هل من جولة مواجهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله

10-08-2008

هل من جولة مواجهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله

الجمل: تتزايد يوماً بعد يوم معطيات الحملة الإسرائيلية – الأمريكية ضد حزب الله وتشير التقارير التحليلات الصادرة بواسطة مركز الدراسات التابع لجماعة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي، إضافةً إلى تصريحات الزعماء والمسؤولين الإسرائيليين بأن محور تل أبيب – واشنطن ما زال غير مقتنع بجدوى الوضع القائم في الساحة اللبنانية لجهة استمرار وجود حزب الله.
* النوايا الإسرائيلية إزاء حزب الله:
أوقفت إسرائيل غاراتها العسكرية والقصف المدمر وسحبت قواتها من جنوب لبنان وسعت لإحضار القوات الدولية وبرغم ذلك لم توقف إسرائيل تحركاتها العدوانية ضد حزب الله وبهذا الخصوص ما زال الأداء السلوكي للسياسة الداخلية والخارجية الإسرائيلية يعكس المعطيات التمهيدية لنموذج العدوان المدبر الوشيك بالمعنى العسكري – الأمني – السياسي ليس ضد حزب الله وحده وإنما ضد سوريا ولبنان ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك:
• داخلياً: استمرار وتزايد جهود إعداد الدولة الإسرائيلية للحرب وتتضمن هذه الجهود:
- استمرار الحشود العسكرية الإسرائيلية في منطقة شمال إسرائيل.
- إجراء المزيد من المناورات والتدريبات.
- السعي من أجل الحصول على المزيد من الأسلحة والعتاد العسكري الحربي المتطور.
- تكثيف العمليات النفسية بواسطة أجهزة الإعلام الإسرائيلي.
- تزايد الجهود السياسية داخل الكنيست ومجلس الوزراء وأجهزة الأمن لمتابعة الترتيبات المتعلقة بإلقاء الضوء على خطر حزب الله.
• خارجياً: استمرار وتزايد جهود الدبلوماسية الإسرائيلية في البيئة الإقليمية والدولية لجهة:
- تنسيق الترتيبات على خط تل أبيب – واشنطن.
- الاستخدام الدبلوماسي لنظرية عزل المركز عن الأطراف بما يؤدي إلى إبعاد الأطراف العربية والإسلامية عن حزب الله بحيث يتحول في نهاية الأمر إلى مجرد مليشيا معزولة يسهل استهدافها.
- الربط بين حزب الله والحركات المسلحة التي ظلت تستهدف أمريكا قس شتى أنحاء العالم.
- الضغط المتزايد على دول الاتحاد الأوروبي لجهة تبني موقف يتطابق مع الموقف الأمريكي ضد حزب الله.
- استخدام بعض القوى اللبنانية لجهة توظيفها بما يؤدي إلى عزل حزب الله أو على الأقل تهميش دوره السياسي والعسكري داخل الساحة اللبنانية.
* ماذا تقول آخر التطورات الميدانية:
ما زالت إسرائيل تحتفظ ببعض الفرق العسكرية ووحدات القوات الخاصة في المناطق المتاخمة للحدود السورية – اللبنانية إضافةً إلى ذلك ما زالت إسرائيل تكثف الجهود من أجل القضاء على بنى حزب الله التحتية وعلى وجه الخصوص الأمنية والعسكرية عن طريق:
• توظيف الأطراف اللبنانية للقيام بذلك ومن أبرز الدلائل على ذلك محولات قوى 14 آذار السابقة التي استهدفت تقويض شبكة اتصالات حزب الله.
• إرسال عناصر الكوماندوز الإسرائيلي وفقاً لاستراتيجية التغلغل وتنفيذ العمليات العسكرية وراء خطوط المواجهة داخل الأراضي اللبنانية.
• توظيف قوى 14 آذار لجهة توظيف أجندة استهداف حزب الله ضمن برنامج الحكومة اللبنانية الجديدة.
• محاولة استخدام القوات الدولية لحماية الطيارين الإسرائيليين الذين قد تسقط طائراتهم داخل الأراضي اللبنانية وتقول التسريبات بأن قوات اليونيفيل قد وافقت على القيام بعمليات الإنقاذ وإجلاء الطيارين الإسرائيليين الذين قد يسقطون داخل الأراضي اللبنانية.
• تشديد الإسرائيليين على حق إسرائيل القيام بالطلعات الجوية الاستطلاعية في الأجواء اللبنانية ومحاولة إقناع الأطراف الدولية بأن تحليق الطيران الإسرائيلي لا يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وإنما تندرج ضمن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
