كيري ينصح بالمبادرة العربية: ضيّقنا الهوة ولتفكّر إسرائيل فيها

18-07-2013

كيري ينصح بالمبادرة العربية: ضيّقنا الهوة ولتفكّر إسرائيل فيها

مرة جديدة تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «تضييق الهوة» بين الفلسطينيين والإٍسرائيليين على أمل العودة إلى طاولة المفاوضات، من دون أن يوضح معنى ذلك. وخلال جولته السادسة إلى الشرق الأوسط، عقد كيري محادثات مكثّفة في عمان في إطار جهوده لإحياء عملية التسوية، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرتين، فضلاً عن اللجنة العربية لمتابعة المبادرة العربية، التي باركت جهود الديبلوماسية الأميركية. كيري وأمامه كل من العربي وجوده والعطية خلال لقائه الوفد العربي في عمان أمس (أ ف ب)
وبعد اجتماعاته المطوّلة، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جوده، أبدى كيري ثقته في أنه يسير على الطريق الصحيح نحو استئناف محادثات التسوية قريباً. وقال»إثر عمل شاق تمكنا من تضييق هذه الهوات كثيراً (بين الطرفين). ونواصل إحراز التقدم، وما زلت آمل في أن يتمكن الجانبان قريباً من الجلوس إلى الطاولة نفسها».
إلا أن رئيس الديبلوماسية الأميركية رفض الدخول في تفاصيل المبادرة التي عرضها على المسؤولين العرب، أو السبب الذي جعله يتحدث عن تضييق الهوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال «لا أنصح أيا كان بالاستسلام للرغبة بإطلاق تكهنات» حول نتائج هذه الاتصالات، معتبراً أنه «كان دائماً من الأسهل المراهنة على تعثر» الأمور.
ودعا كيري إسرائيل إلى التفكير بعناية بالمبادرة العربية، وقال إن «إسرائيل تحتاج لإمعان النظر في هذه المبادرة التي وعدتها بالسلام مع 22 دولة عربية و35 دولة إسلامية، أي أن إجمالي 57 دولة تنتظر إمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل».
واجتمع كيري أمس مع عباس للمرة الثانية خلال يومين، عقب اجتماعه بأعضاء اللجنة المصغّرة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية. وكان خلال الاجتماع الأخير أطلع أعضاء اللجنة على محادثاته وأفكاره لإعادة إطلاق المفاوضات المجمّدة منذ العام 2010.
وأكد الوفد العربي «دعمه الكبير لجهود كيري لإعادة استئناف وإحياء مفاوضات سلام... ورأى أن الأفكار التي طرحها كيري تضع أرضية وبيئة مناسبة للبدء بالمفاوضات، خصوصاً العناصر السياسية والاقتصادية والأمنية الجديدة والهامة».
وعبّر الوفد عن أمله في أن «يؤدي ذلك إلى إطلاق مفاوضات جادة تعالج كافة قضايا الحل النهائي لإنهاء الصراع وتحقيق سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين وإسرائيل»، مؤكداً «الالتزام بمبادرة السلام العربية».
وكرّر بيان اللجنة العربية طرح المبادرة العربية للسلام، كما تضمن عنصراً جديداً تمثل في الاستعداد لتعديل حدود العام 1967 عن طريق مبادلة الأراضي.
وبحسب بعض الأنباء، فإن كيري طرح على مسؤولي الجامعة العربية الاعتراف الكامل بإسرائيل في حالة تخليها عن أراضي العام 1967 وقبولها «حلاً عادلاً» للاجئين الفلسطينيين.
وشارك في الاجتماع كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية: الفلسطيني رياض المالكي، والقطري خالد بن محمد العطية والأردني ناصر جوده، بالإضافة إلى ممثلين عن البحرين والكويت والمغرب والسعودية والإمارات، بحسب مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية. ومثّل القاهرة في الاجتماع ممثل مصر الدائم في الأمم المتحدة عمر أبو العطا.
يذكر أنه الوفد العربي ذاته، عندما التقى كيري في 29 نيسان الماضي في واشنطن، قدم تنازلاً إلى إسرائيل بالإعلان عن إمكانية اللجوء إلى تبادل الأراضي بدلاً من الالتزام بحدود الـ67.
وجاء الاجتماع العربي غداة محادثات أجراها كيري مع عباس استمرت خمس ساعات مساء أمس الأول، في أحد فنادق عمان. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الطرفين «تابعا محادثاتهما المستمرة منذ أشهر وتناولا التطورات الأخيرة في المنطقة»، مضيفاً أنهما «ناقشا كذلك تفاصيل خطة اقتصادية من شأنها أن تساعد في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني» من خلال استقطاب نحو أربعة مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة.
وأشار مسؤول فلسطيني رفيع المستوى إلى حدوث تقدم في مباحثات كيري مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لافتاً إلى أن الوزير الأميركي مصمم على إعلان استئناف عملية السلام قبل مغادرته المنطقة.
ووفقاً لعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف فإن «عباس سيعرض على القيادة الفلسطينية في اجتماع يعقد غداً الخميس (اليوم) في رام الله ما عرضه عليه وزير الخارجية الأميركي لاتخاذ قرار بشأنه»، من دون ذكر تفاصيل عن اقتراح كيري.
من جهته، قال المفاوض الفلسطيني محمد اشتيه إن السلطة «تتمنى نجاح جهود كيري، ولكن حتى الآن لا يمكن الحديث عن مؤشرات واعدة من الجانب الإسرائيلي».
كذلك، استقبل عباس الوفد العربي عقب لقائه كيري. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إنه تم خلال اللقاء التأكيد على استمرار التنسيق والتشاور في ما يتعلق بالأفكار والمقترحات التي يحملها وزير الخارجية الأميركي.
وبالإضافة إلى عملية التسوية، أبلغ كيري الوفد العربي الموقف الأميركي من دعم المعارضة السورية. وقال، خلال مؤتمره الصحافي، إن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية. ونوّه بأن أميركا قدمت مساعدات كبيرة جداً للمعارضة السورية، مشيراً إلى حصولها على دعم عسكري كبير من دول أخرى، وإنها ستستمر في تلقي هذا الدعم.
إلى ذلك، التقى كيري الملك الأردني عبد الله الثاني. وجاء في بيان للديوان الملكي أن «الأردن سيواصل دعمه لجهود كيري» لإحياء التسوية.
وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الملك الأردني أن وقف معاناة الشعب السوري يتطلب جهداً دولياً للوصول إلى حل شامل. ودعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياته في دعم الأردن ليتمكن من مواصلة تحمل الأعباء المتزايدة على موارده المحدودة نتيجة استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...