حربا العراق وأفغانستان: تريليون دولار ثمن رخيص

26-07-2010

حربا العراق وأفغانستان: تريليون دولار ثمن رخيص

بلغت تكلفة الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان 1 تريليون دولار، لكنها لا تزال أرخص بكثير من التكلفة التي تكبدها الأميركيون خلال الحرب العالمية الثانية، والتي بلغت 4 تريليونات دولار.
إحصاءات أميركية مفاجئة أعدها قسم الأبحاث في الكونغرس في حزيران الماضي عن تكاليف جميع الحروب الكبرى، منذ الثورة الأميركية في العام 1776، أكدت ثقل حرب أفغانستان والعراق على كاهل الإدارة الأميركية، فيما وعد الكونغرس بالضغط اقتصاديا وسياسيا باتجاه ضبط تمويل وزارة الدفاع لهاتين الحربين.
وتعتبر صحيفة «نيويورك تايمز» أن التكنولوجيا الحديثة تقف وراء التكلفة الباهظة لحربين «صغيرتين»، رغم طول زمنهما، في العراق وأفغانستان. وكتب المتخصص في السياسة الدفاعية والميزانيات ستيفان داغيت، في تقرير خدمة أبحاث الكونغرس، انه «خلال الثورة الأميركية، كانت الفرقاطة -36 السلاح الأكثر تطورا، الأمر الذي يستحيل مقارنته اليوم مع مدمرة حديثة العهد تبلغ قيمتها 3،5 مليارات دولار».
في المقابل، تظهر نظرة ثانية إلى الأرقام قصة اقتصادية أخرى: ففي العام 2008، عام ذروة الإنفاق الأميركي على حربي العراق وأفغانستان، بلغت التكاليف 1،2 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي، فيما سجلت التكاليف العسكرية خلال العام 1945، ذروة الإنفاق على الحرب العالمية الثانية، 36 في المئة من الناتج الإجمالي.
إن الفرق بين النسبتين يقلق بعض المؤرخين فيما أشار البعض إلى أن السبب يعود للنمو الهائل للاقتصاد الأميركي، فضلا عن اللامحدودية في الائتمان خلال السنوات الخمس والستين الماضية. ويقول المؤرخ في جامعة ستانفورد ديفيد كينيدي «إن الجيش هو من يخوض الحروب لا البلاد». ويضيف «لقد استطعنا خلق ميدان خاص للقوات المسلحة، تستطيع عبره القتال في حرب دامية، من دون أن يهتز المجتمع الأميركي. إن الخطر الأخلاقي يكمن في أن القيادة السياسية تستطيع استخدام القوة، وهي تعلم أن المجتمع المدني لن يتأثر».
إن عدم رفع الضرائب للمساهمة في تمويل حربي العراق وأفغانستان، وهي المرة الأولى التي تحدث منذ قيام الثورة الأميركية، أدت لفصل الأميركيين عن هذه الحروب.
حربا بغداد وكابول هما الأكثر تكلفة في التاريخ الأميركي بحسب تود هاريسون، احد مراقبي موازنة وزارة الدفاع، مقدرا التكلفة السنوية التي تتكبدها الإدارة الأميركية على كل جندي في أفغانستان بـ1،1 مليون دولار، فيما بلغت التكلفة ذاتها خلال الحرب العالمية الثانية 67 ألف دولار و132 ألف دولار خلال حرب فيتنام. عملية حسابية سريعة تشير ببساطة إلى أن الولايات المتحدة أمضت 47 عاما حربيا، من عمرها البالغ 230 سنة، أي ما يعادل 20 في المئة من تاريخ وجودها.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...