ما هي علاقة إسرائيل بتهديدات البرزاني لتركيا

14-04-2007

ما هي علاقة إسرائيل بتهديدات البرزاني لتركيا

الجمل:    اللقاء المثير للجدل مع الزعيم الكردي مسعود البرزاني الذي تناقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية كانت له الكثير من الدلالات والأبعاد والتي مازال البعض منها خفياً.
ابرز الملاحظات على حديث مسعود البرزاني تمثلت في الأتي:
- ظل البرازاني يتحدث دائما عن حق الأكراد في الحكم الذاتي ولكنه هذه المرة تجاوز الخط الأحمر عندما تحدث مهددا بانه سوف يشعل تركيا بالنيران الكردية.
- الانتخابات الرئاسية التركية سوف يتم إجراءها في خلال ايار وحزيران القادمين وبالتالي فان تصريح البرزاني يعتبر مؤثرا للغاية على التوازنات ومواقف الأطراف التركية في الانتخابات فهل قصد البرزاني ذلك.
- امريكا تعرف سلفا بان الأتراك لا يحبون الاستماع للتهديدات في المنطقة وبالذات من الأكراد وبرغم ذلك تعاملت أمريكا مع تصريحات البرزاني بأعصاب باردة فهل كانت أمريكا لا تعلم شيئا عن تصريحات البرزاني أم أنها تعرف كل شيء خاصة وان اللقاء تم أجراؤه مع البرزاني في يوم 28 شباط  2007 الماضي وأخيرا تم بثه في يوم 16 نيسان (أبريل) 2007 الحالي.
- تقول بعض المعلومات الواردة من انقرا بأن الإدارة الأمريكية غير راضية عن التعاون التركي مع ايران وسورية فهل يا ترى يمثل حديث مسعود البرزاني محاولة استثمارية أمريكية جديدة في المنطقة.
- أعلنت بغداد بأن مكان انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية المزمع عقده في يومي  3 و4 أيار القادم سوف يكون القاهرة وليس اسطنبول فهل تستطيع بغداد إعلان ذلك... دون علم ومعرفة ومباركة أمريكا المسبقة ان لم يكن بالأساس قد تم وضع التريث مسبقا بواسطة  أمريكا.
- تقول المعلومات الواردة في صحيفة اسياتايمز بواسطة المحلل بهارا كومار (السفير الهندي السابق في تركيا وقيرغيزستان) والصحفي الأمريكي بمجلة النيو بورك سيمور هيرش بأن الوجود الاسرائيلي في منطقة كردستان العراقية هو وجود أصبح يلقي بظلاله وتداعياته على الآتي:
- الوجود الأمريكي في العراق.
- العلاقات الأمريكية – التركية.
- العلاقات الأمريكية – الكردية.
- العلاقات الكردية – الكردية.
- العلاقات الكردية – الايرانية.
- العلاقات الكردية – السورية.
- العلاقات الكردية – السورية.
- العلاقات الايرانية – التركية.
- العلاقات الكردية – العراقية.
- واضافة الى العديد من الملفات الاخرى فقد أصبحت الورقة الكردية في قبضة اسرائيل الكاملة وحاليا يعتمد الزعماء الاكراد على الاسرائيليين كثيرا في التأثير على مواقف الادارة الامريكية بحيث اصبح الزعماء الاكراد ينفذون كل مايطلبه الاسرائيليين وبالمقابل اصبح كل مايطلبه الزعماء الاكراد من الاسرائيليين تقوم ادارة بوش على عجل بتلبية تنفيذه للأكراد.
- اسرائيل ظلت لفترة تستخدم شمال العراق كقاعدة لشن العمليات السرية ضد البلدان العربية وضد ايران وحاليا جاء دور تركيا لأن اسرائيل بدأت هذه المرة بشن حربها السرية ضد الاتراك وربما ضد ادارة بوش نفسها.
ورغبة اسرائيل غير المحدوة في التعاون مع الاكراد مبعثها الآتي:
- وجود مخزونات نفطية في منطقة كردستان العراقية تقدر مبدئيا على الاقل بحوالي 45 مليار برميل  ومخزونات غاز طبيعي تقدر بحوالي 100 تريليون (التريليون يعادل ألف مليار والمليار يعادل ألف مليون) متر مكعب على  الأقل.
- جيوستراتيجيا تعتبر مناطق الاكراد من بين المناطق الأكثر أهمية في جغرافية العالم العسكرية والأمنية وذلك لأن إقامة القواعد العسكرية في هذه المناطق يعطي اسرائيل القدرة على التدخل في منطقة الخليج وايران وآسيا الوسطى والقفقاس وتركيا وعموم الخاصة الخلفية لمنطقة شرق المتوسط.
- المخطط الاسرائيلي الهادف من أجل السيطرة على مناطق الاكراد يسعى الى الآتي:
- تقوية العلاقات الكردية – الاسرائيلية بما يؤدي الى ابعاد النفوذ الامريكي عن الملف الكردي وذلك بحيث تتعامل امريكا مع الاكراد حصرا عن طريق اسرائيل.
- زعزعة استقرار تركيا والتحريض على الصراع بين العلمانيين (الجيش التركي) والاسلاميية (البرلمان والاحزاب التركية).. ومن ابرز الدلائل على نجاح المخطط الاسرائيلي الخفي الجاري حاليا ضد تركيا نلاحظ الآتي:
