المعتدلون العرب وإشكالية تغيير الأجندة الجمهورية بعد فوز أوباما

11-11-2008

المعتدلون العرب وإشكالية تغيير الأجندة الجمهورية بعد فوز أوباما

الجمل: استطاع محور واشنطن – تل أبيب إقامة تحالف المعتدلين العرب الذي ربط خطوط القاهرة – الرياض – عمان – رام الله – بيروت، وبالمقابل فقد تقبل المعتدلون العرب الانخراط في هذا التحالف لجهة الحصول على المزيد من المزايا الإيجابية والآن وبسبب ارتباط تحالف المعتدلين العرب بإدارة بوش الجمهورية بدأت تبرز العديد من التساؤلات حول مستقبل هذا التحالف في ظل إدارة أوباما الديمقراطية.
* دبلوماسية المعتدلين العرب: إشكالية انقلاب معادلة الـ"الفرص" والـ"مخاطر":
تقول التحالفات على أساس اعتبارات توازنات معادلة الفرص والمخاطر وذلك لجهة رغبة أطراف التحالف في تعزيز الفرص بأكبر ما يمكن وتقليل المخاطر بأقل ما يمكن ، توازنات معادلة الفرص والمخاطر التي قام على أساسها تحالف المعتدلين العرب كانت تتمثل في الآتي:
• لجهة الفرص: حصول القاهرة – عمان – رام الله – بيروت على أكبر ما يمكن من الدعم الأمريكي.
• لجهة المخاطر: ضمان عدم مواجهة بيروت لخطر صعود قوة المقاومة الوطنية مع تأمين استمرار إسرائيل في استهداف المقاومة وصولاً إلى إضعافها، وبالنسبة لعمان والقاهرة فإن المطلوب ضمان عدم مواجهة خطر صعود الحركات الإسلامية المعارضة وبالنسبة لرام الله فإن المطلوب ضمان عدم مواجهة خطر صعود حماس ودرء خطر الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية مع التأكيد على استمرارها ضد حركة حماس.

