«كديما»: الاستطلاعات لليفني... والفوز لموفاز؟

13-09-2008

«كديما»: الاستطلاعات لليفني... والفوز لموفاز؟

تقترب الانتخابات التمهيدية لزعامة حزب »كديما« يوم الاربعاء المقبل، وتتزايد عناصر الإثارة في الحلبة السياسية الإسرائيلية. وبرغم أن استطلاعات الرأي تظهر تفوقا واضحا لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني على خصمها وزير المواصلات شاؤول موفاز، إلا أن هناك الكثير من الأصوات التي تعتبر ذلك تفوقا وهميا.
ومع ذلك، فإن عناصر الترقب الأكثر إثارة تتعلق بالوضع الذي سينشأ إثر ظهور نتائج الانتخابات. فقد سبق لرئيس الحكومة إيهود أولمرت أن أعلن أنه لن يماطل وسيقدم استقالته بعد أن يوصي الرئيس شمعون بيريز بتكليف الفائز بانتخابات »كديما«، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وتنبع عناصر الإثارة في كل ما يتعلق بنتائج الانتخابات في »كديما«، من حقيقة أن هذا الحزب »كائن جديد« يصعب حتى الآن تقدير خطواته ومزاج ناخبيه. وهذا ما يدفع العديد من الخبراء للحذر من التعاطي بجدية كاملة مع نتائج استطلاعات الرأي. وثمة من يقرأ الأمور بشكل معاكس، فيقول إن الاستطلاعات تظهر تفوق ليفني في حين أن معطيات الأرض تشهد خلاف ذلك.
فجر الخميس المقبل، ستظهر نتائج الانتخابات التي يتنافس فيها أربعة مرشحين هم إضافة لليفني وموفاز، آفي ديختر ومئير شطريت. وستتوجه الأنظار أولا وقبل أي شيء، لمعرفة ما إذا كان أي من المتنافسين قد فاز بأصوات تزيد عن ٤٠ في المئة من أصوات الناخبين، ما يحول دون إجراء جولة ثانية بعد أسبوع بين المرشحَيْن اللذين نالا النسبة الاعلى من الاصوات.
ومما يثير استغراب الكثير من المعلقين أن مصير »كديما«، وربما مصير الحلبة السياسية بأسرها، سيتقرر بأصوات جزء من منتسبي الحزب الذين لا يزيد عددهم عن ٧٠ ألفا. وبينت المعطيات أن قسما كبيرا من المنتسبين لهذا الحزب، هم أصلا من ناخبي حزب الليكود الذين يودون التأثير على نتائج الانتخابات التمهيدية. والأدهى أنه، وبرغم مرور أعوام على إنشاء هذا الحزب، فإن هويته وهيكليته ومبادئه لا تزال مشوشة. وتكفي نظرة واحدة إلى تصريحات المتنافسين، لاكتشاف أن الفارق في المواقف بينهم يعادل الفارق بين مواقف الأحزاب الأخرى.
وفي كل الأحوال، فإن عددا من المراقبين يكررون هذه الأيام أقوال بيريز الذي كثيرا ما فاز في استطلاعات الرأي وخسر في الانتخابات الفعلية. وهم يلحظون أن الإعلام والنخب داخل »كديما« وخارجه، تقف إلى جانب ليفني في حين أن مقاولي الأصوات يقفون مع موفاز.
وعرضت »معاريف« أمس نوعا من الدراسة لتشكيلة العضوية في »كديما«، أشارت إلى أن نحو ٢٠ الف منتسب يعتبرون »إيديولوجيين« انضموا الى الحركة بعد قيامها. ويضاف إلى هؤلاء نحو ٤٠ الف منتسب جاءوا الى »كديما« من خلال رؤساء البلديات ومقاولي الاصوات في اطار حملة التنسيب قبل الانتخابات للسلطات المحلية. وهناك حوالى ١٠ آلاف انتسبوا مؤخرا قبل الانتخابات التمهيدية.
وثمة من يعتقد أن ما يجري اليوم في »كديما«، هو في الواقع ما كان يجري في »الليكود«. ومع ذلك، فإن أحدا لا يجازف بإطلاق توقعات نهائية وحازمة. فاستطلاعات الرأي تفيد بأن ٤٧ في المئة سيصوتون لليفني في مقابل ٣٢ في المئة لموفاز في الجولة الأولى. وإذا عقدت جولة ثانية، فإن ما يزيد عن ٥٧ في المئة سيصوتون لليفني. ومع ذلك، ثمة قناعة في صفوف »كديما« بأن ليفني هي الأقدر على جلب الأصوات وبالتالي تحقيق الفوز لـ»كديما« في الانتخابات التشريعية.
وقال قادة كبار في »كديما« إنهم لو لم يقرأوا استطلاعات الرأي واكتفوا بما يشاهدون في قواعد الحزب، لأكدوا أن موفاز سيفوز وبفارق كبير. وذهب بعض الخبراء إلى حد القول إن هذه الأيام هي أسوأ أيام خبراء استطلاعات الرأي. ومع ذلك، ثمة من ينقل عن خبير الانتخابات آرثر فينكلشتاين الذي يعمل لصالح موفاز، أن الاستطلاعات تظهر تفوقا لليفني فقط بحوالى خمس نقاط وليس أكثر. وألمح إلى أن بالوسع تجاوز هذا الفارق عبر التواجد الميداني ورفع نسب التصويت. ومع ذلك، فإن مراقبين محايدين يعتقدون أن المنافسة بين ليفني وموفاز شديدة ولا يمكن تقدير نتائجها مبــكرا، برغـــم كل الأحاديث عن الفارق الكبير.
وفي العموم، فإن المشكلة الأكبر التي تواجه إسرائيل ليست نتائج الانتخابات بل اليوم التالي لها. فالصورة أقل وضوحا، نظرا لمواقف أحزاب مختلفة وبينها حزب »العمل« وحركة »شاس«. وبرغم إعلان ليفني نيتها تشكيل حكومة قريبة من التشكيلة الحالية، إلا أن لا شيء يضمن لها استعداد »العمل« و»شاس« للبقاء بالشروط نفسها. وهذا يدفع أولا وقبل أي شيء، للحديث عن احتمالات استقرار الحلبة السياسية وبالقدر نفسه عن احتمالات تدهور الأوضاع نحو انتخابات تشريعية مبكرة. ثمة من يقول إن المكونات الأساسية للحكومة الحالية، أي »كديما« و»العمل« و»شاس« لا تريد انتخابات مبكرة، ولكن عددا من زعماء هذه الأحزاب لا يستبعد تأييد انتخابات مماثلة.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...