كيف تمكنت روسيا من تسجيل اللقاء بين ضباط ألمان؟

قالت صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية إن بث روسيا لمحادثات سرية بين العديد من الضباط الألمان حول شحنات أسلحة محتملة إلى أوكرانيا، أدى إلى وقوع ألمانيا في موقف محرج وأظهر نقصًا في الحيطة والحذر من قبل الجيش الألماني.

وفي تقرير لصحيفة “لو باريزيان” بقلم بيير هاردي، أشارت إلى أن التسجيلات، التي نُشرت على قناة “آر تي” الروسية وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في 19 فبراير، تظهر ضباطًا يناقشون إمكانية تسليم صواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، الأمر الذي طلبته الحكومة الأوكرانية، لكن ألمانيا ترفض ذلك حتى الآن.

وأكدت وزارة الدفاع الألمانية صحة هذه التسجيلات، ووصفها المستشار أولاف شولتس بأنها “خطيرة للغاية”، معلنًا عن فتح تحقيق دقيق وشامل وسريع لمعرفة ملابسات الأمر.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، عُقد الاجتماع عبر منصة “ويب إكس” الأمريكية للمؤتمرات الفيديو، وليس عبر شبكة داخلية آمنة.

وقال خبير أمن سيبراني لـ”لو باريزيان” إن “التشفير لم يتم تنشيطه مسبقًا، لذا فإن الاجتماع قد تعرض للتجسس”، مشيرًا إلى أن هذه الفرضية هي “الأكثر احتمالًا”، مع تأكيده على أن بعض مراحل الاتصال الأخرى لم تكن آمنة تمامًا.

وأفادت “وول ستريت جورنال” بأن أحد المشاركين اتصل بالاجتماع من هاتفه المحمول في غرفة فندق بسنغافورة، مشيرًا إلى إمكانية تعرض هاتفه لبرنامج تجسس من نوع بيغاسوس، أو أن الاعتراض قد حدث عبر شبكة الواي فاي في الفندق.

وفيما يتعلق بتوقيت التسريب وبثه من قبل روسيا، فإنه إذا كانت هذه الحادثة قد حدثت بشكل متعمد، فإنها تشير إلى “إهمال”، وفقًا لتعليق آلان رودير، الضابط الكبير السابق في الأجهزة الفرنسية. وقال إدوارد هنتر كريستي، الخبير السابق في الناتو، إن هذا التسريب يُظهر أن الجيش الألماني قد استفاد منه بشكل سلبي، وأنه قد يساهم في تصعيد الصراع داخليًا.

وفيما يتعلق برد فعل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، فقد وصف التسريب وبثه من قبل روسيا بأنه “محاولة لتقويض وحدة البلاد وزرع الانقسام الداخلي”، معربًا عن أمله في عدم نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك، وأن يظلوا متحدين.

وكالات