- أعلن اليهودي اليسار بيوكانيت رئيس هيئة اركان الجيش التركي عن ضرورة ان يقوم الجيش التركي بعملية عسكرية قوية في شمال العراق لاستئصال شأفة حزب العمل الكردستاني.
- التسارع السياسي التركي أيدت اغلبية توجهات الجيش التركي.
- اعلنت امريكا برغم انها لم تعلق على تصريحات البرازاني بانها لن تشترك في أي حرب تركية- كردية ولكنها لن تتخلى عن تحالفها مع تركيا... وبالتالي سوف تقوم بتقديم  المساعدات العسكرية والمالية لتركيا إذا قام الجيش التركي بعملية عسكرية بشمال العراق!!.
- هذه المواقف تعمل مع بعضها البعض من أجل اضعاف موقف اردوغان وغيره من القوى الاسلامية المعادية لاسرائيل في الانتخابات الرئاسية التركية القادمة.. وبكلمات اخرى يمكن القول بأن موقف القوى السياسية التركية المؤيدة لاسرائيل قد أصبح اقوى على خلفية الموقف الشعبي التركي المتشدد ضد الأكراد.
- اسرائيل بالاساس غير راضية عن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وذلك بسبب الآتي:
- علاقة اردوغان – حماس.
- علاقة اردوغان – ايران.
- علاقة اردوغان – سورية.
كان توجه اردوغان ازاء الاكراد يقوم على الآتي:
وضع اقليم كردستان العراقي ليكون في حالة تبعية اقتصادية دائمة لتركيا وحاليا بلغ حجم واردات كردستان من المواد والسلع الغذائية التركية حوالي 5 مليار دولار.
جعل الشركات التركية تسيطر على البنيات التحتية في كردستان العراق وقد اشرفت الشركات التركية على بناء الكثير من البنيات التحتية في الاقليم، الجامعات، المستشفيات، الاتصالات، والمباني والمنشآت فقصر البرازاني في اربيل قامت ببناءه احدى الشركات التركية وايضا مطار اربيل الدولي.
القبول بالحكم الذاتي للاكراد في اقليم كردستان العراق مقابل ان لايفكر الاكراد في الانفصال أو دعم حزب العمال الكردستاني التركي وبكلمات اخرى ان يفهم الاكراد بأن الحكم الذاتي في شمال العراق هو أمر مقبول تركيا اذا كان لايترتب عليه أي انفصال عن العراق أو توسيع التمرد الكردي في المنطقة.
تقول بعض التحليلات بأن المخطط الاسرائيلي الذي كان يعمل من داخل المخطط الامريكي وبعبارة اخرى فقد استطاعت اسرائيل ان تزرع عناصر مخططها داخل المخطط الامريكي  وذلك بواسطة اليهودي الامريكي الجنرال غاردنر الذي تم تعيينه حاكما على العراق مباشرة بعد عملية الغزو والاحتلال وكان المخطط الاسرائيلي ازاء كردستان يتناغم وينسجم مع المخطط الاسرائيلي في تركيا فقد تبين ان الشركة التركية التي قامت ببناء مطار اربيل الدولي الذي كلف 250 مليون (ربع مليار) دولار هي شركة تركية تعمل بمثابة شركة (واجهة اسرائيلية) وان العقود الخاصة بعمليات البناء والتعمير لقطاع العقارات والبنيات التحية الخاصة بحكومة كردستان الاقليمية التي بلغت تكاليفها حتى الآن حوالي 2,5 مليار دولار كانت جميعها شركات تركية من الناحية الظاهرية المعلنة ولكنها بالاساس  شركات واجهة اسرائيلية ونفس الشيء بالنسبة للشركة الـ(التركية) التي قامت ببناء قصر البرازاني الرئاسي وبقية الشركات (التركية) التي تقوم حكومة كردستان الاقليمية بمنحها امتيازات الصادر والوارد بين تركيا  وكردستان اما ماهو أهم واخطر فيتمثل في 35 شركة معظمها (مسجلة كشركات امريكية) منحتها حكومى البرازاني حق احتكار انتاج وتصدير النفط والغاز من منطقة كردستان الى كافة انحاء العالم وذلك عبر خط الانابيب الذي ينقل النفط من كردستان عبر الاراضي التركية حتى ميناء سبهان التركي حيث يلاقي خط انابيب باكو- بتسلس- سبهان المزمع تمديده تحت مياه المتوسط وحتى ميناء عسقلان الاسرائيلي وفي حالة فوز الاسلاميين بالسلطة في تركيا وحاليا تحاول اسرائيل ايجاد ذريعة لانشاء خط انابيب عملية شيخينا بحيث يتم نقل نفط كركوك والموصل عبر الاردن الى اسرائيل  وهذه الذريعة تتمثل فقط في التعجيل باشعال الصراع الكردي التركي... في اقرب فرصة وذلك لان احتمال انسحاب القوات الامريكية من العراق خلال فترة عام  أصبح احتمالا واردا بقوة على خلفية تدهور شعبية بوش والحزب الجمهوري الامريكي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...