وبالمقابل لقيام محور تل أبيب – واشنطن بدعم المعتدلين العرب في درء المخاطر وتعزيز الفرص فإن المطلوب من المعتدلين العرب القيام بما يلي:
• لجهة الفرص: تعزيز خطة واشنطن الهادفة لتطبيق دبلوماسية عزل سوريا عن البيئة الإقليمية وتعزيز توجهات إسرائيل الهادفة إلى فرض صيغة السلام مقابل السلام كأمر واقع.
• لجهة المخاطر: درء المخاطر التي تهدد إسرائيل وذلك عن طريق العمل لجهة نزع سلاح المقاومة وإضعاف حركة حماس.
وبفضل دعم إدارة بوش أو بالأحرى الوعود التي قدمتها بالدعم فقد عمل المعتدلون العرب طوال الفترة الممتدة بين صيف عام 2006م وحتى الآن، ضمن ما يمكن أن يوصف بتسمية "الطابور الخامس" داخل المنطقة.
انتقد الديمقراطيون كثيراً استراتيجية إدارة بوش الجمهورية التي هدفت إلى دعم المعتدلين العرب، والآن بصعود إدارة أوباما الديمقراطية فمن الطبيعي أن يواجه المعتدلون العرب أجندة مختلفة عن تلك التي كانت تطالبهم بها الإدارة الجمهورية السابقة.
* المعتدلون العرب وإشكالية تحديد أجندة الإدارة الأمريكية:
تقول المعلومات والتسريبات حول استراتيجية السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الجديدة بأنها سو ف لن تركز على ملف الحرب ضد الإرهاب وملف الدول الراعية للإرهاب وما شابه ذلك، وإنما ستركز على ملفين:
• ملف مبادرة نشر الديمقراطية.
• ملف حقوق الإنسان.
• ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي.
هذا، وقد لعب اللوبي الإسرائيلي دوراً بارزاً خلال فترة إدارة بوش الجمهورية لجهة إيقاف إيقاع ضغوط الإدارة الأمريكية لتنفيذ هذه الملفات، وكانت ذرائع اللوبي الإسرائيلي التي أوردها اليهودي الأمريكي باري روبين تتمثل في الآتي:
• إن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط سيلحق الضرر بحلفاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة، لأن الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عززت قوة حماس المعادية لإسرائيل وأضعفت حركة فتح الصديقة لإسرائيل.
• إن المطالبة باحترام حقوق الإنسان ستؤدي إلى تقييد حرية حلفاء أمريكا في المنطقة في القيام بالقضاء على الإرهابيين وبالذات مصر والأردن والسعودية.
• المطالبة بتطبيق الإصلاحات السياسية ستؤدي إلى إضعاف قبضة أصدقاء وحلفاء أمريكا وإسرائيل في الرياض والقاهرة وعمان إضافة إلى إضعاف قبضة قوى 14 آذار على السلطة في لبنان.
• المطالبة بتطبيق الإصلاحات الاقتصادية ستؤدي إلى إضعاف الإدارات والمؤسسات التي تدعم نفوذ وسيطرة الشركات الأمريكية على اقتصادات السعودية والخليج إضافة إلى إضرارها بمصالح أصدقاء أمريكا المسيطرين على القطاع الخاص في لبنان ومصر والأردن إضافة إلى مواجهة الاتهامات بالفساد وارتكاب الإجراءات غير القانونية.
استناداً إلى هذه المبررات فقد صرفت إدارة بوش النظر في الملفات المذكورة باعتبارها تعرض المصالح الأمريكية في المنطقة للمزيد من الضرر. وبالمقابل فقد انتقد الديمقراطيون كثيراً إدارة بوش الجمهورية لإغفالها تلك الإصلاحات في الشرق الأوسط.
تقول التوقعات أن إدارة أوباما الديمقراطية ستركز في الفترة المقبلة على أجندة الإصلاحات السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وستقوم –كما هي العادة- الإدارات الديمقراطية بربط مشروطيات تنفيذ برامج تقديم المعونات الأمريكية بمدى التقدم المحرز في هذه الملفات، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
• سيرتبط تقديم المعونات الأمريكية لمصر والأردن بالتقارير التي سترفعها السفارات الأمريكية في القاهرة وعمان عن التقدم الذي أحرزته حكومة مبارك والملك عبد الله في مجال توسيع الديمقراطية ولن يتم تقديم أي معونة إذا لم يتم إحراز أي تقدم وبكلمات أخرى ستلتزم إدارة أوباما الديمقراطية بتقديم المعونة علاً بمبدأ "الحركة بركة" وللحصول على "البركة" لابد من الحركة عبر الإصلاح ونشر الديمقراطية في مصر والأردن.
• سوف تطالب إدارة أوباما المملكة العربية السعودية بإجراء الإصلاحات السياسية التي تؤدي إلى توسيع المشاركة وهذا معناه التقليل من صلاحيات وامتيازات العائلة المالكة وتمويل الصلاحيات للشعب وإضافة لذلك ستطالب إدارة أوباما المملكة العربية السعودية بالقضاء على نفوذ الوهابية على المؤسسات التعليمية والتقليص من نفوذ الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية الوهابية و.. و.. الخ مما يزيد من مخاوف العائلة المالكة.
• ستطالب إدارة أوباما قوى 14 آذار بالعمل لجهة خوض الانتخابات وكسب ثقة الناخبين اللبنانيين وذلك بشرط الحصول على الدعم الأمريكي وستطالب الإدارة الجديدة حكومة السنيورة بالإصلاحات الاقتصادية المتمثلة في تطبيق الشفافية وهي التي عمل آل الحريري والجميّل وجنبلاط وجعجع على تفاديها لأنه سيترتب عليها كشف تجاوزات شركة سوليدير وكشف خفايا أرقام الدين العام.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...