تحريض كردي لمتظاهري السويداء: استنسخوا تجربة الإدارة الذاتية

29-08-2023

تحريض كردي لمتظاهري السويداء: استنسخوا تجربة الإدارة الذاتية

كان لظهور علم «حزب الاتحاد الديموقراطي»، مؤسّس «الإدارة الذاتية» الكردية، الدور الأكبر في الإفصاح عن حجم التدخل غير المباشر في ما يجري في المدينة وريفها من تطورات، ومصلحته في استنساخ تجربة «الذاتية» في الجنوب السوري، وتحديداً في السويداء، التي تُعد بيئة خصبة لذلك، وفق المفهوم الكردي على الأقل، لكون غالبية سكانها من أبناء الطائفة الدرزية.

ولا يُعد تدخل «الاتحاد» و«الذاتية» في هذا الملف جديداً، وإنما يعود إلى سنوات سابقة، عندما كان المسؤولون الأكراد يكرّرون اسم السويداء، كواحدة من أهم المناطق التي يمكن أن تكون نموذجاً لـ«الإدارة الذاتية»، لتعميمها لاحقاً على كلّ الجغرافيا السورية، كنموذج ممكن للحل السياسي.


وبدأ الأكراد سراً بإرسال وفود من الحسكة وحلب إلى السويداء لجسّ النبض، وإقناع الأهالي بتبنّي هذا النموذج، وذلك بالتنسيق مع «حزب اللواء» الذي أُسس بدعم أميركي، لتحقيق الهدف نفسه. التحركات الكردية في السويداء، سرعان ما كشفتها الجهات الأمنية السورية التي ألقت القبض منذ أكثر من عام على قياديتين كرديتين، كانتا تنشطان في السويداء، للتنسيق مع أشخاص في المدينة وتقديم الدعم المالي لهم لتبنّي مطلب «الإدارة الذاتية» في التظاهرات، ولم يتم الإفراج عنهما حتى الآن، على رغم الضغوطات الكردية الكبيرة على المسؤولين المحليين في الحسكة والقامشلي.

ومع عودة الحراك الشعبي إلى السويداء وريفها، بعد القرار الحكومي برفع أسعار العديد من المواد والسلع، سارعت الوفود الكردية إلى التوجه مجدّداً، بشكل إفرادي إلى ممارسة النشاط في المنطقة، وحثّ المتظاهرين على رفع شعارات تطالب بـ«الذاتية» و«اللامركزية». والظاهر أن الجهد الكردي نجح هذه المرة من خلال رفع شعارات بالفعل طالبت بتطبيق «اللامركزية الإدارية»، مع رفع لافتات تغازل الكرد من خلال توجيه التحية إلى عفرين وأهلها وإدانة «النظام والائتلاف».

ولم ينقطع «التواصل الكردي مع أشخاص وسياسيين في السويداء، وتحديداً حزب اللواء السوري، منذ انطلاق موجة الاحتجاجات الأخيرة قبل نحو أسبوعين»، مشيرة إلى «وصول بعض الشخصيات القيادية الكردية من الصفين الثاني والثالث إلى المنطقة، للتعبير عن تأييد الإدارة الذاتية الكردية لمطالب أهالي السويداء، والاستعداد لتقديم الدعم المالي المطلوب لهم»، موضحة أن «الكرد حرصوا على عدم إرسال شخصيات معروفة، لعدم فضح دورهم في ما يحصل من تظاهرات في السويداء، بدأت تنتقل من المطالب المعيشية إلى السياسية».

وكشفت المصادر أن «الشخص الذي رفع علم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، هو من الأكراد الذين زاروا السويداء أخيراً»، وبالتوازي مع النشاط السياسي للقياديين الأكراد في السويداء، وجّهت «الذاتية» وسائل الإعلام الناطقة باسمها والتابعة لها أو المحسوبة عليها، بإفراد مساحات واسعة في التغطيات الإعلامية، لما يحصل من تظاهرات في السويداء، والتركيز على أن مطلب المتظاهرين الرئيس هو تطبيق «الإدارة الذاتية في السويداء».

وبرز في هذا الإطار، تصريح رئيس حزب «اللواء السوري»، مالك أبو الخير، نهاية شهر تموز الفائت، لوكالة «هاوار» الكردية الناطقة باسم «حزب الاتحاد الديموقراطي» و«الإدارة الذاتية»، عن أن «الحزب بدأ يتوجّه رسمياً نحو تطبيق خطوات فعلية لتطبيق نموذج الإدارة الذاتية في السويداء»، مبرّراً ذلك بـ«عدم قدرة المؤسسات الحكومية على خدمة المجتمع في ظل الفساد الكبير المنتشر فيها، وواقع الخدمات المتدنّي».

ورأى أبو الخير أنه «بات لزاماً العمل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً للنهوض بواقع البلاد، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية الذي يساهم في إعادة بناء المجتمع من جديد». وكشف أنهم «اتخذوا عدة خطوات على طريق تطبيق الإدارة الذاتية في السويداء، كفتح مكاتب خدمية لخدمة الأهالي، مع التحضير لبناء جسم سياسي واجتماعي ومدني لإدارة المنطقة، استلهاماً من تجربة الإدارة الذاتية شمال وشرق سوريا».

وحدّد «خمس مراحل لتطبيق التجربة، تبدأ بالخدمات من خلال إنشاء مكتب لتوفير المياه لـ4 آلاف أسرة ضمن السويداء، والعمل على الدعوة إلى مؤتمر عام للتأسيس لجسم مدني واجتماعي وسياسي، أولى أولوياته مكافحة المخدّرات، وإنشاء مكتب للعمل والبلديات لخدمة البلديات في أحياء ومناطق السويداء» مضيفاً أن «المرحلتين الرابعة والخامسة تتضمّنان إطلاق مكتب للدفاع المدني لإنجاز المشاريع الخدمية، وإطلاق فريق للتدخل الطبي السريع في حال حدوث معارك أو اشتباكات»، مؤكّداً «حرص الحزب على التعاون وتنسيق الجهود مع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، في إطار أوسع وأشمل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً».

 الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...