الشباب السوري يحولون أحلامهم لاتجاهاتٍ أخرى!

16-07-2024

الشباب السوري يحولون أحلامهم لاتجاهاتٍ أخرى!

“المهنة أفضل للمستقبل” بهذه الكلمات عبر العم (أبو زياد) عن رأيه في أهمية المهن لـ”أثر”، موضحًا أنه يستغل العطلة الصيفية ليعلم ابنه البالغ من العمر 13 عامًا (في الصف السابع) مهنة الخياطة من خلال العمل في ورشة خياطة.

وأكد أبو زياد أن المهن اليوم توفر فرصًا أفضل من الشهادات الأكاديمية نظرًا للتغيرات الاقتصادية والظروف المعيشية، قائلاً: “في الواقع الحالي، أي شاب يعمل بشهادته صباحًا وفي المساء يمارس مهنة أخرى للحصول على دخل مالي أعلى”.

وفي السياق نفسه، قال الشاب (سليم) الذي يعمل في مهنة إصلاح السيارات في حي البرامكة بدمشق: “بسبب الغلاء المعيشي، أصبحت مهنة الميكانيكي حلمي الذي أسعى لتحقيقه لأنها توفر دخلًا جيدًا لمن يتقنها”.

وأوضح أنه بدأ العمل في هذه المهنة عندما كان عمره 12 عامًا، واليوم يصل دخله اليومي إلى 100 ألف ليرة سورية، دون احتساب “الإكراميات”.

وأضاف سليم أنه بعد انتهاء امتحاناته المدرسية يتوجه فورًا للعمل، مشيرًا إلى أنه بعد إتمام الصف الثالث الثانوي يخطط لبدء مشروعه الخاص في إصلاح السيارات لأنها “تدر ذهبًا”، على حد تعبيره.

من جانبه، أوضح الشاب (عامر) الذي يعمل في مهنة النجارة بمدينة داريا بريف دمشق، أنه ينتظر الحصول على شهادة التعليم الثانوي ليكمل عمله في هذه المهنة نظرًا لدخلها الجيد.

وأشار إلى أنه يتقاضى يوميًا 75 ألف ليرة سورية وهو ما زال عاملاً في إحدى الورشات، ويخطط لاتخاذ النجارة مهنة له بدلاً من الالتحاق بالجامعة، وذلك لدعم والديه ماليًا.

وفي نفس السياق، أكدت الإخصائية النفسية علا جبور أن العمل يوفر متطلبات الحياة ويمنح الإنسان ثقة وأمانًا للمستقبل. ومع ارتفاع معدلات البطالة بين الكبار، وصعوبة تأمين العائلات لاحتياجات أبنائها، اتجه الكثيرون إلى البحث عن مهن توفر دخلًا جيدًا لأبنائهم، مما أدى إلى تحول أحلامهم من الجامعات إلى المهن.

وأوضحت جبور أن “الشهادة ما بطعمي خبز” أصبحت مقولة شائعة بسبب الحاجة إلى الكسب السريع والتحول إلى مجتمع استهلاكي، حيث أن التعليم الأكاديمي لا يمنح الخبرة العملية ولا يوفر دخلًا جيدًا.

وأضافت جبور أن هذه الظروف أدت إلى خلق بيئة تعليمية عدائية وضغوط نفسية تمنع الرغبة في التعليم. كما شددت على أهمية التحدث عن مرحلة المراهقة والشباب، حيث يسعى الشباب إلى تكوين شخصيتهم وتحقيق حضور اجتماعي وإثبات الذات.

وفي ظل هذه الظروف، يشعر الشباب بالقهر الاجتماعي ويواجهون تحديًا ليصبحوا منتجين ويساهموا في دعم أسرهم.

وأشارت جبور إلى أخطار العمل على الشباب، بما في ذلك التدخين وتعاطي المخدرات والتحرش الجنسي، مؤكدة على ضرورة وضع استراتيجية صحيحة في المدارس بالتعاون مع المدرسين والعائلات، لتنظيم جلسات حوارية ومساعدة الشباب في اختيار المهنة المناسبة وتوعية الأطفال بأهمية التعليم والتحصيل الدراسي.

وأضاف المحامي المختص بالشؤون الاجتماعية رامي الخيّر أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولة عن ضبط ظاهرة عمالة الأطفال بالتعاون مع جهات حكومية أخرى، خاصة بعد صدور قانون حماية الطفل الذي يمنع عمل الأطفال دون سن 15 عامًا.

ومع ذلك، أشار الخيّر إلى أن الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية تحول دون تطبيق هذا القانون حاليًا، مضيفًا أن ضعف الرقابة يساهم في استمرار هذه الظاهرة. وشدد على ضرورة مكافحة هذه الظاهرة بصرامة وإنشاء صندوق مالي لدعم الأطفال في الأوضاع الحرجة وتعليمهم.

أثر برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...