الا اذا كانت الاشهر القليلة القادمة من نهاية العام هي اشهر «السعادة» لوزارة السياحة. ‏

ونحو مزيد من التفصيل تشير بيانات وزارة السياحة الى ان المشاريع التالية سجلت نسبة انجاز صفرا. ‏

فندق القرداحة، انارة المواقع السياحية، ادارة المواقع الاثرية، معاهد فندقية سياحية في طرطوس، دير الزور، حمص، حلب.. ومدارس مهنية فندقية في حمص، حماة، درعا، قدسيا، ادلب ، الرقة، تدمر، حلب، ومبان ادارية في المحافظات. ‏

هذه الامثلة تدحض كل تصريحات المسؤولين في وزارة السياحة على اختلاف مستويات مسؤولياتهم فهم في كل مناسبة يؤكدون على التأهيل والتدريب واعداد الكوادر السياحية والواقع انهم لم يصرفوا ليرة واحدة طيلة ثمانية اشهر على بناءالمدارس والمعاهد الفندقية المتوفر لها الاعتماد، كما ان الحديث عن الاهتمام بالمواقع السياحية والاثرية وانارتها الدائر منذ سنوات تنال من مصداقيته بيانات لوزارة المالية. ‏

لو كانت وزارة السياحة في تنفيذ الموازنة وخطتها لعام 2007 بذات الحماس الذي تبديه في المؤتمرات الصحفية واللقاءات التلفزيونية لما وصلت نسب التنفيذ الى ما هي عليه الان والمشكلة الاهم ان الحكومة ترصد لها اعتمادات كان يمكن ان تحول الوزارات اخرى لتشتغل وتنفق على الخدمات واحتياجات المواطن المباشرة، ونحن نعلم ان حجة وزارة السياحة ستكون كما هي دوما مشاكل انجاز ملفات المشاريع والعلاقة مع الجهات الاخرى وغير ذلك.. وتعد بالاشهر القادمة.. اشهر السعادة لها! ‏

زياد غصن

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...