«حماس» تطرح مبادرة تهدئة وتمهل قادة الأمن حتى الجمعة لإلقاء أسلحتهم

14-06-2007

«حماس» تطرح مبادرة تهدئة وتمهل قادة الأمن حتى الجمعة لإلقاء أسلحتهم

إذا لم يكن الجنون الذي يشهده قطاع غزة هو الحرب الأهلية، فكيف يمكن أن تكون، ولا سيما أن الطرفين يسيران في منحى متصاعد من الصدام، لم يخفف حدتها الاتصالان «البروتوكوليان» بين الرئيس محمود عباس وكل من رئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل
إعلان النصر كان كل ما ينقص تفاصيل الأحداث الميدانية أمس، ولا سيما أن «حماس» حرصت عقب كل سيطرة على أحد المقار الأمنية على إعلان «كسب على الأرض»، كان آخره إعلان السيطرة على معبر رفح بين قطاع غزة ومصر.
قوتل 31 فلسطينياً في معارك دامية، تركز أعنفها في الجزء الغربي من مدينة غزة، التي تضم المقار الأمنية الرئيسية، بين مسلحين من «حماس» و«فتح»، فيما بدأت ملامح المواجهات تنتقل إلى الضفة الغربية، التي شهدت اشتباكات في نابلس خصوصاً وعمليات خطف وسيطرة على مقار أمنية لـ«حماس».
وتواصل لليوم الثاني على التوالي سقوط مقار ومواقع الأجهزة الأمنية أمام ضربات حركة «حماس» التي أحكمت سيطرتها على غالبية هذه المواقع في جنوب ووسط وشمال القطاع، باستثناء المربع الأمني في مدينة غزة، الذي يضم منزل الرئيس محمود عباس، ومجمع «أنصار» الأمني، والمقر الرئيسي لجهاز الأمن الوقائي، وبعض المواقع الأخرى.
ولم تفلح مختلف الدعوات المتعددة المصادر في ثني الطرفين المتصارعين عن وقف الصراع الدامي، وواصلت الحركتان القتال بضراوة ودموية تختلف عن موجات العنف السابقة، وسط إصرار من حركة «حماس» على حسم المعركة ميدانياً وبالقوة العسكرية.
وقالت مصادر إعلامية موالية لحركة «حماس» إن قادة وعناصر من أتباع من وصفتهم بـ«التيار الانقلابي» في حركة «فتح» هربوا بفعل ضربات «كتائب القسام» من القطاع، واجتازوا الحدود الفاصلة باتجاه الأراضي المصرية، وهو ما أكدته القاهرة، التي أعلنت توقيف 40 من عناصر الأمن الفلسطيني الذين عبروا الحدود.
وفي مسعى لحسم المعركة عسكرياً، أمهلت «حماس» عناصر الأجهزة الأمنية في القطاع حتى السابعة من مساء الجمعة (غداً) لإلقاء السلاح كي لا تمسّهم بسوء، ومواجهة مصيرهم المحتوم: القتل.
وأكدت مصادر متعددة في القطاع أن مسلحي «حماس» سيطروا على معظم المقارّ الأمنية في أربع من محافظات القطاع الخمس وهي: رفح وخان يونس في الجنوب والوسطى وشمال غزة.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الساعات القليلة المقبلة ستشهد معارك دامية بين الفريقين في الجزء الشمالي الغربي من مدينة غزة، للسيطرة على المقرّ الرئيسي للمخابرات العامة، والجزء الجنوبي الغربي الذي يضم مكتب عباس ومنزله ومكتب القيادي البارز في «فتح» محمد دحلان ومنزله، ومقر الأمن الوقائي الرئيسي، ومجمع الأجهزة الأمنية «السرايا» ومنازل عدد من كبار القادة السياسيين والعسكريين في الفريقين المتصارعين.
وبسقوط 31 قتيلاً أمس، يرتفع عدد القتلى في اليوم الرابع من المعارك الدامية بين الحركتين إلى نحو 97 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، عدد كبير منهم في حال الخطر الشديد، بحسب إحصاءات مراكز حقوق الإنسان الناشطة في القطاع.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم الحرس الرئاسي العقيد علي القيسي إن قوات الأمن الفلسطينية تشن هجوماً معاكساً ضد حركة «حماس». ونفى «ادّعاءات حماس في شأن استيلائها على مواقع الأجهزة الأمنية في القطاع»، قائلاً إن «قوات الأمن الوطني والحرس الرئاسي موجودة في جميع مواقعها». وأضاف إن «حماس» تشنّ «حرباً نفسية ضد الأجهزة الأمنية وعناصرها، وتدّعي بأن كل مواقع الأجهزة الأمنية قد سقطت في أيديها»، واصفاً ذلك بأنه «محض كذب وافتراء».
وفي السياق، أطلق مسلحون مجهولون النار على مسيرة حاشدة نظمها وجهاء ومخاتير وشخصيات في مدينة غزة دعا إليها رئيس الوفد الأمني المصري اللواء برهان حماد، مساء أول من أمس احتجاجاً على عدم تلبية دعوته من قبل الحركتين إلى عقد اجتماع عاجل لبحث التوصل لوقف إطلاق نار جديد يضع حداً لدوامة العنف الدموية.
وقتل شخصان وأصيب 15 فلسطينياً من المشاركين في المسيرة التي انطلقت من حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأكد المتحدث بلسان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة أن اثنين من موظفي الأونروا المحليين قتلا وأصيب خمسة آخرون بالرصاص خلال الاشتباكات الدائرة بين عناصر من حركة «فتح» وحركة «حماس» في خان يونس.
وشاعت أنباء، لم تؤكدها مصادر طبية، أن ثلاثة عشر فلسطينياً قتلوا في مدينة خان يونس بعدما قام مسلحون من «حماس» بتفجير نفق أسفل مقر الأمن الوقائي الفلسطيني في المدينة.
‏وفي الضفة الغربية، أفاد شهود عيان أن اشتباكاً مسلحاً وقع بين ناشطين من حركتي «حماس» و«فتح» في نابلس. وأكدت «كتائب شهداء الأقصى» أنها خطفت سبعة موظفين من المكتب التابع لـ«حماس».
إلى ذلك، أعلنت حركة «حماس» في الضفة الغربية طرح مبادرة من أربع نقاط على الرئيس الفلسطيني وحركة «فتح» لوقف الاقتتال الدائر في قطاع غزة وعدم تصدير الأزمة إلى الضفة الغربية.
وطالبت الحركة، في بيان، بالوقوف بحزم أمام أية محاولة لنقل الأحداث إلى الضفة الغربية «لما يشكله ذلك من ضمان أساسي لوحدة الوطن المحتل وحماية المتراس الأخير للقضية الوطنية». وقالت «إن ذلك يشكل الامتحان لقدرة الأجهزة الأمنية على حماية المواطنين، وخاصة في ظل الحملة التي تقوم بها بعض عناصر أجهزة الأمن في الضفة الغربية»، داعية جماهير الشعب الفلسطيني إلى النزول إلى الشوارع لوقف القتال.
وأعلن مسؤولون فلسطينيون أن عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بحثا في اتصال هاتفي سبل وقف المواجهات. وحذر الرئيس الفلسطيني من «انهيار الأوضاع» في قطاع غزة إذا تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي حركتي «حماس» و«فتح». وأضاف: «دعونا إلى لقاء آخر اليوم (بواسطة الوفد المصري) لوقف هذا الاقتتال»، محذراً أنه «إذا استمرت هذه الاصطدامات فلا بد من خطوات ضرورية نتخذها في أقرب وقت ممكن».

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...