حصيلة الموسم 1: بانوراما الخيبة

07-09-2010

حصيلة الموسم 1: بانوراما الخيبة

شارف الشهر المبارك على نهايته، وحان وقت الحساب. نتوقف عند مسلسلات مهّدت لها حملات ترويج ضخمة، وترقّبها المشاهد من «كليوباترا» إلى «أبو جانتي»... لكن ورقة التوت راحت تنزلق عنها، فلم يبق مع اقتراب النهاية، سوى طعم الفشل. غداً، موعدنا مع الأعمال التي ربحت رهانها هذا العام

مواهب «أبو جانتي»
حاول سامر المصري استغلال كل مواهبه في مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي». هكذا، سجّل شارة العمل بصوته، وواكب عرضه بتصريحات صحافية. ثمّ سمعناه يؤكّد أنه أعاد الكوميديا السورية إلى عصرها الذهبي، وطوراً يقول إنّه اقترب من نبض الشارع بطريقة لم يفعلها أحد سواه! ولم يتردّد النجم السوري في التعبير عن استغرابه من الآراء السلبية التي انتقدت العمل. على أرض الواقع، استطاع المسلسل جذب شريحة كبيرة من المشاهدين. مع ذلك، لم يشفع ذلك بمستوى «أبو جنتي». بدا واضحاً أن المصري فصّل العمل على قياسه، ولم يفوّت فرصة للتقرّب من السلطة ومغازلة رأس المال الخليجي.
ولن يتأخّر المشاهد في اكتشاف الاستسهال من خلال الصور السريالية التي يطرحها المسلسل مرة عن المسؤولين، ومرات أخرى عن المدينة وشخصياتها الفاضلة على رأسها شخصية أبو جانتي. إلى جانب التطويل والحشو. علماً بأن أغلب أحداث المسلسل تؤكد أن الفكرة لا تحتمل إلا لوحة واحدة في مسلسل «بقعة ضوء» أو أنّها تحتاج إلى... كاتب حقيقي.

 

لا بهرجات ولا تشويق
فجأة، أصبحت لورا أبو أسعد منتجةً، ولم تكتف بتخريب الدراما السورية عبر عشرات الأعمال التركية المدبلجة، بل بدت هذا الموسم مصرةً على الذهاب أبعد من ذلك. إذ قررت الممثلة السورية أن تنتج مسلسل «قيود الروح». كتبت نص المسلسل يارا صبري وريما فليحان، وقد اختارت أبو أسعد هذا السيناريو باعتباره معافى من البهرجات التي تضاف عادة من أجل التسويق. أما مخرج العمل فكان زوج صبري الممثل ماهر صليبي. وقد سبقت عرض المسلسل تصريحات تبهج النفوس. ثم واكبت عرضه ندوة عقدتها الشركة المنتجة ووزارة الإعلام السورية للحديث عن الدراما التي تتناول قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، على اعتبار أن العمل يطرح شخصية طفل مصاب بالتوحد. لكن النتيجة كانت عدم تمكّن المشاهد من إكمال حلقة واحدة من المسلسل. إذ إنّ النص المعافى من البهرجات، جاء أيضاً معافى من الحبكة المشوّقة والممتعة. وما زاد الطين بلة كان الإمكانات المتواضعة جداً لماهر صليبي، فاقتصر عرض العمل على قناة «سوريا دراما»، كونها تعرض معظم المسلسلات السورية، وقناة «السومرية» العراقية!

 

الكلّ عاوز «زهرة»
قبل انطلاق السباق الرمضاني، كان «زهرة وأزواجها الخمسة» الأكثر إثارة للجدل. مع ذلك، لم ينل إعجاب كثيرين. ولعلّ اتصال إحدى المصريات على برنامج إذاعي تبثّه محطة «راديو مصر» كان الأكثر تعبيراً عن هذه الإشكالية. إذ قالت المتّصلة إنها غير مقتنعة بأحداث المسلسل لكنّها تتابعه لتعرف مصير شخصية زهرة المستفِزة. وفعلاً، أطلّت غادة عبد الرازق في مسلسلها الرمضاني بشخصية جذابة ولعبت دور ممرّضة مزواجة. تفاصيل القصة تؤكد أنّ هدف العمل هو استعراض غادة عبد الرازق لأنوثتها على الشاشة. وقد أجمع النقّاد على أن مسلسل «عائلة الحاج متولي»، رغم الانتقادات التي وُجّهت إليه عند عرضه قبل عشر سنوات، كان أفضل وأكثر تماسكاً من «زهرة...». ولم يتردّد الصحافيون بإطلاق النكات على المسلسل، وخصوصاً بعد سرقة لوحة «زهرة الخشخاش»، فتحوّل اسم العمل إلى «زهرة الخشخاش وأزواجها الخمسة». كما أن نكتة ساخرة ثانية رافقت حلقات العمل هي أنّ كل رجال المسلسل أرادوا الزواج من زهرة باستثناء الممثل الذي لعب دور أخيها، في إشارة إلى المبالغة الواضحة في العمل.

