قسد تطرق باب دمشق مجدّداً: لِنعُد إلى الحوار

13-06-2024

قسد تطرق باب دمشق مجدّداً: لِنعُد إلى الحوار

مع تصاعد الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا، عاد الحديث عن تفعيل الحوار بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بعد فترة من الجمود دامت لأكثر من أربع سنوات.

تجمدت اللقاءات بين الطرفين بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن الانسحاب التام من سوريا في نهاية عام 2019، وتمسكت “قسد” بفكرة الاعتراف الدستوري بها وببقاء “الإدارة الذاتية” خلال جلسات الحوار التي جرت في عام 2020.

منذ ذلك الحين، اقتصر التعاون بين الجانبين على بعض القضايا الخدمية، وشهدت العلاقة توترات متكررة بسبب اتهام “قسد” للحكومة السورية بدعم الحراك العشائري ضدها، والذي قاده شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، العام الماضي ولا يزال مستمراً حتى الآن.

مع بدء تركيا بإطلاق تصريحات عن نيتها تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد “حزب العمال الكردستاني” في العراق و”قسد” في سوريا، بدأت وسائل إعلام كردية تسريب معلومات عن لقاءات بين ممثلين عن “الإدارة الذاتية” بهدف إطلاق جولة جديدة من المفاوضات برعاية روسية.

كما نقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن مصدر مطلع على الاجتماع الموسع الأخير لـ”حزب البعث”، أن الرئيس السوري بشار الأسد، خلال اجتماع عُقد في 4 مايو، تحدث عن نية الحكومة السورية الوصول إلى حلول سياسية مع “الإدارة الذاتية” في غضون أشهر قليلة، مستبعداً الحل العسكري في التعامل مع منطقة شمال شرق سوريا.

ومع ذلك، نفت مصادر حضرت الاجتماع وجود تصريحات مباشرة بهذا الشأن، موضحة أن الأسد شدد على أهمية الحوار والمصالحة في كافة أنحاء سوريا، كنهج تتبعه الدولة منذ بداية الحرب، وتطلعه إلى نضوج الحلول السياسية خلال الفترة القادمة.

وأشارت المصادر إلى أن قيادة “حزب البعث” قد شكلت لجنة للحوار الوطني، بهدف تفكيك الخلافات والوصول إلى توافق وطني.

من جهته، كشف مصدر كردي مستقل أن مجموعة من السياسيين والوجهاء والفعاليات الاجتماعية الكردية تعمل على إطلاق مبادرة لإحياء الحوار بين الحكومة السورية و”الإدارة الذاتية” و”قسد”.

وأضاف المصدر أن المبادرة تأتي في ظل ضغوط أمريكية وفرنسية لإحياء الحوار بين الأكراد أنفسهم، تمهيداً لتوقيع اتفاقية مصالحة. وأكد المصدر أن واشنطن وباريس أبلغتا “قسد” بعدم اعتراضهما على أي خطوة للحوار والمصالحة سواء مع الحكومة أو المعارضة.

وأوضح أن كلاً من الحكومة السورية و”الإدارة الذاتية” أبدتا انفتاحاً على المبادرة، مع إمكانية البدء بمناقشة القضايا الأقل خلافية للوصول إلى محددات أساسية للحوار، معترفاً بأن الوصول إلى اتفاق بين الطرفين مهمة صعبة للغاية بسبب الخلافات العميقة بينهما.

ورغم صعوبة المهمة، اعتبر أن الحوار هو الحل الأفضل في ظل توجهات تركيا الخطيرة لاحتلال المزيد من الأراضي السورية.

من الواضح أن “الإدارة الذاتية” هي من بادرت بتسريب المعلومات عن محاولات إطلاق جولات جديدة من الحوار مع الحكومة السورية، وذلك بعد أن شعرت بخطر شن تركيا عملية عسكرية جديدة ضدها، خاصة بعد أن حصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دعم الحكومة العراقية لهذه العملية، وقبولها لأول مرة تصنيف “حزب العمال الكردستاني” كمنظمة إرهابية.

كما زادت تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن وجود وساطة عراقية لإنجاز مصالحة سورية – تركية، من مخاوف “قسد” من اتفاق محتمل بين سوريا والعراق وتركيا ضدها.

لذلك، اتخذت “الإدارة الذاتية” إجراءات “تراجعية” منها تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في 11 من الشهر الجاري إلى شهر أغسطس، ما اعتُبر إلغاءً فعلياً لها.

كما أرسلت وفوداً إلى دمشق وحميميم لمعرفة موقف الطرفين من التهديدات التركية الجديدة، والتحقق من عدم وجود أي تغييرات استراتيجية في سياساتهما.

ورغم كل هذه التحركات، تبقى جدية “الإدارة الذاتية” في الحوار مرتبطة بمدى تأييد الولايات المتحدة، التي يشكل وجودها العسكري في المنطقة عقبة كبيرة أمام أي اتفاق محتمل.

يبدو أن التوصل إلى اتفاق في المدى القريب غير مرجح، نظراً للخلافات المتعلقة بالنفط وصعوبة تخلي دمشق عن إدارة مناطق شمال شرق سوريا لصالح “قسد”.

الأخبار


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...