تداعيات قمة منتدى اسطنبول على السياسات الإسرائيلية العدوانية

09-06-2010

تداعيات قمة منتدى اسطنبول على السياسات الإسرائيلية العدوانية

الجمل: شهدت مدينة اسطنبول التركية يوم أمس الثلاثاء 8 حزيران (يونيو) 2010م انعقاد القمة الثالثة لمنتدى مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA) وقد شارك في هذه القمة 20 دولة, فما هي طبيعة هذا المنتدى وعلى خلفية التطورات الإقليمية الدولية, هل من الممكن تطوير هذا المنتدى ليأخذ شكل تحالف دولي جديد من أجل ردع ومواجهة التهديدات الإسرائيلية-الأميركية المتجددة؟

التعريف بمنتدى مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA):شعار المنظمة
تم في عام 1992م وبمبادرة من الرئيس الكازخستاني نور سلطان نزار باييف إطلاق فعاليات منتدى مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا, وفي عام 1996م انضمت 16 دولة لعضوية المنتدى, وتمت عملية إعداد وصياغة وثيقته الأساسية, وبحلول عام 2002م, تم عقد القمة الأولى, وتبعتها في عام 2006م القمة الثانية, حيث وصل عضوية المنتدى إلى 18 دولة.
تضمن عضوية المنتدى حاليا 22 دولة, و6 دول بصيغة مراقب:
• الدول الأعضاء: أفغانستان – أذربيجان – الصين – مصر – الهند – إيران – الأردن – كازخستان – كيرغيزستان – منغوليا – باكستان – فلسطين – كوريا الجنوبية – إسرائيل – روسيا – طاجيكستان – تايلاند – تركيا – الإمارات العربية – العراق – فييتنام – أوزبكستان إضافة إلى مشاركة سوريا في القمة الأخيرة.
• الدول المراقبة: إندونيسيا – اليابان – ماليزيا – قطر – أوكرانيا – الولايات المتحدة الأميركية.
• المنظمات المراقبة: الأمم المتحدة – منظمة الأمن والتعاون الأوروبي.
تضمن بيان إعلان المبادئ الخاص بالمنتدى, والصادر في عام 1996م, على العديد من النقاط التي تحدد الأسس العامة, ومن أبرزها:
• استغلال الفرص الجديدة من أجل تحقيق التعاون والسلام والأمن في القارة الآسيوية.
• العمل من أجل بناء وتحقيق مستقبل أفضل لشعوب وبلدان القارة الآسيوية.
• العمل من أجل جعل القارة الآسيوية منطقة سلام واحدة للتعايش السلمي بين بلدانها وشعوبها.
• تحقيق الحرية والازدهار والسلام والأمن والتنمية.
هذا, وعلى خلفية بيان إعلان المبادئ, فقد تحددت أغراض وغايات المنتدى الأساسية والتي تضمنت بشكل رئيسي هدف مواجهة التحديات المعاصرة, التي تهدد الأمن والسلام الدولي وتحديد الرؤية والمنظور السليم لجهة التصدي لمعالجتها.

قمة اسطنبول: نقطة التحول الجديدة
تم عقد القمة الثالثة في اسطنبول, وتحديدا يوم أمس الثلاثاء 8 حزيران (يونيو) 2010م, وأشارت التقارير إلى أن فعاليات انعقاد القمة قد تمت في قصر سيراغان, بحضور لفيف من كبار قادة وزعماء المنتدى, وإضافة لذلك أكدت التقارير حدوث الآتي:
• اعتماد قبول عضوية العراق وفييتنام كأعضاء جدد.
• إدانة العدوان الإسرائيلي ضد قافلة سفن كسر الحصار على قطاع غزة.
هذا, وكان لافتا للنظر أن جميع المشاركين, ماعدا (إسرائيل), قد وافقت على إدانة العدوان الإسرائيلي, هذا, وبرغم حضور الوفد الإسرائيلي, فقد تحدث الرئيس التركي عبد الله غول مرحبا بالحضور, وقائلا بأن إسرائيل أصبحت دولة معزولة وتعاني من تداعيات أخطاءها مع تركيا.
شارك في مؤتمر اسطنبول كبار زعماء البلدان الأعضاء: الرئيس السوري بشار الأسد – الرئيس التركي عبد الله غول – الرئيس الإيراني أحمدي نجاد – رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين – الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزصورة للزعماء والقادة المشاركينار باييف – الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف – الرئيس الفلسطيني محمود عباس – وذلك إضافة إلى لفيف من رؤساء ونواب الرؤساء ورؤساء وزراء الدول, وما كان لافتا للانتباه أن إسرائيل قد شاركت ضمن وفد خفضت فيه مستوى تمثيلها, وإضافة لذلك, فقد سعى الوفد الإسرائيلي المشارك إلى استخدام نفس الأساليب التي تؤكد على مدى التعنت وعدم احترام قواعد اللعبة الدبلوماسية, وذلك عندما غادر الوفد الإسرائيلي الجلسة عندما تقدم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لإلقاء كلمته أمام الحضور.
شهد جدول أعمال قمة اسطنبول الأخيرة نقطة تحول جديدة, ففي قمته الثانية سعى المؤتمر إلى النظر في أمر التعاون بين الدول الأعضاء في مجالات: انتهاك السيادة الوطنية – الإرهاب – الأنشطة الانفصالية – الجرائم المنظمة العابرة للحدود – مكافحة انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل أما في قمة اسطنبول الثالثة, فقد سعى المؤتمر إلى معالجة ملفات الأمن والاستقرار من خلال إدانة إسرائيل وسلوكياتها العدوانية.

