«هآرتس»: تركيا وإسرائيل تبحثان مسودة تفاهمات لإنهاء الأزمة بينهما

07-12-2010

«هآرتس»: تركيا وإسرائيل تبحثان مسودة تفاهمات لإنهاء الأزمة بينهما

أشاعت حرائق الكرمل ومبادرة الحكومة التركية لمد يد المساعدة للحكومة الإسرائيلية في إطفائها أجواء دفء دفعت برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإرسال مبعوث خاص إلى جنيف للقاء مسؤول تركي بغرض إصلاح العلاقة بين الدولتين.
وكان التلفزيون الإسرائيلي قد أشار إلى أن نتنياهو أرسل إلى هذا اللقاء المندوب الإسرائيلي إلى لجنة التحقيق الدولية في قضية مجزرة سفينة «مرمرة» التركية يوسف تشاخنوفر للقاء مدير عام وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلي اوغلو. وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن النقاش بين الرجلين دار حول صياغة مسودة اتفاق لإنهاء أزمة «مرمرة».
ويصر الأتراك، حتى الآن، على تسلم اعتذار إسرائيلي رسمي عن أحداث «مرمرة» فضلا عن تعويض عائلات الضحايا. واعترف ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بوجود الاتصالات من أجل إنهاء الأزمة. ويقال بأن اللقاء في جنيف هو ذروة جهود بذلت في الأسابيع الأخيرة بين دبلوماسيين إسرائيليين وأتراك قلقين من استمرار الأزمة في العلاقات بين الدولتين.
وأثارت المشاركة التركية في إطفاء الحرائق الإسرائيلية تقديرات لدى الكثيرين بأنها قد تكسر الجليد في العلاقة بين الدولتين. وكان نتنياهو قد بادر للاتصال برئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان للمرة الأولى منذ بداية الأزمة بين الدولتين قبل عام ونصف العام. وقال نتنياهو حينها إنه أبلغ أردوغان تقدير إسرائيل للمبادرة التركية وأنه «واثق من أن هذا يشكل مدخلا لتحسين العلاقة بين الدولتين». غير أن أردوغان سارع للإعلان بأن مد يد العون لإطفاء الحرائق لا يغير من واقع الأزمة في شيء، لأن تحسين العلاقات مرتبط باعتذار إسرائيل عن فعلتها.
وكشفت صحيفة «هآرتس» النقاب أمس عن أن الإطار الذي يجري التفاوض في جنيف بشأنه هو مسودة تفاهمات لإنهاء الأزمة. ونقلت عن دبلوماسيين أتراك وإسرائيليين تقديرهم بأن التفاهمات تشمل اعتذارا إسرائيليا عن مجزرة «مرمرة» واستعدادا لدفع تعويضات، مقابل إعادة السفير التركي إلى تل أبيب وموافقة أنقرة على تعيين سفير إسرائيلي جديد لديها.
وأشارت إلى أن إسرائيل معنية بإعلان تركي عن انتهاء الأزمة و«تطبيع العلاقات». ونقلت عن الطرفين قولهم إن هذا هو اللقاء الأول، وإن نتنياهو هو من بادر إلى المطالبة بعقده. ومع ذلك فإنه لقاء أولي، وأن الأمر يتطلب لقاءات أخرى من أجل بلورة تفاهمات لحل الأزمة. وتم إطلاع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على الاتصالات التي جرت أساسا عبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد. ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية تقديرهم بأن ليبرمان غير راض عن هذه الاتصالات، وقد سبق له أن أعلن أن الدولة العبرية لن تعتذر لتركيا ولن تقدم تعويضات.
تجدر الإشارة إلى أن الأزمة في العلاقات الإسرائيلية ـ التركية ألحقت ضررا بالعلاقات التركية ـ الأميركية. وسارع مسؤولون أميركيون وكذلك أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لتوجيه انتقادات شديدة لأردوغان جراء هذه الأزمة. كما أن اجتماع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي مؤخرا سرعان ما تحولت إلى حملة عليه من جانب أعضاء الكونغرس خصوصا بسبب العلاقة التركية الإسرائيلية. واضطر داود أوغلو للدفاع عن نفسه، نافيا ما نسب إليه من تصريحات نشرتها «معاريف» عن إيمانه بزوال إسرائيل كدولة يهودية.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...