أسـواق المال الأميركية ما زالت مهـددة بالسقـوط

20-09-2008

أسـواق المال الأميركية ما زالت مهـددة بالسقـوط

تحديات لم يسبق لها مثيل تواجه بإجراءات استثنائية. بهذا اختصر الرئيس الأميركي جورج بوش »اللحظة المحورية« لاقتصاد الولايات المتحدة، وخطة التدخل »المحفوفة بالمخاطر« التي اعتمدتها إداراته للخروج من عنق الزجاجة.
وفي إطار هذه الخطة، هرع المسؤولون الأميركيون، أمس، لمساعدة أسواق النقد المضطربة بعد ظهور دلائل على أن هذا الجانب الآمن عادة من أسواق المال، والذي يضم ودائع قدرها ٣,٥ تريليون دولار، مهدد بالسقوط ضحية لأزمة الائتمان.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها ستستخدم ٥٠ مليار دولار لدعم صناديق الاستثمار التي تتعامل في أسواق النقد، والتي انخفضت قيمة أسهمها عن دولار واحد، في خطوة أخرى لاحتواء الاضطرابات في أسواق المال.
وأشارت الوزارة إلى أنه »على مدى العام المقبل ستضمن الوزارة ممتلكات أي صندوق مؤهل ومطروح لعامة الجمهور من الصناديق العاملة في سوق النقد إذا دفع رسماً للاشتراك في هذا البرنامج«، مضيفة أنّ بوش وافق على استخدام صندوق استقرار البورصات، الذي تعود جذوره إلى قانون غطاء الذهب عام ،١٩٣٤ لضمان المدفوعات.
كذلك، أعلن الاحتياطي الفدرالي عن خطوات إضافية لمساعدة الأسواق، بينها فتح الاقتراض أمام المؤسسات المالية، من خلال تسهيل الخصوم، لتمكينها من شراء أصول معينة من صناديق أسواق النقد.
إلى ذلك، أصدرت لجنة الأوراق المالية أمراً استثنائياً حظرت بموجبه عمليات البيع على المكشوف في ٧٩٩ سهماً مصرفياً، على أن ينتهي مفعول هذا القرار قبل منتصف ليل الثاني من تشرين الأول المقبل، مع احتمال تمديد المهلة لعشرة أيام إضافية إذا اقتضت الضرورة.
من جهته، اعتبر بوش أنّ تدخل الحكومة هو أمر ضروري
لحل المشاكل التي تعصف بالأسواق، واصفاً الوضع بأنه »لحظة محورية لاقتصاد أميركا«. وأضاف »يتعين علينا أن نتحرك الآن لحماية القوة الاقتصادية لبلدنا«، مشدداً على أنّه من المهم معالجة الأسباب الأساسية وراء عدم الاستقرار.
وتابع أنّ »اقتصاد أميركا يواجه تحديات لم يسبق لها مثيل، ونحن نرد عليها بإجراءات لم يسبق لها مثيل«، داعياً الكونغرس إلى الإسراع في إقرار تشريعات لهذا الغرض من دون إضافة »البنود المثيرة للخلاف التي قد تعطل التحرك«.
وأشار بوش إلى أنّ خطة التدخل الحكومي »ستكلف دافعي الضرائب مبالغ طائلة«، كما أنها »تنطوي على مخاطر«، لكنه دعا الأميركيين إلى الثقة باقتصادهم.
بدوره، قال وزير الخزانة هنري بولسون أنّه »يتعين علينا الآن اتخاذ المزيد من الاجراءات الحاسمة لمعالجة اسباب المشكلات التي تواجه القطاع المالي بشكل شامل وأساسي«، موضحاً »نحن نتحدث عن مئات المليارات من الدولارات«.
من جهته، حذر رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي كريس دود من أنّ الولايات المتحدة باتت »ربما على بعد أيام من انهيار شامل لنظامها المالي«، واصفاً الوضع بأنه »خطير«، فيما أشار السيناتور الجمهوري النافذ ريتشارد شلبي إلى أن خطة الإدارة الأميركية لمساعدة المصارف قد تكلف تريليون دولار.
وأشاع الإعلان عن هذه الإجراءات ارتياحاً نسبياً في البورصات العالمية، حيث ارتفعت أسعار الأسهم الأميركية عند بدء التعاملات، إذ شهد مؤشر »داو جونز« تحسناً بنسبة ٢,٢٦ في المئة، فيما ارتفع مؤشر »ناسداك« بنسبة ٥,١١ في المئة.
كذلك، قفزت الأسهم الأوروبية مسجلة أكبر مكاسب على الإطلاق في يوم واحد، حيث أغلق مؤشر »يوروفرست« على ارتفاع نسبته ٨,٢٦ في المئة، فيما أقفلت بورصة باريس على ارتفاع لم تعرفه منذ ٢٠ عاماً، حيث شهد مؤشر »كاك ٤٠« تحسناً بنسبة ٩,٢٧ في المئة، فيما ارتفعت الأسهم الروسية مع استئناف التداول في بورصة موسكو، بعد توقف دام يومين، في حين استردت الأسهم الآسيوية غالبية خسائر الأيام الماضية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...