فريق «ملك التاكسي» على «الدنيا»: سهرة تصفية حساب مع الصحافة

13-09-2010

فريق «ملك التاكسي» على «الدنيا»: سهرة تصفية حساب مع الصحافة

افتتح تلفزيون «الدنيا» (قناة فضائية سورية خاصة) أولى سهرات عيد الفطر مع أسرة مسلسل «ملك التاكسي - أبو جانتي». فاستضافت مقدمة البرنامج ريم معروف في سهرتها كلاً من كاتب وبطل العمل الممثل سامر المصري ومخرجه زهير قنوع، والممثلين شكران مرتجى وأيمن رضا وأدهم مرشد. وذلك، كما بدا واضحاً، لتصفية حساب أسرة هذا المسلسل مع الصحافة السـورية التي كتبت العديد من المقالات تناولت فيها ثغرات عـدة في المسلسل. وكان أبرزها غياب النص المكتوب والاعتماد على مواقف ارتجالية، لم تقدم لصناعة الكوميديا جديداً سوى استظهار «عراضات» شامية وخلط اللغة العربية بالإنكليزية، ضمن قالب غنائي افتقد فيسامر المصري في «ملك التاكسي - ابو جانتي». مجمله إلى صياغة بصرية تحترم عقل المشاهد وذوقه.
واستغلت أسرة مسلسل «أبو جانتي» فرصة وجودها على شاشة «الدنيا» السورية للردّ على المقالات الصحافية، إذ لمّح الفنان المصري، بإشارة واضحة إلى زميل في إحدى الصحف اللبنانية تناول العمل في أحد مقالاته، بأنه صحافي مأجور وأن إحدى الجهات الإنتاجية استمالته ودفعت له، فكان أن كتب ضد المسلسل. كما وصف كل من أيمن رضا وشكران مرتجى الصحافيين الذين كتبوا عن المسلسل بـ «دخلاء على الصحافة». وذلك دون أن تقوم مقدمة البرنامج بأي تعقيــب، فكان أن استفاض رضا بقوله «هؤلاء لا يقدّرون جهد الفنان ويكتبون للذي يدفع لهم..»، ليعقّب قنوع بأنه «تجب مراقبة الصحافيين وما يكتبونه عن الدراما السورية لأنها إنجاز وطني».
بدا واضحاً أن السهرة «مفبركة» من قبل المحطة نفسها للردّ على ما كتبته الصحافة السورية والعربية حول العمل الذي مولته فضائية «روتانا الخليجية». ولم تشرك «الدنيا» أياً من الصحافيين أو النقاد الفنيين الذين كتبوا عن المسلسل في النقاش، بل تركت «الحبل على غاربه» لأسرة العمل بأن «تقيّم» عمل الصحافة السورية. وتجاوز البرنامج ذلك بسؤال المذيعة للممثل سامر المصري «كيف تقيم عمل الصحافة والنقد؟» وقد ردّ عليها «أنا لست راضياً عن عمل الصحافة وما تكتبه».
بدا وكأن على الصحافي أن يسكت على مساخر لم يقدمها أصحابها إلا لمغازلة الجهة المنتجة التي مولتها. ولعلّ خير دليل على ذلك ما قدمه مسلسل «ملك التاكسي» في حلقتين خصصهما كاتب العمل ومخرجه لرجل سعودي كهل (شخصية أبو مشعل، وقد أدى الدور الممثل السعودي عوض عبدالله) يخطب له «أبو جانتي» فتاة سورية لم تبلغ سن الرشد، رغم أن «أبو مشعل» هذا متزوج ولديه أولاد، ولا ندري حقاً لماذا قدم العمل المرأة السورية على هيئة سلعة تباع وتشترى بالريال؟ وما المبرر الدرامي لهذا الإقحام العجيب على العمل الذي كان من الممكن أن يشكل نوعاً جديداً في الدراما الشعبية، لولا إقحامات المصري وقنوع اللذين ختما المسلسل بطريقة تناقض ما قاله المصري في سهرة «الدنيا» بأنه «عمل يحترم المرأة على عكس ما كتبته الصحافة». فإذا كان كذلك، لماذا يقفل بطل المسلسل عرضه التلفزيوني في الحلقة الأخيرة، بهجوم أبو جانتي على أخته «عواطف» (أدت الدور الفنانة تاج حيدر) بحزام بنطاله، منهالاً عليها بالضرب والجلد والشتائم بعد أن سمعها تتحدث عبر الهاتف مع شغيل صديقه «أبو ليلى». ليزوجها فيما بعد، وبشكل قسري، من ابن خالتها في نقلة عجيبة وغير منطقية من كوميديا تهريجية إلى تراجيديا العصور الوسطى؟
الغريب في الأمر أن تناول العمل في الصحافة المحلية والعربية لم يقترب من سمعة أحد من القيمين على «ملك التاكسي»، بل تمّ تناوله ضمن سياقه المفترض مناقشاً عناصر ومواضع نجاحه وفشله، ولم يسئ لسمعة أو نزاهة أحد، فلماذا يلجأ المصري وفريق العمل إلى هذا الأسلوب؟ ولماذا تجاهل القيّمون على برامج تلفزيون «الدنيا» أهم عناصر العمل الإعلامي، ألا وهو الموضوعية و احترام الرأي والرأي الآخر؟

سامر محمد اسماعيل

المصدر: السفير

التعليقات

من الواضح أن السهرة مفبركة ومتفق عليها ولكن المحزن في الموضوع أن نجم الدراما السورية أصبح لديه الاعتقاد أن أي شئ يقدمه سيعجب الناس واذا كان الفنان سامر المصري قد صرح (بأنه سيعيد للكوميديا السورية موقعها المتميز ) فأنا اعتقد أنه يؤسس لنمط من الدراما الكوميدية المفرغة من المحتوى والمعنى والتي تهدف الى الاضحاك فقط دون تقديم مغزى وفكرة تؤثر في المشاهد. الكوميديا ليست فن الاضحاك ولوكان كذلك لكان أي (نكتجي ) فنان كوميدي أتمنى أن لاترجع الثقة الزائدة عند نجومنا الدرما السورية الى الوراء

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...