لقاء عاجل لقادة «التحالف» وتركيا مازالت تحجز المقاتلين المتطوعين لمواجهة داعش

11-10-2014

لقاء عاجل لقادة «التحالف» وتركيا مازالت تحجز المقاتلين المتطوعين لمواجهة داعش

لا غارات «التحالف الدولي»، ولا «النخوة» التركية المشبوهة، ولا التصريحات المحذرة، حالت دون تقدم مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية في شمال البلاد. غير أن هذا التقدم ما زال يواجه بما تبقى من السلاح والمقاتلين السوريين الأكراد، منعاً لبسط التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة.
في هذا الوقت، كان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا يوجه دعوة علنية خارج سياق الديبلوماسيات المعهودة من الأمم المتحدة، طالباً من تركيا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، السماح للمتطوعين بعبور الحدود مع سوريا للقتال ومنع ارتكاب «داعش» مذبحة في عين العرب. تركيا نفسها وافقت أمس، على دعم تدريب وتجهيز المعارضة السورية «المعتدلة»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.دي ميستورا يعرض خريطة عين العرب خلال مؤتمره الصحافي في جنيف أمس (رويترز)
والأسبوع المقبل، يجتمع القادة العسكريون في 21 بلداً عضواً في «التحالف الدولي» في واشنطن، بحسب ما أعلن أمس، مسؤول أميركي.
وأوضح المسؤول في مجال الدفاع أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال لويد أوستين «دعوا إلى اجتماع لأكثر من 20 قائداً عسكرياً أجنبياً الأسبوع المقبل في واشنطن، لبحث جهود التحالف في الحملة الحالية ضد تنظيم الدولة الاسلامية».
وسيعقد هذا الاجتماع الاستثنائي يوم الثلاثاء المقبل في قاعدة «أندروز» الجوية في ضاحية واشنطن، وسوف يضم ممثلين عن كل الشركاء الأوروبيين في «التحالف»، بالإضافة إلى خمس دول عربية تقوم بدور نشط في الغارات الجوية وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية والإمارات، بحسب ما أوضح مسؤولون أميركيون.
وهذا الاجتماع هو الأول من نوعه على هذا المستوى منذ الاعلان عن تشكيل «التحالف» واستمرار خطر «داعش» من محيط بغداد وغيرها من مدن العراق، وصولا الى مناطق الشرق والشمال السوري وحدود لبنان الشرقية على الرغم من الغارات الجوية ضد التنظيم منذ اكثر من شهرين، وهي فترة زمنية بدأت تلقي بشكوك وتساؤلات عن وجهة الحرب المعلنة ونتائجها وتطوراتها في المرحلة المقبلة.
وتشير التقارير الى سقوط «المربع الأمني» في عين العرب والذي يضم مقر وحدة «حماية الشعب» الكردية ، ظهر أمس، في أيدي عناصر «داعش»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وهذا الحديث أكده نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي توني بلينكن، الذي قال إن «تنظيم داعش يسيطر الآن على 40 في المئة من مدينة عين العرب... وقد يتمكن من السيطرة عليها»، مضيفاً أن «القوات الكردية ما زالت تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة».
وبعيد ذلك، لجأ تنظيم «داعش» مرة أخرى إلى العمليات الانتحارية، حيث فجر انتحاري نفسه في عربة مفخخة قرب مركز للقوات الكردية، من دون أن تعرف حصيلة التفجير.
إلا أن صفحات لـ«جهاديين» يوالون التنظيم على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، ذكرت أن العملية الانتحارية نفذت قرب المسجد الكبير في عين العرب والانتحاري يدعى أبو محمود التونسي.
كما ذكرت مصادر أيضاً، أن قائد الهجوم على عين العرب هو خطاب الكردي، وهو نفسه الذي قاد الهجوم على «الفوج 121» في الحسكة قبل ثلاثة أشهر. وهناك حوالي 400 مقاتل كردي يعتقد أنهم المقاتلون أنفسهم الذين شاركوا في ذلك الهجوم، منهم أبو ماريا الكردي.
ومع تواصل المعارك في عين العرب، شن طيران «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة أربع غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم في جنوب عين العرب وشرقها، صباحاً، ثم عاد وشن غارتين ظهراً استهدفتا مواقع لـ«داعش» في عين العرب.
وكان عبد الرحمن قد أشار إلى أن «معارك تدور في شرق وجنوبي شرق المربع الأمني لوحدات حماية الشعب»، مضيفاً أن الإرهابيين «يحاولون بأي ثمن الوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا، عبر تطويق شمال عين العرب».
وأوضح مدير «المرصد» أن التهديد التي تمثله غارات «التحالف الدولي»، دفع مسلحي التنظيم «إلى نقل الذخيرة عن طريق الدراجات النارية إلى مقاتليه».
في غضون ذلك، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، تركيا إلى السماح للمتطوعين السوريين الأكراد بعبور الحدود مجدداً للمساعدة في منع سقوط عين العرب بيد «داعش».
وقال دي ميستورا: «ندعو السلطات التركية إلى السماح لحشود اللاجئين بدخول المدينة لدعم دفاعها عن نفسها»، مضيفاً أنه يخشى وقوع «مجزرة». وقال «أتذكرون سريبرينيتشا في يوغوسلافيا السابقة؟»، مذكراً بالمجزرة التي ارتكبت قبل نحو 20 سنة تحت مرأى العالم في البوسنة.
وأكد الديبلوماسي الغربي، مستعيناً بصور التقطت بالأقمار الاصطناعية، أن «ما بين عشرة آلاف و13 ألفاً من السكان موجودون في موقع في منطقة الحدود - بين تركيا وسوريا - وكثيرين ما زالوا داخل المدينة».
وأضاف أنه «إذا سقطت المدينة، فسيتعرض المدنيون لمجزرة على الأرجح». وتابع «بما أن كوباني ستسقط على الأرجح إذا لم تتم مساعدتها، فاسمحوا للذين يريدون الذهاب إليها بالالتحاق بالدفاع الذاتي مع تجهيزات كافية، والتجهيزات يمكن أن تفعل كثيراً من الأشياء».
وقال دي ميستورا إن «قرارات الأمم المتحدة ليست هي ما سيوقف (تنظيم) الدولة الإسلامية»، مشيراً الى أن «نداءنا إلى تركيا يهدف إلى أن تتخذ إجراءات إضافية لوقف تقدم الدولة الإسلامية وإلا فسنندم نحن جميعاً، بما في ذلك تركيا، على ذلك».
إلا أن الأتراك كانوا يغرّدون في سرب آخر للدعم، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس، أن أنقرة وافقت على دعم تدريب وتجهيز المعارضة «المعتدلة» في سوريا، وهي خطة متصورة تتطلب أعواماً عدة، وأن فريقاً عسكرياً أميركياً سيزور أنقرة الأسبوع المقبل لمناقشة الأمر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، للصحافيين، إن «تركيا وافقت على دعم جهود تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة».
وكانت هارف تعلق على زيارة مسؤولين أميركيين كبيرين لتركيا من أجل بناء «التحالف» ضد «داعش»، فقالت إنه «سيسافر فريق تخطيط (من وزارة الدفاع) إلى أنقرة الأسبوع المقبل لمواصلة التخطيط عبر القنوات العسكرية».
والجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل كان قد أكد أن المساعدة العسكرية الرئيسية التي ترغب بها واشنطن من تركيا، هي استخدام القاعدة الجوية التركية في إنجرليك في جنوب تركيا، والمساعدة في تدريب المعارضة السورية «المعتدلة» وتجهيزها.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...