واشنطن قد تقبل مشاركة طالبان في الحل السياسي بأفغانستان

07-06-2010

واشنطن قد تقبل مشاركة طالبان في الحل السياسي بأفغانستان

قال ريتشارد هولبروك، الدبلوماسي الامريكي المسؤول عن شؤون افغانستان وباكستان، ان بلاده تقبل امكانية ان يتضمن الحل السياسي النهائي في أفغانستان عناصر معتدلة من حركة طالبان بشرط احترام "خطوط حمراء" معينة.

وقال هولبروك إن جيرغا السلام في كابول ، والذي منح الرئيس الأفغاني حامد كارزاي تفويضا للتفاوض مع عناصر طالبان كان خطوة هامة حيال طالبان وإن الولايات المتحدة تؤيد هذه الجهود .

وقال هولبروك ردا على تساؤل بشأن قبول واشنطن مشاركة زعامات رئيسية مثل الملا محمد عمر إن من غير الممكن قبول تسوية مع القاعدة أو التفاوض معها لكن يمكن أن تتم محادثات مع زعامات طالبان.

وأضاف في تصريح لوكالة رويترز "دعوني اكون واضحا في امر واحد، هو ان الجميع يفهمون ان هذه الحرب لن تنتهي بانتصار عسكري قاطع. لن تنتهي على سطح سفينة حربية مثل الحرب العالمية الثانية، او في دايتون بولاية اوهايو مثل حرب البوسنة".

وأضاف: "ستكون لها نهاية مختلفة. فالتوصل الى شكل ما من التسويات السياسية امر ضروري. لا يمكن التوصل الى تسوية مع القاعدة ولا يمكنك التحدث معهم، ولا يمكنك التفاوض معهم انه امر غير وارد. ولكن من الممكن التحدث مع زعماء طالبان".

وقال هولبروك، الذي يزور مدريد لحضور مؤتمر دولي لبحث السبل غير العسكرية للمساعدة في انهاء الحرب في افغانستان، انه اذا تبرأ عضو في "طالبان" من "القاعدة" والقى سلاحه وعمل في اطار النظام السياسي للانضمام الى الحكومة، "فلا خطأ في ذلك".

واضاف ان اجتماع الاثنين لممثلين لافغانستان وباكستان، والذي سيواصل المناقشات التي بدأت في اللويا جيرغا، اكبر تجمع من نوعه يضم مسؤولين من اكثر من 30 دولة ومنظمة.

وقال ان المستوى العالي للمشاركة، ولاسيما من العالم الاسلامي في الاجتماعات الدورية للمجموعة، يتناقض بشكل كبير مع "الوضع المضطرب جدا" الذي ورثته ادارة الرئيس باراك اوباما.

واضاف: "أود ان اقول... إنه في رأي الشخصي ان الكلمة التي القاها الرئيس اوباما في القاهرة كانت انفراجاً حقيقيا ومنذ ذلك اصبح من المثمر بشكل اكبر التواصل مع اصدقائنا" في العالم الاسلامي.

وكان حوالى 1600 من شيوخ القبائل ورجال الدين في أفغانستان قد وافقوا الجمعو الماضي على اتخاذ خطوات من اجل السلام مع طالبان، في تفويض للرئيس الأفغاني حامد كرزاي ببدء مفاوضات مع المقاتلين الذين يخوضون قتالا ضد القوات الأجنبية وحكومته.

ودعا كرزاي إلى عقد مؤتمر "جيرغا للسلام" لكسب التأييد لخطته بعرض عفو وأموال وحوافز عمل على مقاتلين من طالبان، والترتيب للجوء شخصيات بارزة من الحركة إلى دولة ثانية، ورفع اسمائهم من قائمة سوداء للأمم المتحدة والولايات المتحدة.

لكن ليس هناك إشارة تذكر الى أن طالبان التي وصفت مؤتمر جيركا بأنه عرض زائف أوعزت إليه أمريكا لإطالة أمد وجودها في البلاد مستعدة للاستجابة إلى عرض السلام.
وتريد طالبان انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان قبل بدء أي مفاوضات.

وهاجمت الحركة افتتاح اجتماع اللويا جيرغا بالصواريخ وإطلاق النيران أثناء كلمة كرزاي في السرادق الذي اقيم إلى الغرب من العاصمة، واستقال الاحد وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات الافغانيان لتحمل المسؤولية عن هذه الثغرة في الاجراءات الامنية.

وتسارعت وتيرة التحركات الرامية الى استكشاف امكانية التوصل لتسوية من خلال المفاوضات للصراع منذ ان اعلن اوباما ان واشنطن ستبدأ في سحب قواتها ابتداء من يوليو تموز 2011 .

وقال هولبروك ان شعور كثيرين بالاحباط لعدم إحراز تقدم ضد التمرد في افغانستان امر يمكن تفهمه بعد مرور تسع سنوات ولكنه قال انه يختلف مع هؤلاء الذين يقولون انه لا يمكن كسب هذه الحرب.واضاف: "ماالذي يقصدونه بكسب؟ نحن لا نستخدم كلمة يكسب، بل نستخدم كلمة ينجح".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...