المصالحة بين شدّ وجذب: أنقرة ودمشق تتمسّكان برؤيتيهما

17-07-2024

المصالحة بين شدّ وجذب: أنقرة ودمشق تتمسّكان برؤيتيهما

بعد مرور أقل من أربع وعشرين ساعة على بيان وزارة الخارجية السورية حول جهود المصالحة بين أنقرة ودمشق، رد وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، بتصريحات معاكسة.

وفي الوقت الذي أعرب فيه الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن رغبته في المصالحة ولقاء نظيره السوري بشار الأسد، أصدرت الخارجية السورية بيانًا يذكر بمواقف دمشق الأساسية، مثل انسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.

وعلى الرغم من أن البيان لم يستبعد إمكانية التقدم في مسار التطبيع، إلا أنه استبعد أي لقاء رئاسي قبل أن تتخذ تركيا خطوات ملموسة فيما يتعلق بالانسحاب من سوريا.

في اليوم التالي، استقبل فيدان نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، في إسطنبول، وأكد أن دعوة إردوغان للقاء الأسد ليست ضعفًا، وأوضح موقف تركيا الثابت في دعم المعارضة السورية، وأن سياستها لم تتغير تجاهها، مشيرًا إلى أن اللاجئين لن يعودوا قسرًا بل طوعًا.

أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول إمكانية حدوث لقاء قريب بين إردوغان والأسد، وسط توقعات بلقاء أولي بين وزيري الخارجية التركي والسوري في بغداد، حسبما تخطط له السلطات العراقية.

في حوار مع صحيفة “غازيتيه دوار”، قال الأستاذ الجامعي غينجير أوزجان إنه يجب فهم مطلب السوريين بانسحاب تركيا أو جدولة الانسحاب مسبقًا، مشيرًا إلى تجربة سوريا المريرة مع إسرائيل التي لا تزال تحتل الجولان منذ عام 1967.

وأضاف أن خروج تركيا من المأزق السوري يتطلب العودة عن أخطائها، مشددًا على ضرورة التصالح مع الحقائق وعدم التباحث في ظل وجود القوات التركية في شمال سوريا.

من جانبه، قال مراد يتكين إن دعوة سوريا للعودة إلى ما قبل عام 2011 تعني عدم وجود القوات التركية ولا دويلة كردية، مشيرًا إلى أن إردوغان يأمل في اتفاق بين تركيا وروسيا وسوريا، وتخلي الرئيس الأمريكي المقبل عن دعم حزب العمال الكردستاني.

في مقال في صحيفة “حرييات”، كتب فاتح تشيكيرغه أن لقاء إردوغان-الأسد سيكون تطورًا مهمًا لحل مشكلات تركيا في المنطقة، ولكنه غير كافٍ، مشيرًا إلى أن التعامل مع روسيا وإيران والأسد سيكون مطلوبًا لفترة طويلة.

الكاتب أحمد حاقان في صحيفة “حرييات”، أشار إلى أن تركيا تريد التطبيع مع سوريا لمنع حزب العمال الكردستاني من إقامة دولة في شمال سوريا، ولإعادة جزء كبير من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا.

وفي صحيفة “جمهورييات”، رأت مياسي إيلكنور أن سياسات إردوغان في سوريا تسببت في وجود عدد كبير من اللاجئين وظهور ملامح الدولة الكردية، وأن عودة اللاجئين ستكون صعبة في ظل الظروف الحالية.

وفي ظل النقاشات المستمرة حول المصالحة، وُجِّهت انتقادات إلى وزير الخارجية والحكومة السابق، أحمد داود أوغلو، الذي رد قائلاً إن المسؤولية عن الأزمة السورية ليست فردية، وأن القرارات كانت تتخذ في مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان وغيره من القادة.

ختامًا، أكد داود أوغلو على أن عودة اللاجئين تتطلب توقيع اتفاق سلام مع سوريا، مشددًا على أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على استراتيجيات سليمة وتدابير ملموسة وليس على أسس شخصية.

الاخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...