نظرية المؤامرة: شواهد وتطبيقات معاصرة

19-09-2006

نظرية المؤامرة: شواهد وتطبيقات معاصرة

الجمل:  تسعى وتهدف نظرية المؤامرة إلى تقديم تفسير غير حقيقي للعلل النهائية والرئيسة للوقائع، لجهة الوصول إلى نتيجة متحيزة تخدم مصالح أحد الأطراف ذات العلاقة بموضوع المؤامرة.
تتضمن المؤامرة العديد من الوقائع المتداخلة، سياسياً، اقتصادياً، واجتماعياً.. وتتركز استخدامات نظرية المؤامرة على مبدأ وجود المخطط المسبق بوساطة (طرف ما).. بحيث يقوم المناصرون لنظرية المؤامرة بوصف وتفسير الحدث ضمن سياق يستهدف طرفاً محدداً دون غيره باعتباره الطرف الوحيد الذي يقف خلف المشهد، وتنبغي إزاحة الستار عنه.
من أبرز أمثلة وشواهد تطبيقات نظرية المؤامرة في الفترة المعاصرة نجد:
- مؤامرة الحادي عشر من أيلول.
- مؤامرة اغتيال رفيق الحريري وسلسلة الاغتيالات التي أعقبته.
- مؤامرة أسلحة الدمار الشامل العراقية.
- مؤامرة الأمن الإسرائيلي.
- مؤامرة الحرب ضد الإرهاب.
أصبحت المؤامرة أكثر علمية، فهي لم تعد أمراً عفوياً، وإنما أصبح للمؤامرة قواماً علمياً وسياقاً مفهومياً، بالغ التعقيد. وتعتبر حالياً صناعة المؤامرة من أكثر مجالات التخصص تعقيداً، لأنها تتطلب:
- إعداد الرواية بكامل تفاصيلها.
- إعداد السيناريوهات الرئيسة والفرعية.
- إعداد المخطط التنفيذي والذي يتم على ضوئه إدماج هذه السيناريوهات ضمن مسيرة الحياة اليومية.
- إعداد السيناريوهات الرئيسة والفرعية المتعلقة بالمراحل التفاعلية بعد لحظة الاندماج.
- إدارة العمليات التفاعلية.
- إدارة الصدمات التي يمكن أن تحدث بفعل التغذية العكسية لتداعيات تنفيذ المؤامرة.
وإذا أخذت على سبيل المثال (مؤامرة اغتيال الحريري)، فقد قام الموساد بإعداد الرواية، والسيناريوهات، ثم اختار لحظة التنفيذ، والتي تم فيها إدماج السيناريوهات ضمن سيناريوهات الحياة اليومية في لبنان، ثم بعد ذلك بدأ دور أمريكا في إدارة التفاعلات دخل مجلس الأمن، وبعد فترة، يذهب سيناريو المؤامرة في الاتجاه المطلوب والمحدد سلفاً بوساطة إسرائيل، وذلك برغم الخدمات التي قدمها لوبي هرمجدون اللبناني لدعم المخطط التنفيذي، فقد أدى هروب الشهود المزورين، وإعلامهم للحقيقة كاملة، إلى إحداث صدمة كبيرة، أفقدت الـ(بناء السيناريوي) للمؤامرة توازنه، وانهار بالكامل، مثلما انهارت أبراج التجارة العالمية في نيويورك، وذلك على دفع المحقق اليهودي ديتليف ميليس، إلى الانسحاب تاركاً جماعة آذار، والذين مازالوا أكثر إصراراً على السير في طريق (سيناريو المؤامرة)، الذي خجل ميليس من السير فيه.
أصول نظريات المؤامرة:
تستجيب الطبيعة الإنسانية إلى الظروف الطبيعية، والتي عادة ما يكون لها تأثير عاطفي وشعوري على سلوكه.. ومن أبرز أصول المؤامرة نجد:
• المصادر السيكولوجية النفسية: وتقوم على أساس اعتبارات الرغبة السيكولوجية النفسية التي تضغط على شخصية الإنسان، وتدفعه إلى تقديم التفسيرات التي تنسجم مع رغباته الخاصة.
• المصادر السياسية- السيكولوجية: وتقدم على أساس اعتبارات ما تحاول بعض الدول تقديمه من تفسيرات وتحليلات لوقائع غير حقيقية، وذلك بهدف تبرير أدائها السلوكي أمام الرأي العام الداخلي، والرأي العام العالمي.. ومن أبرز الشواهد على ذلك مؤامرة الحادي عشر من أيلول، والتفسيرات التي قدمتها الإدارة الأمريكية لها، على النحو الذي جعلها تبرر عملية اللجوء للعدوان والإرهاب ضد الآخرين تحت عنوان الحرب ضد الإرهاب، وأيضاً مؤامرة أسلحة الدمار الشامل العراقية، فهي تمثل أيضاً نمطاً سياسياً سيكولوجياً.
وعموماً نقول: إن الاعتماد على نمط نظرية المؤامرة في تفسير الأحداث، بعد وقوعها، لم يعد هو السائد حالياً، بل أصبحت نظرية المؤامرة تتضمن عملية صناعة المؤامرة نفسها، من أجل استهداف الآخرين.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...