الزلزالان اللذان دمّرا تركيا وسوريا حفّزا بعضهما بطريقة غير شائعة

13-02-2023

الزلزالان اللذان دمّرا تركيا وسوريا حفّزا بعضهما بطريقة غير شائعة

قالت الباحثة في علم الزلازل بكلية لندن الجامعية، تيزيان روسيتو، إن "الزلزالين اللذين ضربا ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا في 6 شباط الجاري، حفزا بعضهما بطريقة غير شائعة"، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول".

وأكّدت "روسيتو"، أن "هذه الحالة ليست شائعة في هندسة الزلازل"، مبينةً أنه ليس الوضع الذي نفكّر به عند وضع تصميمات زلزالية.

وفي 6 شباط الجاري شهدت منطقتا بازارجق وألبستان بولاية مرعش التركية (جنوب) وقوع زلزالين الأول بقوة 7.7 درجة والثاني بعد ساعات بقوة 7.6 درجة.

وخلّف الزلزالان دماراً في ولاية مرعش والمناطق المجاورة، وهي غازي عنتاب، وشانلي أورفة، وديار بكر، وأضنة، وأدي يامان، وعثمانية، وهطاي، وكليس، وملاطية، ووصل الدمار إلى عدة محافظات ومدن سورية ملحقاً خسائر بشرية ومادية هائلة.

ووصفت "روسيتو" في مقابلة مع "الأناضول" الزلزالين بأنهما "كارثة القرن"، مشيرةً إلى أنهما "لا يحملان السمات الزلزالية المعروفة بالنسبة للمنطقة"، وأضافت: "نحن على معرفة بالخصائص الزلزالية للمنطقة، لكن الزلزالين اللذين وقعا في كانا كبيرين للغاية".

وأوضحت "روسيتو"، أن "الزلزال الكبير الأول تسبب في حدوث الثاني على خط صدع شرق الأناضول"، مشيرةً إلى أن الصفائح التكتونية تتنافر أو تتحرك في اتجاهين متعاكسين ما يتسبب بتراكم الطاقة على مدار السنين، وهذه يجري تفريغها في وقت قصير جداً ما يتسبب في وقوع الزلزال.

أما بالنسبة للزلزالين اللذين وقعا في كهرمان مرعش وتسببا بآلاف الوفيات في تركيا وسوريا، قالت "روسيتو": "لقد تراكمت الطاقة على خط الصدع الزلزالي ما أدّى إلى انهياره، كما أن هذه الطاقة تسببت بهزات أرضية"، مشيرةً إلى أن الزلزال الأول أدّى إلى انكسار الصدع وحدوث الزلزال الثاني.

وبيّنت "روسيتو"، أن "سبب وقوع الكثير من الوفيات نتيجة الزلزال الحالي هو وجود الكثير من الأبنية القديمة غير المقاومة للحركات الزلزالية في المنطقة، بينما تم تصميم المباني الجديدة بطريقة غير مناسبة لهذه الحركات التكتونية".

وتابعت الاختصاصية: "ليس من المستغرب أن يتسبب زلزال بهذه الضخامة في حدوث الكثير من الوفيات"، موضحةً أن "الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا كان مشابهاً لزلزال (نورثريدج)، الذي أصاب صدع سان أندرياس في الولايات المتحدة عام 1994".

وذكرت "روسيتو"، أن "زلزالي مرعش حدثا في نقطة تتقاطع فيها ثلاثة صفائح تكتونية هي الأناضول والصفائح الإفريقية والعربية".

وأردفت بالقول: "هذه الصفائح تتحرك وتدفع بعضها البعض، ونتيجة لذلك يتراكم الكثير من الطاقة في هذه النقطة، وتتشكّل خطوط صدع كبيرة جداً، ونسمي نقطة الالتقاء هذه بالتقاطع الثلاثي وتكون ذات نشاط زلزالي عالٍ".

ونوّهت الاختصاصية إلى أن "هذا النوع من الزلازل يتبعه عادةً هزات ارتدادية عنيفة على طول حدود الصفائح التكتونية"، مشيرةً إلى أن آخر زلزال كبير حدث في كهرمان مرعش كان قبل 500 عام، وأن الكثير من الطاقة تراكم عند نقطة الالتقاء هذه خلال السنوات المنصرمة.

وذكرت "روسيتو"، أن "الزلازل الصغيرة تؤدّي إلى تفريغ الطاقة المتراكمة بشكلٍ تدريجي، وهذا ما لم يحدث خلال الـ500 عام الماضية، ما أدّى إلى حدوث زلزال بهذا الحجم"، مبينةً أنه ليس من المؤكد أن الزلزال القادم سيكون بقوة 7.8 درجة وأنه سيحدث مرة أخرى خلال 500 عام.

الجدير ذكره أن "الهزات الارتدادية والرعشات التي حدثت بعد الزلزالين الأخيرين، تفسّر بالحركة التي ستستمر في الوقت الحالي حتى تصل الصفائح إلى التوازن، وقد تستمر هذه العملية لأسابيع، لكنها تكون بوتيرة منخفضة"، وفقاً لما أفادت به "روسيتو".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...