تقرير يقول بمشاركة الطيران الأمريكي في الغارة الإسرائيلية على سوريا

03-11-2007

تقرير يقول بمشاركة الطيران الأمريكي في الغارة الإسرائيلية على سوريا

الجمل: مرة أخرى بدأت تظهر بعض المعلومات المتعلقة بخفايا وكواليس الغارة الإسرائيلية الماضية ضد سوريا، وقد أوردت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية تقريراً يقول بأن طائرات سلاح الجو الأمريكي هي التي قامت بتنفيذ الضربة العسكرية ضد الهدف السوري:
* محتوى تقرير الصحيفة الإسرائيلية:
أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• في يوم 6 أيلول الماضي، قامت طائرتان حربيتان أمريكيتان مزودتان بأسلحة نووية تكتيكية بتنفيذ ضربة عسكرية في سوريا ضد موقع يعتقد بأنه مفاعل نووي تحت البناء أو التشييد.
• الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز إف – 15، وإف – 16، اقتصرت مشاركتهما في العملية على تقديم الـ"تغطية" للطائرات الحربية الأمريكية.
• كانت كل واحدة من الطائرتين الأمريكيتين مزودة برأس نووي حربي واحد، وقد تم استخدام أحد الرؤوس في تدمير الموقع.
• بدءاً من بداية شهر تشرين الأول الماضي، بدأت الرقابة الإسرائيلية على عملية السماح لوسائل الإعلام الإسرائيلية بالتطرق لموضوع الغارة، وبرغم ذلك فقد ظلت المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالغارة غامضة وغير واضحة.
• في يوم 28 تشرين الأول الماضي، اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت رسمياً لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قائلاً بأنه يعتذر رسمياً لتركيا "إذا" قامت إسرائيل بانتهاك المجال الجوي التركي خلال عملية تنفيذ الضربة ضد المنشأة النووية المزعومة في سوريا خلال مطلع أيلول الماضي.
* التقرير الجديد وأبرز الدلالات:
الشراكة الإسرائيلية – الأمريكية ليست أمراً مدهشاً بالنسبة لمن يراقب تطورات الوقائع والأحداث، والتوجهات الميدانية التي تعكس مدى الارتباط الوثيق بين توجهات السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الشرق الأوسط، والأداء السلوكي العسكري والميداني الإسرائيلي على مسرح الشرق الأوسط. بكلمات أخرى، يمثل كل واحد منهما امتداداً للآخر، فما تعجز الوسائل العسكرية الإسرائيلية عن تحقيقه تسعى الولايات المتحدة مستخدمة وسائلها السياسية لتحقيقه.
اعترف البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية بتبادل المعلومات الاستخبارية حول "المنشأة النووية السورية"، ولكنهما لم يعترفا بالقيام بعمل عسكري مشترك، وكل ما حدث بعد وقوع الغارة هو التسريبات القائلة بأن هناك خلافاً قد نشب داخل الإدارة الأمريكية حول مدى مصداقية المعلومات الاستخبارية التي قدمتها إسرائيل لأمريكا حول وجود "المنشأة النووية السورية"، وقد نشب الخلاف بين طرفين:
• كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، وروبرت غاتز وير الدفاع الأمريكي، يشككان في مصداقية المعلومات الاستخبارية العسكرية، ويطالبان بأن تمضي أمريكا قدما في العملية الدبلوماسية إزاء ملفات كوريا الشمالية، إيران، وعملية السلام في الشرق الأوسط.
• ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي ومجموعة المحافظين الجدد يطالبون الإدارة الأمريكية باعتماد المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، وعدم تنفيذ الاتفاق مع كوريا الشمالية إلا بعد إقرارها بأنها قدمت المعونات والمساعدات في تطوير "البرنامج النووي السوري".
إن تطرق المعلومات الجديدة ولو افتراضاً لـ"مشاركة" الطائرات العسكرية الأمريكية في الغارة الإسرائيلية، هو أمر يحمل الكثير من التداعيات والتبعات، وبرغم عدم قيام أي طرف أمريكي رسمي، وعلى غير العادة، بنفي المزاعم التي نشرتها صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية، فإن القراءة في ما وراء مضمون تقرير الصحيفة الإسرائيلية تشير إلى الاحتمالات الآتية:
• أن تكون الطائرات الأمريكية قد شاركت بالفعل في الغارة –التي تبين لاحقاً أن الأمريكيين لهم علم مسبق بوقوعها- ومن ثم فإن الافتراض بصحة المشاركة تترتب عليه التوقعات الآتية:
* أن يكون للأمر علاقة بالهجوم الأمريكي – الإسرائيلي المتوقع ضد إيران.
* أن يكون للأمر علاقة بالمحاورات الأمريكية الجارية حالياً والرامية إلى عقد صفقة مع روسيا حول إيران.
* أن يكون للأمر علاقة بالخلافات والصراعات داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، وذلك بافتراض أن مجموعة تشيني قد رتبت مشاركة الطائرات الحربية الأمريكية من وراء ظهر إدارة بوش، واستخدام هذا السيناريو لـ"بالونة اختبار"لمشاركات أمريكية "سرية" مع إسرائيل في العمليات العسكرية المتوقعة ضد إيران وغيرها.
* أن تكون الإدارة الأمريكية تريد استخدام بعض أنواع الأسلحة، غير المتوافرة لإسرائيل، وفي نفس الوقت لا تريد أمريكا إعطاء هذه الأسلحة لإسرائيل، وبالتالي قررت أن تقوم بنفسها بتنفيذ المهمة تحت الغطاء الإسرائيلي.
* أن تكون الطائرات الأمريكية لم تشارك، وقد تمت "فبركة" المعلومات الجديدة، وتم تسريبها لأجهزة الإعلام من أجل تداولها، وذلك ضمن عملية نفسية – دعائية نوعية، ترتبط بتنفيذ بعض الأهداف المحددة مثل:
* تهيئة الرأي العام الأمريكي والعالمي إلى قبول قيام القوات الأمريكية بتنفيذ عمليات عسكرية بالمشاركة مع القوات الإسرائيلية.
* تهيئة الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط إلى توقع وتقبل الوجود العسكري الأمريكي – الإسرائيلي المعلن.
* نقل إشارة إلى إيران مفادها أن العمليات العسكرية المشتركة الأمريكية – الإسرائيلية ضدها ممكنة الحدوث.
* نقل إشارة إلى روسيا والصين مفادها أن أمريكا قادرة على تنفيذ العمليات العسكرية الفائقة الحساسية تحت غطاء حلفائها في المنطقة.
عموماً، برغم نفي الخبراء الأمريكيين أنفسهم، لعدم وجود أي أثر للمخلفات الإشعاعية في الصور الفضائية التي قاموا بتحليلها، والتي تم التقاطها بواسطة أقمار التجسس الأمريكية للموقع النووي السوري المفترض، فإن عدم قيام المصادر الأمريكية بنفي مزاعم مشاركة الطائرات الأمريكية، وحديث أولمرت للأتراك الذي قال فيه بأن إسرائيل تعتذر رسمياً لتركيا "إذا" قامت طائراتها بانتهاك المجال الجوي التركي، تمثل جميعها ملاحظات جديرة بالاهتمام... خاصة وأن سقف التآمر الأمريكي – الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط هو سقف من النوع المفتوح الذي لا يتقيد بأي حدود..


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...