رحلة جوية للعراة فقط

05-02-2008

رحلة جوية للعراة فقط

إذا فكرت في زيارة شاطئ العراة في إيرفورت بألمانيا، التزم بنصيحتي.. لا تذهب في الشتاء فالأجواء شديدة البرودة. ولكنني ذهبت وسط ذلك الصقيع، فلماذا أقدمت على ذلك؟

أقدمت على ذلك لأن هذه المدينة صارت ميدانا لثورة الجسد حيث نقلت ثقافة العري إلى آفاق جديدة.

وقد التقيت في وكالة سياحية، على بعد 10 دقائق من الشاطئ، بإحدى مديرات الوكالة والتي دعتني للإشتراك في رحلة جوية في يوليو /تموز القادم كلفتها 500 يورو، وهي ليست رحلة عادية على الاطلاق.

فجميع الركاب على متن هذه الرحلة سيخلعون ملابسهم ولن يرتدوها ثانية حتى تهبط الطائرة بمدينة أوسيدوم على بحر البلطيق.

وقالت المديرة ساندرا كوهلر "إنني أعتقد أن الناس يشعرون بأنهم أكثر حرية وهم عرايا، هذه فلسفة الرحلة".

وطلبت من ساندرا المزيد من التفاصيل (من أجل كتابة هذا المقال بالطبع تتفهمون ذلك).

سألتها "عند أي مرحلة سيسمح للراكب بخلع ملابسه؟ عند تسليم أمتعته؟"

فأجابت "كلا، وإنما بعد ركوب الطائرة فقط".

سألتها "ولكن ماذا لو سقط كوب شاي ساخن من يد المضيفة على جسد راكب عاري؟"

أجابت بهدوء "سيتم منع المشروبات الساخنة في هذه الرحلة".

سألتها "ولكن ماذا عن الصحة العامة، مع كل تلك الأجساد العارية على متن الرحلة؟"

أجابت "سيطلب من الركاب الجلوس على مناشف فوق المقاعد".

لقد بدا أن لديها إجابات على كل الأسئلة.

سألتها "ألا تعتقدين أن أحزمة المقاعد تشكل خطورة على الركاب الذكور؟"

بهتت ساندرا وأسقط في يدها وأجابت ضاحكة "لم أفكر في ذلك مطلقا".

يفضل الألمان أن يطلقوا على العري عبارة "ثقافة التحرر الجسدي"، ولهذه "الثقافة" جذورها في التراث الألماني.

ففي أوائل تسعينيات القرن التاسع عشر كتب العالم الاجتماعي هنريك بودر، الذي يلقب بأبي العري، عن خلع الملابس والعودة إلى الطبيعة. كما تواجدت مستعمرات العراة في ألمانيا لأكثر من قرن.

وفي وقت لاحق، ووراء حائط برلين في ألمانيا الشرقية كان التعري من أشكال التعبير عن الحرية، ويمثل احتجاجا بشكل فردي ضد قيود الدولة الشيوعية.

وقد كتبت أغاني بوب حول هذا الموضوع.

ولكن عليك أن تحذر، فليس كل الألمان يحبون رؤية أجساد الآخرين. ويشكو الدكتور بيتر نيهينكي، أشهر العراة في ألمانيا "أتعرض للغرامة كلما سرت عاريا في الغابات".

ويتابع الطبيب النفسي"الشرطة تتبعني حتى عندما أتوغل في الغابات ويأخذونني، ولكني أرى أن هذه هي صورة الانسان في بيئته الطبيعية".

ويأمل نيهينكي في أن تدافع المحكمة الدستورية الألمانية عن حقه في التعري، ويعتبر أن فكرة الرحلة الجوية العارية "عبقرية".

وقال لي "إنها أفضل وسيلة للدعاية لفكرة التعري، وأنا على يقين أنها ستحقق نجاحا كبيرا".

وعودة إلى وكالة السياحة، عرضت علي ساندرا بعض الرسائل التي تلقتها عن هذه الرحلة، ولم يكن الألمان فقط الذين اهتموا بها، فهناك رسائل مفعمة بالحماس من أمريكا أيضا.

وعلى المستوى الشخصي، فان هذه الرحلة لا تناسبني. ولكنني أرى فائدة واحدة لها فعلى الأقل لن تضطر إلى إعداد حقائب سفر كبيرة لهذه الرحلة فيكفيك الأشياء الضرورية جدا.

المصدر: بي بي سي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...