ابن البلد لا يتغيّر
إذا كان مسلسل «أغلى من حياتي» لمحمد فؤاد قد عرض حصرياً على «الحياة» في رمضان، فالحصرية لم تقف هنا، بل انسحبت على جمهور العمل نفسه. للمرة الأولى، تشهد الدراما مسلسلاً موجّهاً فقط إلى محبي البطل. وبدا واضحاً أن جمهور المغني المصري لم يتوقف عند أي ثغر درامية، وكان مستعداً للرد بعنف على أي انتقادت ضد العمل. ورغم أن محمد فؤاد (المعروف باسم فؤش) أكّد أنّه سيقدّم عملاً يغيّر الكثير في مفاهيم الدراما العربية، فالواقع كان عكس ذلك. ولعل «فؤش» اعتمد على أنه كان بطل فيلم «إسماعيلية رايح جاي» الذي فتح الباب أمام عودة الجمهور إلى دور العرض. لكن متابعة حلقات «أغلى من حياتي» تؤكد أن فؤاد لا يزال عاجزاً عن الخروج من عباءة الفيلم الشهير. صحيح أن النجم المصري لن يتمكن من الظهور خارج إطار شخصية الشاب ابن البلد، لكن اللافت أنه يرفض التنويع حتى في أداء هذه الشخصية. أما الخطوط الدرامية فتسير ببطء، وبدا واضحاً معاناة الممثلين من عدم التركيز، وغياب عنصر المفاجأة عن الأحداث والحوارات، بما في ذلك النهاية السعيدة التي لن يرضى فؤاد بأن يقدم غيرها لجمهوره.

شريف منير وحيداً
رغم أنه دخل سباق رمضان هذا العام مدعوماً بنجاح مسلسله الأخير «قلب ميت» (2008)، إلا أن النجم المصري شريف منير ومسلسله «بره الدنيا» لم يحقّقا النتائج المتوقعة. أدرك منير ذلك فاعترف شخصياً بأسباب هذا الفشل، منها تقليدية القصة التي تدور حول رجل ريفي يتعرّض لأزمة نفسية حادة فينضمّ إلى «مجانين الشوارع» المنتشرين في القاهرة. الجديد الذي حاول العمل تقديمه هو إعطاء دور البطولة لأحد هؤلاء المضطربين نفسياً، ما اعتبره منير إضافةً حقيقيةً له وللدراما المصرية، لولا الثغر التي واجهته. وأبرز هذه الثغر تمثل في الاستعانة بمجموعة من الوجوه الجديدة في أدوار رئيسية بسبب اعتذار النجوم عن عدم المشاركة لارتباطهم في أعمال أخرى. هكذا، رغم جماهيريته، وقف منير وحيداً مع ممثلين شباب من أمثال كريم محمود عبد العزيز، ونسرين إمام، وفوزية محمد، ولانا سعيد. كما حرص أحمد زاهر على تقديم أداء تقليدي جداً لشخصية الشرير. يضاف إلى كل ما سبق، عرض المسلسل على «التلفزيون المصري» فقط إلى جانب قناة «الراي»، ما أدى إلى الحدّ من نسبة مشاهدته.

 

صفعة للدراما التاريخية
بعدما استقرت شركة «عرب سكرين» على سلاف فواخرجي لتجسيد دور كليوباترا، أصرت النجمة على أن يكون زوجها وائل رمضان مخرجاً للمسلسل التاريخي الذي يروي سيرة الملكة المصرية. ثم بدأت أسرة «كليوباترا» بعقد المؤتمرات وتوزيع بيانات المديح حول الجهود المبذولة. وصرّحت سلاف أنّها ستتجاوز نجمات هوليوود اللواتي جسدن دور الملكة، فيما امتلأت الشوارع بإعلان يخبرنا أنّ «سلاف فواخرجي... كليوباترا». لكن النتيجة كانت صفعة حقيقية، خصوصاً أنّ الممثلين السوريين اشتهروا ببراعتهم في الأعمال التاريخية. في «كليوباترا»، سقطت هذه النظرية. أبصر العمل النور مع أخطاء تاريخية فادحة. أما فنياً فلم يكن الوضع أفضل، إذ عجزت سلاف عن إظهار الشخصية القيادية والدموية للملكة، وافتقر الممثلون إلى إحساسهم بالحالة التي يجسّدونها، وصولاً إلى المراهقة البصرية في بعض الحركات الإخراجية.

إعداد: وسام كنعان ومحمد عبد الرحمن

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...