* هل من جولة المواجهة الجديدة بين إسرائيل وحزب الله  غير ممكنة التفادي؟
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمجلة ديفينس أبديت العسكرية الأمريكية تحليلاً استخبارياً أشار إلى النقاط الآتية:
• تزعم المصادر الاستخبارية الإسرائيلية بأن حزب الله قد استعاد قدراته العسكرية بما يفوق قدراته عشية حرب صيف 2006م.
• يباشر حزب الله تخزين العتاد الحربي والعسكري بشكل مكثف في منطقة بعلبك والبقاع والضاحية الجنوبية مع الاحتياط بقدر من القدرات العسكرية بمنأى عن رقابة قوات اليونيفيل وتحديداً في المناطق الواقعة شمال الليطاني.
• تزايد رصيد حزب الله ليس من القوة العسكرية وإنما من القوة السياسية والاقتصادية وذلك بسبب نجاح الحزب في بسط نفوذه على الساحة السياسية اللبنانية والرأي العام اللبناني.
• نجح حزب الله في حملة بناء الذرائع والمبررات الجديدة لجهة استمرار الحزب في استهداف إسرائيل وتقوم هذه الذرائع على المطالبة بـ:
- لبنانية مزارع شبعا وضرورة استردادها.
- لبنانية تلال كفر شوبا وضرورة استردادها.
• نجح حزب الله في بناء كاريزمة قيادية جسدتها شخصية حسن نصر الله الذي يملك فعالية هائلة في التأثير على توجيه الرأي العام اللبناني.
على خلفية الوقائع الجارية والمعطيات المعلنة والغير معلنة يمكن تحليل تقديرات الموقف الإسرائيلي على ضوء منظور الفرص والمخاطر على النحو الآتي:
• الفرص: تعاني قوة إسرائيل من الضعف الشديد بسبب انهيار قوة الردع الإسرائيلي ولابد من خوض عملية عسكرية بسبب هزيمة صيف 2006م والخيارات المتاحة أمام هذه العملية العسكرية وتتمثل في الآتي:
- خيار العمل العسكري ضد إيران.
- خيار العمل العسكري ضد سوريا.
- خيار العمل العسكري ضد حزب الله.
- خيار العمل العسكري ضد الفلسطينيين.
• المخاطر: تواجه الخيارات العسكرية المتاحة أمام الإسرائيليين جملة من المخاطر التي تهدد نجاح هذه الخيارات وما هو أكثر خطورة يتمثل في أن تداعياتها سوف تكون الأخطر على أمن ومستقبل إسرائيل. ويمكن الإشارة إلى أبرز المخاطر على النحو الآتي:
- عدم قدرة إسرائيل في السيطرة على الحرب بعد اندلاعها.
عدم جاهزية الجيش الإسرائيلي لخوض المواجهات ضمن مذهبية الحرب الشرق أوسطية الجديدة ولن يستطيع الجيش الإسرائيلي فرض مذهبية الحرب الخاطفة المحدودة كما كان يفعل في الحروب الماضية.
- إلحاق المزيد من الأضرار بالدبلوماسية الإسرائيلية وعلى وجه الخصوص في بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب فعالية تأثير استخدام الوسائط المعلوماتية والقنوات الفضائية في كشف الانتهاكات الإسرائيلية أمام الرأي العام الأوروبي والأمريكي.
- عدم قدرة الدفاعات الإسرائيلية على تجنيب العمل الإسرائيلي من خطر الصواريخ السورية والإيرانية وصواريخ حزب الله.
- عدم قدرة إسرائيل على الانفراد بضرب عدد واحد دون غيره وذلك لأن فتح جبهة مواجهة واحدة قد يترتب عليه انفتاح المزيد من الجبهات الأخرى.
هذا، وتقول آخر المعلومات والتسريبات بأن الخبراء الإسرائيليين أصبحوا أكثر إدراكاً للمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها إسرائيل إذا تورطت في إشعال الحرب ضد سوريا وإيران ويرى الخبراء أن الخطر الذي ستتعرض له إسرائيل في هذه الحالة سيكون خطر وجود وليس مجرد خطر حرب حدودية عادية. أما بالنسبة لحزب الله فإن الخبراء الإسرائيليين يتفقون بمختلف اتجاهاتهم على ضرورة القيام بعمل عسكري إسرائيلي ضده لأن نجاح مثل هذا العمل سيكون مبرراً لدى الإسرائيليين الذين يرغبون في تحقيق أي تصدي عسكري محدود لحزب الله طالما أنه يخدم في اتجاه استعادة هيبة الردع العسكري الإسرائيلي وتتيح للجيش الإسرائيلي فرصة محو العار في هزيمة 2006م.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...