قمة منتدى اسطنبول: هل من جدول أعمال جديد؟
تشير التطورات والوقائع الجارية في الساحة الدبلوماسية الإقليمية والدولية, إلى أن قمة منتدى اسطنبول كانت أكثر وضوحا وقدرة في القيام بمهمة التصدي لمخاطر التهديدات العدوانية الإسرائيلية, وتداعياتها على أمن واستقلال منطقة الشرق الأوسط, والذي نظرت إليه قمة المنتدى باعتباره يمثل أحد المكونات الهامة للأمن الآسيوي, طالما أن منطقة الشرق الأوسط, وتحديدا منطقة شرق المتوسط تمثل الاتجاه الاستراتيجي الآسيوي الشرقي.
المثير للاهتمام يتمثل في أن القوام الهيكلي للمنتدى, بضم العديد من المزايا النسبية الدبلوماسية, والتي يمكن توظيفها بشكل أفضل خلال المراحل القادمة, ومن أبرز هذه المزايا:
• وجود المناطق الساخنة الأساسية في النطاق الجغرافي الخاص بالمنتدى: منطقة الشرق الأوسط – منطقة القوقاز – منطقة شبه القارة الهندية – منطقة آسيا الوسطى – منطقة شبه القارة الهندية – منطقة جنوب شرق آسيا.
• ضعف الوجود الأميركي: لا تقع أميركا ضمن نطاق هذه المنظمة, ونفس الشيءالدول الأعضاء والدول المراقبة في المنظم بالنسبة لحلفائها الأوروبيين مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهم من أصدقاء وحلفاء إسرائيل الأوروبيين.
• وجود القوى الكبرى الرئيسية: توجد ضمن المنتدى كل من روسيا – الصين – الهند – باكستان, وهي دول نووية, إضافة إلى دول أخرى تتميز بالقوة الإقليمية مثل تركيا – كازخستان.
• الوجود العربي المعتبر: توجد العديد من الدول العربية ذات المكانة والوزن منها السعودية والعراق إضافة إلى سوريا.
من خلال مراجعة وفحص خارطة عضوية هذه المنظمة, نلاحظ أنها وبسبب ضعف نفوذ التأثير الأميركي والإسرائيلي والأوروبي الغربي المنحاز لإسرائيل, فإنه توجد إمكانية ومساحة أكبر أمام الأطراف العربية لجهة توظيف فعاليات هذا المنتدى الدولي-الإقليمي باتجاه عمليات التعبئة الدبلوماسية وحشد التحالفات مع الأطراف الموجودة, بما يتيح بناء كتلة سوف يكون لها وزنها الكبير والمؤثر جدا في التفاعلات الدولية القادمة, وإضافة لذلك نلاحظ أن بيئة هذه المنظمة متاحة لجهة القيام بعمليات التعبئة والحشد, وذلك لأن معظم الأعضاء الرئيسيين في هذه المنظمة هم إما خصوم أمريكا وإسرائيل, أو المتحفزين لجهة مقاومة الهيمنة الأميركية, إضافة إلى منافسة أميركا في الساحة الدولية كما في حالة روسيا والصين, فهل يا ترى سوف يستغل العرب فرص هذا المنتدى, أم أنهم سوف يتركونها لا تضيع منهم وحسب, وإنما نهبا للدبلوماسية الإسرائيلية والتي لم تجد بدا هذه المرة من الاعتراف بأنها سوف تكون الخاسر الرئيسي في قمة اسطنبول, فقد كان من المفترض أن يترأس دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوفد الإسرائيلي للقمة ولكنه وفي اللحظات الأخيرة ألغى مشاركته وتم تكليف السفير الإسرائيلي في تركيا غابي أشكينازي لكي يتزعم الوفد الإسرائيلي في القمة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...